أحمد طالب الإبراهيمي في ذمة الله    التكوين المهني دعامة أساسية لنهضة الجزائر الجديدة    جلاوي، يترأس جلسة عمل وتقييم مع إطارات القطاع    فلسطين : 6 شهداء برصاص وقصف الاحتلال    غوستافو بيترو : "حانت ساعة الحياة أو الموت"    قسنطينة : حجز وإتلاف مواد غذائية غير مطابقة    وفرنا أكثر من 385 ألف منصبا تكوينيا عبر مختلف المؤسسات    سكيكدة : حجز 630 قرص مهلوس    أرحاب تُعطي إشارة انطلاق دورة أكتوبر    هذا جديد البحث العلمي    ربع مليون شهيد وجريح ومفقود فلسطيني    66 عاماً على اشتباك الحي الأسود بثنية الحد    غزّة.. إلى أين؟    الجزائر تقرّر زيادة إنتاجها من النفط    انطلاق الموسم الفلاحي الجديد    الجزائر تعيش على وقع شراكات هامّة    توقيف شخص بتهمة نشر الكراهية عبر تيك توك    الأدب ليس وسيلة للمتعة فحسب بل أداة للتربية والإصلاح    تدابير جديدة لإعادة إدماج المحبوسين اجتماعيا ومرافقتهم    مجالس الأقسام للفصل في التماسات إعادة الإدماج    تعاون جزائري– عماني في البتروكيمياء وتسويق الطاقة    هدفنا تحقيق انسيابية تجارية أكبر نحو إفريقيا    معالجة مليون حاوية بميناء الجزائر منذ بداية 2025    سنواصل في تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للأساتذة    جمعية ترفض أي اتفاق يشمل ثروات الصحراء الغربية    غويري يريح بيتكوفيتش قبل مبارتي الصومال وأوغندا    بوقرة يطلق خطة التتويج العربي وإصابة وناس تُخلط أوراقه    تعزيز ثقافة التطوع والمشاركة    انطلاق الجائزة الكبرى لتسلق الجبل بالدراجات الهوائية    تميّز سياحي وكنوز قلّ نظيرها    انتقادات ألمانية لعمورة وانقسام بخصوص مستواه    المغرب على صفيح ساخن    الأغواط.. مقوّمات سياحية تفتح آفاقا استثمارية واعدة    الوادي : إنتاج أزيد من 110 آلاف قنطار من الفول السوداني    إبراهيم بوغالي يعزي في رحيل أحمد طالب الإبراهيمي : الجزائر تودّع رمزًا كرّس حياته لخدمة الوطن    رئيس مجلس الأمة : التكوين المهني فضاء لبناء الكفاءات وصناعة المستقبل    محمد صغير سعداوي : مواصلة تحسين الظروف المهنية والاجتماعية للأستاذ    ملتقى وطني نوفمبر المقبل : طوفان الأقصى في القصيدة الجزائرية بين جذور القضية والتمثلات الفنية    المدية : تظاهرة "القراءة للجميع" لتعزيز فعل المطالعة العمومية    فتاوى : إنشاء صور لذوات الأرواح بالذكاء الاصطناعي    سر عظيم لاستجابة الدعاء الخارق    تفاصيل عملية تسليم فضل شاكر نفسه إلى السلطات اللبنانية    للمانغا الجزائرية هوية وخصوصيات    دعما لفلسطين.. إيقاف مباراة في إسبانيا    إبراز أهمية إدارة وثائق البنوك والمؤسسات المالية    الفاف تُحذّر    قفزة نوعية مُنتظرة بالعاصمة    تحسبا لمباراتي الصومال وأوغندا.. مفاجآت وأسماء جديدة في قائمة "الخضر"    قائمة المنتخب الوطني للاعبين المحليين : غياب مبولحي ومحيوص وعودة سعيود وبولبينة    إيلان قبال يوجه رسالة حماسية للحارس لوكا زيدان    عرض تجربة "كناص" في الابتكار بمنتدى كوالالمبور    هذه مخاطر داء الغيبة..    إلتزام الجزائر بترسيخ البعد الإفريقي في سياستها الصحية    ضبط نشاط شركات التنظيف في المستشفيات    أم البواقي : تنصيب أزيد من 100 مستخدم شبه طبي بالمؤسسات الصحية العمومية    الحكمة بين اللين والشدة    فتح التسجيلات في القوائم الاحتياطية للتكوين شبه الطبي    التعارف في سورة الحجرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تميّز سياحي وكنوز قلّ نظيرها
قالمة.. جوهرة الشرق الجزائري
نشر في المساء يوم 06 - 10 - 2025


❊ حمامات معدنية وآثار رومانية وطبيعة تأسر القلوب
❊ للمساجد والزوايا نصيب ولبيت "الهواري" حق الزيارة
❊ استثمارات ضخمة تواكب زخم البحث عن متعة المكان
أصبح النشاط السياحي بولاية قالمة، خاصة في شقه المتعلق بالسياحة الحموية، يشكل أكثر من أي وقت مضى، العلامة المميزة للمنطقة، حيث اختيرت منذ سنوات، قطبا سياحيا حمويا بامتياز في الشرق الجزائري، نظرا لتوفرها على المركبات السياحية والينابيع الحموية، كما تشتهر قالمة بالآثار والمعالم الأثرية، وكذا المواقع الطبيعية الخلابة التي تستقطب السياح من داخل وخارج الوطن، خاصة مع انطلاق المشاريع الاستثمارية، في السنوات الأخيرة، ودخول حيز الخدمة منشآت فندقية سياحية جديدة.
