تواصلت العروض الثقافية المندرجة ضمن الأسبوع الثقافي السوداني في تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وذلك لليوم الثاني على التوالي، وكان جمهور قصر الثقافة الإمامة، سهرة أول أمس على موعد مع العرض المسرحي لفرقة عرائس المسرح السودانية، حمل عنوان طائر الأماني، وهو عرض مسرحي موجه للأطفال من تأليف الهادي سرّاج النور، و إخراج شادية أحمد المغازي، فعلى مدار ساعة من الزمن، استطاع طاقم المسرحية والمؤلف من ستة أشخاص وبمشاهدها الخمسة شّد إنتباه الجمهور الذي تفاعل مع أحداثها، التي ارتبطت بالواقع الذي يعرفه العالم العربي بصفة خاصة والعالم بصفة عامة. تحكي المسرحية قصة طائر يريد أن يحقق السلام في غابته، ولكي يحقق رغبته النبيلة هذه، يحاول أن يزور الوطن بأكمله ويتابع كل ما يجري به، وتبدأ أحداث المسرحية عندما يلتقي الطائر بسلحفاة تحاول أن تعبر السد لكنها لم تستطيع، فيحاول الطائر مساعدتها ونقلها إلى بر الأمان، وينجح في ذلك بعد محاولات عديد ويحقق للسلحفاة منالها في عبور السد، مثبتا للجميع أن تحقيق الأماني لم يكن صدفتا بل بالإرادة والعمل الجاد وصدق النية. هذا وقد تخلل العرض المسرحي تقديم مقاطع غنائية، تحمل في طياتها معاني تحقيق السلام والاستقرار وحتى الأمان الذي لم يعد حاضرا في الوقت الراهن، وينظر له المجتمع على أنه حلم صعب المنال. هذا وقد أشار المؤلف في حديثه مع »السلام«، أن الهدف من هذه المسرحية هو تعليم أبنائنا معنى الأمنية من الناحية التربوية، أي بمعنى يضيف محدثنا كيف نربي أطفالنا على تمني الأحلام الجميلة، وكيف يميزون بين الأمنية الذاتية التي تعنى بالشخص نفسه، وبين أمنية التي يشترك بها الجميع. أما عن ظروف إنتاج هذا العمل الفني فقد أكد هذا الأخير أنه تم التنسيق بين الطاقم الفني للعمل، الذي سبق له وأن عرضه بالسودان ب»الأيام الثقافية السودانية«، وتحصل من خلاله على الجائزة الأولى من ناحية الإخراج والنص، وكانت بدايته بوضع أهم اللمسات الفنية التي ساعدت وبشكل مباشر في إنجاح هذا العمل المسرحي. وعن فن العرائس يقول محدثنا أنه من أصعب الأعمال، لأنه يتعامل مع ثلاثة أشخاص، الأول الذي يمثل الأداء الصوتي، الثاني مع العروسة ذاتها، أما الثالث من يحرك هذه الأخيرة، وهذا المسرح بذات يضف محدثنا أكثر رواجا في السودان، ذلك لدوره الفّعال في تربية النشأة، لأنها تعتمد على وسيلة علاقتها مع الطفل علاقة حميمية، و هذا ما جعلنا نستغل ذلك في تمرير رسائل تربوية يستوعبها الطفل بشكل أفضل. من جهتها أكدت المخرجة شادية أحمد المغازي في حديثها معنا، أن مسرحية طائر الأمان، تعد من الأعمال الفنية التربوية الهادفة، ترمي إلى تغذية الجيل الصاعد بالمبادئ النبيلة والقيم الحسنة التي دون شك ستعود بالفائدة على مجتمعاتنا.