بعد رفع العقوبات عن إيران *** توقع خبراء في شؤون النفط أن تتجه الأسعار لانتكاسة جديدة مع استمرار اضطراب الأسواق العالمية وضبابية النمو الاقتصادي في الصين وهواجس عودة إيران للسوق وأنباء عن ضخها أكثر من 100 ألف برميل يوميا وصولا نحو 500 ألف من كل ذلك يرى المختصون أن نزيف النفط سيتعمق مع دخول المضاربين للسوق وغياب قرار استراتيجي لأوبك في التصدي لهذا التراجع. ومع بداية أسبوع الأسواق عالميا هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2003 في بداية التعامل في الوقت الذي استعدت فيه السوق لقفزة في صادرات إيران بعد رفع العقوبات عنها في مطلع الأسبوع. إلى ذلك هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2003 في بداية التعامل أمس الاثنين في الوقت الذي استعدت فيه السوق لقفزة في صادرات إيران بعد رفع العقوبات عنها في مطلع الأسبوع. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن إيران نفذت التزاماتها بتقليص برنامجها النووي وألغت الولاياتالمتحدة على الفور العقوبات التي قلصت صادرات إيران من النفط. وقال نائب وزير النفط الإيراني إن إيران مستعدة لزيادة صادراتها من النفط الخام 500 ألف برميل يوميا. وهبط سعر خام برنت الدولي إلى 27.67 دولار للبرميل في ساعة مبكرة من صباح الاثنين وهو أدنى مستوى له منذ 2003 قبل ارتفاعه إلى 28.25 دولار بحلول الساعة 0103 بتوقيت غرينتش وهو مازال منخفضا أكثر من 2 بالمائة عن سعر تسويته يوم الجمعة. وهبط سعر الخام الأمريكي 58 سنتا إلى 28.84 دولار للبرميل بعد وصوله في وقت سابق من الجلسة إلى 28.36 دولار وهو أدنى مستوى له منذ 2003. هل المخزونات النفطية مبالغ فيها؟ الخبير د.عبدالسميع بهبهاني يشير في حديثه (للعربية.نت) إلى ارتفاع كميات المخزونات النفطية والتي تضاعفت وفاقت طلب النمو الاقتصادي بقوله أن (أوبك) قد دأبت منذ قرار 2005 على مراقبة السوق بفعالية فكانت لا تتجاوز طلب السوق بكثير فاحتفظت بسعر البرميل ال 100 دولار من 2005 إلى منتصف 2014. وهذا رغم تجاوزات بعض الأعضاء في الاثناء (التي كانت تبلغ بين 0.5 الى 1.5 مليون باليوم) ورغم تدخل الروس احيانا لسد الفراغات التي كانت تزعج (أوبك). وقال إذا فالكلام على أن هناك فائض في السوق بين العرض والطلب بمقدار مليوني برميل كلام غير مقنع وكلام أن بعض الدول ستضيف إلى السوق براميل إضافية مثل العراقوإيران أيضا غير منطقي لأن الخسف في الأسعار حدث قبل ذلك. موضحا نعم هناك عوامل إضافية دخلت في السوق سببت اضطرابات نفسية أثرت على الأسعار كمعدلات النمو الاقتصادي للأسواق الناشئة (وعلى رأسهم الصين الذين تقلص معدل النمو الاقتصادي فيها من 18 الى 6.5 الحالي خلال سنة) وأيضا قرارات البنك الفدرالي الأمريكي ومعدلا الطلب الأمريكية للنفط. وقال ومن خلال تصريحات بعض وزراء (أوبك) يظهر أنهم تفاجؤوا بآثار القرارات التي اتخذتها في جوان وديسمبر 2015 ببقاء معدلات الإنتاج العالية عن حاجة السوق وهذا غريب جدا حيث كانت هناك علاقة مباشرة بين أسعار برميل الخام وحركة البورصات وأسواق الأوراق المالية حيث تبين