يشهد مجال السياحة الحموية بقالمة، قفزة نوعية، ما أعطى دفعا قويا للنشاط السياحي الحموي بالشرق الجزائري، وعلى المستوى الوطني، ساهم في إنجاز مشاريع استثمارية واعدة، زادت من مكانته في خريطة الوجهات السياحية الأكثر جاذبية، عبر مختلف فصول السنة.
من أشهر الحمامات المعدنية بولاية قالمة؛ حمام "الدباغ" الجوهرة السياحية، والذي يمتاز بخصائص علاجية كبيرة، ويتوفر، حسب المختصين، على مواصفات كيميائية مفيدة لعلاج عدة أمراض جلدية، أمراض المفاصل، الأعصاب ومشاكل التنفس، الأذن والحنجرة وغيرها، نظرا لنوعية المياه وجوٌه اللطيف. وقد تم تصنيفه رفقة حمام "أولاد علي" بنفس الولاية، ضمن المحطات المعدنية التي تستقبل آلاف الزائرين من مختلف ربوع الوطن، وتحظى منطقتا حمام الدباغ وحمام أولاد علي، بحصة الأسد من حيث إقبال طالبي الاستشفاء والراحة، القادمين من بلديات الولاية، المداومين على الاستحمام، أو الذين يقطعون مئات الكيلومترات من أجل الارتماء بين الأحضان الدافئة للحمامات الموجودة بالمنطقة.
أما حمام "أولاد علي" المعروف ب"حمام البركة" و"بوشهرين"، فيعد من أبرز المراكز العلاجية في الوطن، يحتوي المركب على مراكز علاج طبيعي، مثل التدليك المائي والتنفس والتنشق، إلى جانب التدليك بالأيدي والعلاج الميكانيكي، كما يوجد علاج فيزيائي، مثل العلاج الكهربائي. ويتوفر حمام "أولاد علي" أيضا على 4 ينابيع حموية، وتفيد مياه حمام المركب في معالجة أمراض التهاب المفاصل وأمراض الأعصاب والأمراض العصبية النفسية والرئوية، من ربو وزلة رئوية، إلى جانب أمراض الأنف والأذن والحنجرة وكذا الأمراض الجلدية، ويوجد منبعان مستغلان، بحيث يتوفر حمام "البركة" على مصلحة طبية خاصة للعلاج، بينما لا توجد بحمام "بوشهرين" مصلحة طبية، ويستغل للاستحمام التقليدي. كما يوجد ببلدية حمام النبايل، منبع معروف بحمام "الطاهر" المستغل للاستحمام التقليدي، وأيضا ببلدية عين العربي، لهذا تشهد السياحة الحموية بقالمة، قفزة نوعية في إنجاز، توسيع وتهيئة المركبات السياحية، بالنظر إلى الإقبال الكبير للسياح على مدار السنة.
