صالون الكتاب يحطّم كلّ الأرقام القياسية

تخفيضات في الأسعار وصلت إلى 70 بالمائة في الأيّام الأخيرة
أجمع القائمون على تظاهرة فعاليات الطبعة ال 15 للمعرض الدولي للكتاب المقام بالمركّب الرياضي محمد بوضياف بالعاصمة انطلاقا من ال 26 من الشهر المنصرم، على تميّز هذه الطبعة التي عرفت إقبالا كاسحا للمواطنين من محبّي المطالعة الذين قدموا من كلّ بقاع الوطن لاقتناء الكتب التي اتّسمت بالتنوّع والقيمة الفكرية، خاصّة وأن سعرها خلال الأيّام الأخيرة عرف تخفيضات مغرية انتقلت من 20 إلى 70 بالمائة·
شهد المعرض الدولي للكتاب في طبعته ال 15 المقام بالمركّب الأولمبي محمد بوضياف بالجزائر العاصمة أيّاما قبيل إسدال ستاره، تحطيم كلّ الأرقام القياسية السابقة، سواء في عدد الزوّار أو في نسبة التخفيضات على أسعار الكتب· واستقطب الصالون جمهورا غفيرا زار المعرض الذي شهد مشاركة أكثر من 350 دار نشر تنتمي إلى 31 بلدا من مختلف القارّات وعلى مدى عشرة أيّام كاملة· حيث كان عشّاق خير جليس على موعد مع أهمّ الإصدارات التي طرحتها دور النّشر المشاركة في المعرض، بالإضافة إلى برنامج حافل بالنّدوات الفكرية والأمسيات الشعرية وبيع المؤلّفات بالإهداء، حيث كانت سويسرا الضيف الشرفي للمعرض من خلال الاحتفاء بالشخصيات الثقافية والفكرية السويسرية· كما يتزامن المعرض مع الاحتفال بثورة الجزائر المجيدة في الأوّل من نوفمبر لعام 1954، كما سجّل حضور عدد من الشخصيات السياسية والثقافية وهم الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتّحدة في العراق، الرّوائي الجزائري الرّاحل الطاهر وطّار الذي استذكرت روحه من جديد بالمناسبة وعبد اللّه عبد القادر وجوزيه ساراماغو الحائز على جائزة نوبل للآداب، وذلك من خلال أعماله للتعريف به وأسلوب كتابته وقضاياه، إلى جانب العديد من الوجوه الصحفية والمؤرّخين الأوربيين· كما شهدت فعاليات طبعة هذه السنة تنظيم مجموعة من النّشاطات الفكرية والأدبية من بينها محاضرة للباحث والخبير جورج قرم وأخرى للمحامي المناصر للثورة الجزائرية وقضايا التحرّر جاك فرجاس وأخرى للكاتب بنيامين ستورا·
ومع بداية العدّ التنازلي لإسدال الستار على الطبعة ال 15 للصالون الدولي للكتاب، ازداد الطلب على الكتب الجامعية والمدرسية من قبل الطلبة والمتمدرسين الذين غصّت بهم يومي الخميس والجمعة أجنحة المعرض والسبب حسب ما تمّت ملاحظته هي التخفيضات الهامّة التي أقرّتها بعض دور النّشر على إصدارتها، والتي وصلت إلى 70 بالمائة وأحيانا إلى 30 بالمائة بالنّسبة لدور النّشر الأخرى من أسعار بعض الكتب، خاصّة مع اقتراب انقضاء أيّام هذه التظاهرة الثقافية المقرّر اختتامها يوم الأحد المقبل· وسجّل القائمون على تنظيم هذا الصالون توافدا منقطع النّظير من الطلبة والأساتذة وكذا المتمدرسين وأوليائهم والمهتمّين بالبحث العلمي الذين توافدوا على دور النّشر المتخصّصة في هذا المجال للبحث عمّا جادت به من إصدارات حديثة، كما سجّل بالمناسبة توافدا على الكتب الدينية والتاريخية والمدرسية بشكل كبير بالنّظر إلى الاكتظاظ غير العادي على تلك الأروقة التي ضمّتها، ممّا يبرهن على نجاح التظاهرة التي اتّسمت هذا العام بالتميّز بعدما أضحت مثل هذه الفعاليات تشهد قفزة نوعية من سنة إلى أخرى أعادت بفضلها خير الجليس إلى مفكّرة الجزائريين الذين يبدو أنهم استرجعوا هواية المطالعة بعدما غابت عنهم طويلا·