أن أكابر المستثمرين في هذه الأسواق هم من منتجي النفط وعندما انخفض سعر البرميل انخفض الاستثمار في الاقتصادات العالمية. ويؤكد الخبير بهبهاني: من هنا نستطيع القول بتحفظ أن الفائض الفعلي المتوفر في السوق هو لا يقل عن 6 مليون برميل (بل يزيد عن ذلك بكثير) وهذا الفائض سيزداد في الفترة الموسمية بين منتصف جانفي الى منتصف ماي حيث موسم قلة الطلب (لا تدفئة ولا تنقلات وعطل المصافي) فسوف يكون الانخفاض يتجه إلى 20 $ لبرميل برنت و15 الى 18 دولار لسلة أوبك. تراجع الأسواق .. ردات فعل نفسية من جانب آخر يعلق الخبير بهبهاني حول عودة إيران بالقول (إنه في يوم الجمعة 15.1.2016 أعلن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة التزام إيران بالاتفاق النووي ومن ثم رفع الحصار والعقوبات الاقتصادية تَبع ذلك انخفاض حاد في سعر نفط الأمريكي الخفيف وخام برنت ثم انخفاض حاد في أسواق الأسهم الخليجية والعربية وقال أنه بدأ الانخفاض الملحوظ قبل ذلك فكان من 4 جانفي 2016 وقال إن ردات الفعل كان المسبب لها الحالة النفسية لما يعبر عنه ب (السيكو) وذلك لعدة أسباب الفائض الذي سيأتي من إيران حوالي 500 ألف برميل إضافي وتباطؤ الاستثمار في القطاع النفطي لرخص البرميل إضافة إلى العطلة في الولاياتالمتحدة أما إنتاج إيران الإضافي فيمكن الرصد لحركة الناقلات النفطية الإيرانية التي تتوالى مع موانئ إيران لا تدل على أن المنتج النفطي كان بمقدار 1.5 مليون المسموح له كما هو مقرر. وقال أتوقع إنتاج إيران من حقل الغاز بارس الجنوبي (الذي هو جزء مكمل 30 بالمائة من حقل الشمال القطري) لم يتوقف لاحتمال شبه مؤكد لمعاهدة وحدة الإنتاج (Unitization) مع قطر و المتوقع أنه نفس المعاهدة موجودة بصورة مؤقته مع العراق لسداد ديونها من النفط وذلك للحقول الكبرى المشتركة بين الدولتين. وقال كمية 500 ألف برميل إذا تضيفها إلى الفائض المدعى وهو 1.5 مليون لا يؤدي إلى خسف هكذا في الأسعار وذلك بمراجعة للمنحى التاريخ للأسعار. إلى ذلك يشير بهبهاني إلى أن احتمال تباطؤ الاستثمار في القطاع النفطي: وهذا يدل على عدم دراية بطبيعة الإنتاج وفرقه بين الإنتاج التقليدي وغير التقليدي. فالإنتاج غير التقليدي يحتاج لضخّ المال للحفاظ على مستوى الإنتاج ويحميه من الهبوط وأما الإنتاج غير التقليدي فيمكن تأجيل الاستثمار فيه لقصر عمره ومحدودية مخزونه. وهذا ما تراهن عليه دول أوبك. أما الاستثمار في الإنتاج التقليدي فهو طويل الأمد ولازم الاستثمار. اضطراب البورصات العالمية تُثير المخاوف من جانب آخر يرى الخبير بهبهاني إلى أن البورصات العالمية باتت متحوطة ولها علاقة بعطلة مارتن لوثر أمس الاثنين حيث يوجد عدم اطمئنان في أسواق عالمنا العربي كيف ستفتح أسواق الولاياتالمتحدة اليوم الثلاثاء فيتحوط حينئذن المساهمين من المغامر والمضاربة. في شأن ذات صلة يقول الخبير بهبهاني إلى أن الاقتصاد الصيني لازال منتعشا (بنمو اقتصادي 6.5 إلى 7) فاستثمار في إفريقيا بقرض 100 مليار دولار و الاستحواذ على البنية التحيته أضف إلى ذلك اأن الزيادة المتوقعة في استهلاك