المعالم الأثرية كنوز تستقطب السياح
تزخر ولاية قالمة بكنوز تعود إلى عصور وحضارات غابرة، ومعالم أثرية تشهد على ماضي هذه المنطقة العريق، ومن أهم المعالم الأثرية التي تزخر بها الولاية، المسرح الروماني الذي يقع في الجهة الغربية للمدينة، إلى جانب حديقة "كالاما" بقلب المدينة، كذلك "تبيليس"، وهي آثار رومانية توجد ببلدية "سلاوة عنونة"، ومعلم "بئر بن عصمان" بدائرة حمام الدباغ، وهو عبارة عن بحيرة جوفية وظاهرة غريبة لا تزال تحتفظ بأسرارها إلى يومنا هذا، وعلى بعد 35 كلم غرب عاصمة الولاية، وعلى بعد 15 كلم شمال دائرة حمام الدباغ، تقع "المقبرة الميغاليثية" المزار الأثري ببلدية الركنية، إذ يوجد بها 3 آلاف قبر جنائزي، وغير بعيد عن "المقبرة الميغاليثية"، يوجد معلم "غار الجماعة" في جبل طاية ببلدية بوهمدان، وهو عبارة عن مغارة بها ممرات وأروقة وبيوت، وقد تم اكتشاف عظام وآثار كتابية، يرجع تاريخها إلى 8 آلاف سنة قبل الميلاد.
ومن الآثار التي لا تزال صامدة إلى يومنا هذا، نجد كذلك، صور الثكنة العسكرية المتواجد بقلب مدينة قالمة، مقبرة فينيقية كانت تسمى قديما "تابيربازونيسيس"، معصرة للزيت، حمامات رومانية بقلب مدينة قالمة، كلها مكان لجذب السياح، إضافة إلى ذلك، تشهد المواقع الأثرية توافد الزوار، منها عين النشمة ببلدية بن جراح، وخنقة لحجر بمنتصف المسافة تقريبا بين بلديتي سلاوة أعنونة وعين مخلوف، ومنطقة شينيور وقلعة بوعطفان في بلدية عين العربي، وكاف بوزيون" ببلدية بوحشانة، وكذا مسبح روماني ببلدية هيليوبوليس.
المواقع الطبيعية منتجعات استشفاء ومراكز التجوال
تزخر قالمة، الواقعة على ضفة نهر "سيبوس"، بمواقع طبيعية رائعة، تجذب السياح من كل حدب، فببلدية بن جراح، وعلى بعد حوالي 20 كيلومترا جنوب عاصمة الولاية، تقع قمة جبل "لالة ماونة" التي ترتفع عن سطح البحر ب1411 متر، تتميز بتضاريس جبلية وعرة، وتزخر برسومات صخرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ، إلى جانب العديد من الثروات الغابية، كالفلين والزان، وهنا تظهر قمة "لالة ماونة" المرأة النائمة على ظهرها، وفي ذلك قالت الفنانة التشكيلية والرسامة من أصل ألماني "بيتينا هاينن عياش"، ذات يوم، بأن قمة الجبل تشبه المرأة النائمة على ظهرها، حيث ترى سفوح القمة صخور متراصة، كأنها ثغر امرأة ابتسمت، كما يعرف الموقع المناخي وغابة الاستجمام "عين الصفراء"، الذي يبلغ ارتفاعه 1400 متر، توافد السياح على مدار السنة، يتميز بالطبيعة الخضراء الساحرة، حيث الغابات الكثيفة والمناظر الخلابة والهواء النقي المنعش ودرجة الحرارة المعتدلة، ومنابع المياه المنعشة.
تم في السنوات الأخيرة، تهيئة غابة الاستجمام ومخيم للشباب بالمنطقة، وأصبحت أهم مناطق الراحة والاستجمام والترفيه السياحي بقالمة، وتتجلى روعة الخالق في طبيعة منطقة حمام النبايل، الواقعة على بعد 40 كلم شمال شرق عاصمة الولاية قالمة، طبيعتها جنة فوق الأرض، تتمتع بجبال وأنهار ترسم مناظر خلابة لجمال المنطقة، وتمتاز بالاخضرار والهواء المنعش، كما تعتبر منتجعا طبيعيا للاستشفاء ومركز التجوال الرياضي، فهي واحدة من أفضل الوجهات لمحبي التجوال الرياضي في الجبال، يزداد إقبال الزائرين عليها للاستشفاء في حضن الطبيعة.
يعتبر موقع "القلتة الزرقة" وسط سلسلة جبلية صعبة المسالك، من أهم المواقع الطبيعية السياحة الجبلية بقالمة، يجذب السياح لمياهه المتساقطة من الشلال على علو 20 مترا، انطلاقا من قمة الجبل إلى أسفله، حيث تمتاز مياهها ببرودة شديدة، تحول الموقع في السنوات الأخيرة، إلى مسبح يقصده عشرات الشباب من أجل السباحة والاستجمام، للتمتع بطبيعته الساحرة، وسحر المناظر الجميلة للغابات، والانتعاش بمياه الينابيع الطبيعية المتواجدة بالمنطقة، في ديكور سياحي تصنعه المنابع المائية، كما أصبح هذا الموقع السياحي، يشهد توافد الكثير من الزوار، وحتى المغتربين القادمين من مناطق نائية جدا، طلبا لهذه المياه، وتعتبر منطقة حمام النبايل أيضا، من بين المناطق السياحية الجبلية التي يفضل ناس قالمة وسكان المناطق المجاورة زيارتها، حيث تخاطب طبيعتها الزائر من الوهلة الأولى، وإلى جانب المنبع المائي الذي تزخر به المنطقة، يصنع جبل "الشرامط" مشهدا فنيا سياحيا رائعا، ومنظرا بانوراميا ساحرا، يسجل هو الآخر حضوره بقوة، من جهتها، تزخر محمية "بني صالح" التي تتربع على مساحة 80 ألف هكتار بين ولايات قالمة وسوق أهراس والطارف، منها 4667 هكتار بولاية قالمة، في بلديتي بوشقوف ومجاز الصفا، بمناظر طبيعية خلابة ساحرة، توجد بها أشجار الزان والكاليتوس والصنوبر الحلبي والبحري، وأجود أنواع الفلين وثروة حيوانية نادرة.
كما تزخر غابة "بني صالح" بالنباتات الطبية والعطرية، وبموجب القرار الولائي رقم 2234، المؤرخ في 30 ديسمبر 2015، تم تصنيف 4667 هكتار من غابة "بني صالح" المتواجدة بتراب ولاية قالمة، "محمية طبيعية" لتميزها باحتضان أواخر قطعان "الآيل البربري" في شمال إفريقيا، إذ يعتبر هذا الحيوان مهددا بالانقراض، وهو محمي في الجزائر، أما سد "بوهمدان" شريان الولاية، فيستعمل أساسا في ري محيطات السقي وفي الشرب، به ثروة سمكية معتبرة، وتبلغ سعته الإجمالية، 185 مليون متر مكعب، وقد أصبح في السنوات الأخيرة، مقصدا للجولات السياحية والتنزه على ضفافه بهدف الاستمتاع بمشاهدة مناظره الطبيعية الساحرة وزرقة الماء على طول المسار.
مسجد "ابن خلدون".. عمارة فريدة من نوعها
يعتبر مسجد "ابن خلدون" أو "المسجد العتيق"، كما يسميه سكان قالمة، والواقع بشارع "اعنونة" بقلب المدينة، من أهم المعالم الأثرية والتاريخية المصنفة في التراث المادي للولاية، ومن أهم أقدم المساجد بها، حيث يستقطب السياح الوافدين بعمارته الفريدة من نوعها، كما يمثل حصنا منيعا لحفظ الدين والهوية، من خلال ريادته في مجال التعليم.
المسجد ذو طراز عثماني راق، وتقنيات هندسية دقيقة، توجد به زخرفة فريدة من نوعها بقالمة، تنتشر في كافة أركانه، وبالنسبة للجانب الخارجي للمنارة، يُلاحظ تناغم في الأشكال الهندسية التي ترمز إلى العمارة الإسلامية العتيقة، ويعتبر المسجد العتيق "ابن خلدون"، المسجد المفضل والأقدم في قالمة، وبعد ما استفاد من عملية الترميم، يشهد توافد السياح إليه على مدار السنة.