النفط ل 2016 هي كما كانت في 2015 وذلك الاستهلاك من قبل الحكومة والمستهلك حيث الزيادات الملحوظة في شراء سيارات الدفع الرباعي كل ذلك عوامل انتعاش لأسعار النفط ولكن نرى عكس ذلك و هذا يؤكد ما نذهب إليه المخزون التجاري أكبر من 2 مليون دولار للبرميل. فأرى أن التخوف من التراجع الصيني مبالغ فيه. وقال وحتى يستهلك الفائض ويرجع السوق إلى قواعده الأساسية يجب التنسيق بين (أوبك) كمنظمة مع منتجي خارج (أوبك) لأنه على غير المتوقع نتيجة سوء التقدير فإن الانتكاسة للنفط الخام طالت أسواق أسهم الشركات الصناعية فأصبح الاقتصاد العالمي مهدد (حتى اقتصاد الولاياتالمتحدة المنتعش). وقال ببادرة أمل أعلن رئيس منظمة أوبك العالمي الوزير النيجيري عن طلب دولتين من أعضاء أوبك لاجتماع طارىء واحسبه يقصد عضوين كبار وإن صح ذلك فإن هناك بادرة أمل للتنسيق والحركة المنسجمة الجماعية. وغير هذا فإن المكدس من النفط سيزداد وإلى مزيد من الانخفاض وبقاء سعر الخام في حدود 45 دولارا للبرميل برنت إلى 2018. النفط يهبط لأدنى مستوى منذ 2003 هبطت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2003 يوم الاثنين في الوقت الذي استعدت فيه السوق لقفزة في صادرات إيران بعد رفع العقوبات عنها في مطلع الأسبوع. وألغت الولاياتالمتحدة يوم السبت العقوبات التي قلصت صادرات إيران من النفط بنحو مليوني برميل من أعلى مستوياتها قبل العقوبات في 2011 لتتجاوز مليون برميل بقليل. ويوم الأحد أعلنت إيران عضو منظمة أوبك أنها جاهزة لزيادة الصادرات بواقع 500 ألف برميل يوميا. وقال محللون في باركليز (تأتي صادرات إيران في وقت سيء جدا). ودفع القلق من عودة إيران للسوق التي تعاني من تخمة بالفعل مزيج برنت للهبوط في وقت مبكر يوم الاثنين إلى 27.67 دولار للبرميل وهو أدنى مستوى له منذ 2003. وبحلول الساعة 07 : 33 بتوقيت غرينتش بلغ سعر خام برنت 28.17 دولارا بانخفاض 2.7 في المئة عن سعر التسوية يوم الجمعة. وهبط سعر الخام الأمريكي 64 سنتا إلى 28.78 دولار للبرميل ولا يزال قريبا من أدنى مستوى له منذ 2003 عند 28.36 دولار الذي سجله في وقت سابق من الجلسة. وزير النفط السعودي مُتفائل قال وزير النفط السعودي علي النعيمي إن عودة الاستقرار إلى أسعار النفط الخام التي تعاني انخفاضا حادا منذ العام الماضي (تحتاج إلى بعض الوقت) معربا عن تفاؤله بمستقبل السوق النفطية. وأعلن النعيمي خلال لقائه الرئيس المكسيكي انريكي بينا نييتو إن (تعاون الدول المنتجة يقود دائما إلى عودة الاستقرار (للسوق) إلا أن تحقيق هذا يحتاج إلى بعض الوقت). ونقلت وكالة الأنباء السعودية إعراب النعيمي عن (تفاؤله بالمستقبل وبعودة الاستقرار للسوق البترولية الدولية وتحسن الأسعار وتعاون الدول المنتجة الرئيسة) مشيرا إلى أن (دور المكسيك والسعودية في تحقيق هذا الهدف له أهمية خاصة). وخلال لقاء بين الرئيس المكسيكي والملك السعودي سلمان وقع الطرفان تسع اتفاقيات تعاون بينها مذكرة تفاهم في قطاع الطاقة بين البلدين واتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي وفقا للوكالة السعودية.