زاوية الشيخ الحفناوي.. الأحفاد على خطى الأجداد
من المواقع السياحية التي تعرف توافد السياح من داخل الولاية وخارجها، نجد الزوايا والأضرحة، فقد لعبت الزوايا دورا كبيرا في نشر التعليم الديني في كل أوساط المجتمع، ونشر العلم ومقاومة الجهل والأمية، ناهيك عن دورها في حماية الهوية الوطنية، كما كانت قبلة لحفظ القرآن الكريم وتدريس الحساب والكتابة، وتختلف فيما بينها من حيث الانتماء والشكل والمحتوى، فبعضها ينتمي إلى الطريقة الرحمانية والعامرية والعيساوية، وأهم هذه الزوايا نذكر، زاوية "الشيخ الحفناوي عمارة بديار"، تقع في قرية الناظور ببلدية بني مزلين، تحديدا علي ضفة وادي سيبوس العملاق، أسفل جبل لكرابيش ببلدية بني مزلين شرق ولاية قالمة، تأسست الزاوية الرحمانية سنة 1869، من طرف الشيخ العلامة "اعمارة بديار بن صالح"، أحد تلاميذ الشيخ العالم الرباني والرمز الروحي في ثورة المقراني ضد الاستعمار الفرنسي سنة 1871، الشيخ محمد أمزيان بن علي المشهور بالشيخ الحداد، ومنذ تأسيسها، اضطلعت بدور رائد في المنطقة الممتدة من سوق أهراس شرقا، إلى مدينة عين عبيد غربا، ومن مدينة عين البيضاء جنوبا إلي مدينة عنابة شمالا، في مجال تحفيظ القرآن الكريم للناشئة منذ الصغر، ونشر المعرفة الصحيحة بتعاليم الإسلام وعقائده وأحكامه وآدابه، ومحاربة الجهل والشعوذة والبدع، والإصلاح بين الناس وتقوية أواصر الأخوة وغرس القيم الوطنية، وحب الدين والوطن والانتماء الحضاري العربي الإسلامي، لإفشال مخططات الاستعمار الهادفة إلى تحييد الشعب الجزائري عن أصالته واستئصال هويته، ولا يزال الأحفاد على خطى الأجداد، يواصلون أداء الدور الديني والاجتماعي للزاوية، للمحافظة علي الميراث العلمي والديني، كما لا تزال الزاوية تؤدي دورها في إمامة المصلين في الصلوات الخمس، والتراويح بمسجد الزاوية، وتشهد توافدا معتبرا للسياح.
منزل "هواري بومدين".. إقبال كبير من طرف الزوار
يشهد المنزل العائلي للحاج إبراهيم بوخروبة، زوج بوهزيلة تونس، والذي شهد ذات يوم 23 أوت 1932، ميلاد ابنهما محمد بوخروبة، إقبالا كبيرا من طرف الزوار من الجزائريين من داخل وخارج ربوع الوطن، على امتداد أيام وفصول السنة، للوقوف على المكان الذي ولد فيه الرئيس الراحل الذي لا يزال حيا في قلوب عدد كبير من الجزائريين.
بعد ما ظل منزل مسقط الرئيس الراحل "هواري بومدين"، لسنوات طويلة، يعاني النسيان والتهميش، انطلقت أشغال مشروع إعادة تهيئته نهاية السداسي الأول من سنة 2016، وألحق بمتحف المجاهد بالولاية، يتواجد المنزل في منطقة "العرعرة" في دوار "بني عدي" ببلدية مجاز عمار، غربي الولاية.
متحف المجاهد.. زيارات متواصلة على مدار السنة
يعرف المتحف بمقام الشهيد، زيارات متواصلة على مدار السنة، أنجز بحي "مخانشة عبد اللطيف" بمدينة قالمة، يتم من خلاله، المحافظة على الماضي الثوري للمنطقة بمحتوياته الثمينة ذات قيمة تراثية، ترتقي إلى مستوى المصلحة العامة، بهدف توصيل المعلومة إلى الجمهور العريض، عن طريق إقرار حق الجميع في المعرفة والتربية والثقافة التاريخية لتضحيات النساء والرجال في سبيل استرجاع السيادة الوطنية والحرية، التي ينعم بها جيل لم يحضر ولم يعش تلك اللحظة التاريخية.
مشاريع استثمارية سياحية
يعرف قطاع السياحة بولاية قالمة، في السنوات الأخيرة، انتعاشا وحركة نشيطة، نتيجة الاستثمارات الكبيرة التي قام بها الخواص، بفضل الدعم والمرافقة في سبيل ترقية السياحة بالمنطقة، والكثير من الاستثمارات انطلقت بالجوهرة السياحية حمام الدباغ، لإنجاز مركبات سياحية، وفنادق أو فنادق غير مصنفة، فإلى جانب فندق مركب "الشلالة" و"البركة" و"بوشهرين"، والفندق العمومي "مرمورة" ذي ثلاث نجوم، والذي خضع لعملية التهيئة، وبعد إعادة تجديده، تم تصنيفه "4 نجوم"، وهو مؤسسة عمومية تابع للقطاع العام، يسير من طرف مؤسسة التسيير السياحي عنابة، يعتبر من أهم هياكل الإيواء على مستوى المدينة، استُحدثت به هياكل، لا سيما الآليات المدرجة ضمن عصرنته للتحكم الذكي والآني في مختلف الشبكات والأعطال، إذ تُعد هذه المؤسسة الفندقية العمومية الذكية، الثانية وطنيا بعد فندق "سيبوس" بعنابة، فقد تعززت الحظيرة الفندقية لولاية قالمة، بفندق جديد من صنف ثلاث نجوم، "لالة ماونة" دخل حيز الخدمة بعاصمة الولاية قالمة في عام 2023، من شأنه أن يقدم إضافة حقيقية للحظيرة السياحية بالولاية، يقع عند مخرج مدينة قالمة، بمحاذاة الطريق الولائي رقم 21، الرابط بين ولايتي قالمة وعنابة، يبعد ببعض الأمتار عن "متحف المجاهد"، و500 متر عن "المسرح الروماني"، وتقدر طاقة استيعابه ب 240 سرير، موزعة على 72 غرفة و26 غرفة رئاسية، يتوفر على مطعمين، طاقة كل واحد 250 شخص، وحظيرة للسيارات تستوعب 60 سيارة، وقاعة حفلات، ومسبح للكبار وآخر للصغار، يُعد مكسبا وإضافة قوية لولاية قالمة في مجال ترقية السياحة ورفع هياكل الاستقبال، كما تعززت الحظيرة الفندقية، بدخول منشأة سياحية لفائدة "مجمع الإخوة بن مساهل" ببلدية حمام الدباغ، حيز الخدمة، الأسبوع المنقضي، من شأنها أن تقدم إضافة حقيقية للحظيرة السياحية بالولاية، لاسيما في مجال السياحة الحموية، حيث يضم الفندق الجديد ذو ثلاث نجوم، 75 غرفة موزعة على 9 غرف فردية، 51 غرفة ثنائية، 11 غرفة ثلاثية، و4 أجنحة، ومسبحين، وحمام صونا، ومرافق علاجية بالمياه المعدنية، إضافة إلى مجموعة من الخدمات الترفيهية والصحية المتكاملة، ونشير إلى أن الولاية تعززت أيضا، في السنوات القليلة الأخيرة، بمركب حموي "جيهان" ببلدية حمام الدباغ، يضم 79 غرفة ب125 سرير، ويتسع ل120 شخص، مع مقهى، يحتوي على عيادة طبية حموية ومسبح خاص بالمياه الحموية وحمامات، بالإضافة إلى غرف، مطعم، مقهى وقاعة للرياضة والتدليك، وببلدية بلخير، دخل حيز الخدمة، مؤخرا، فندق "ريان" مصنف بنجمة واحدة، يتسع ل25 سرير، يحتوي على غرف وشقق، بالإضافة إلى قاعة متعددة الخدمات للأيام الدراسية والاجتماعات وكذا الحفلات، إلى جانب مطعم ومقهى. وقد دخل حيز الخدمة في السنوات القليلة الماضية،، فندق "الفردوس" بدائرة بوشقوف لأحد الخواص، وعرف فندق "النخلة" بذات البلدية، عملية توسعة، كما تعمل السلطات المحلية على خلق قطب رابع للتوسع السياحي بحمام "قرفة" ببلدية عين مخلوف، بغية تعزيز السياحة بالولاية، لاحتوائها على ينابيع ساخنة مؤهلة للتطوير وجعلها مقصدا للسياح على مدار السنة.
تجدر الإشارة، إلى أن قطاع السياحة في ولاية قالمة، حظي في السنوات الأخيرة، باهتمام كبير من قبل السلطات المحلية والمركزية على حد سواء، حيث عرفت الولاية قفزة نوعية في المشاريع الفندقية، وهو ما سيرفع عدد السياح المتوافدين عليها، بعد ما تَعزز القطاع بمشاريع واعدة، من شأنها أن تقدم إضافة نوعية في مجال توفير هياكل الاستقبال والخدمات المتصلة بالسياحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.