يتسلمون كشوف نقاط أبنائهم اليوم سوسبانس النتائج الدراسية يرعب الأولياء * تلاميذ بين التفاؤل والخوف من العقاب عاشت أغلب الأسر الجزائرية في الأيام الأخيرة على وقع المذاكرة تزامنا وامتحانات الفصل الدراسي الثاني وبعد الفراغ منها كان الأولياء في مواجهة سوسبانس ترقب النتائج الدراسية التي باتت ترعب الأولياء خصوصا مع تدهور المستوى الدراسي للكثير من التلاميذ والنتائج الكارثية المحصل عليها في الفصل الأول بالنسبة للعديد من المتمدرسين وفي مختلف الأطوار حتى باتت الدروس التدعيمية حتمية لا مفر منها. نسيمة خباجة التقت أخبار اليوم ببعض الأولياء عشية تسلم نقاط ابنائهم وكانت ملامح الترقب والقلق بادية على وجوههم لاسيما بالنسبة للتلاميذ المقبلين على امتحانات مصيرية على غرار شهادة التعليم المتوسط وشهادة البكالوريا فأغلب العائلات الجزائرية صارت تحرص على دراسة ابنائها وتفوقهم وتبذل قصارى جهدها لأجل المثابرة والنجاح وتحقيق نتائج مرضية تنير المشوار الدراسي للتلاميذ في ظل عدم استقرار المدرسة الجزائرية والاضطرابات التي تشهدها في كل مرة على غرار الإضرابات ناهيك عن حشو بعض البرامج الدراسية فالمهمة أضحت جد ثقيلة وصعبة على الأولياء في متابعة ابنائهم وتوفير الأجواء اللازمة لدراستهم حتى صارت الدروس الخصوصية حتمية لتدعيم التلاميذ بسبب تدهور نتائجهم في بعض المواد لاسيما العلمية منها على غرار الرياضيات والفيزياء وحتى اللغات الأجنبية. قلق ينتاب الأولياء تقول إحدى الأمهات التي التقيناها أمس إنها تترقب النتائج الدراسية لأبنائها وسوف تتسلمها اليوم بكل خوف وقلق خصوصا مع تدهور نتائجهم في الفصل الأول الأمر الذي ألزمها على إدراجهم في مركز للدروس الخصوصية لاسيما في المواد العلمية ومع تحسن نتائج الفروض تأمل كثيرا اليوم على تحصلهم على معدلات مرتفعة وضمان الانتقال إلى السنة الموالية خاصة وأن العام الدراسي يشرف على الانتهاء فالفصل الثالث أقصر فصل دراسي في السنة وما على التلاميذ إلا المثابرة لنيل النجاح في الأخير لاسيما المقبلين على امتحانات مصيرية فلا يكاد يفصلهم عنها إلا فصل واحد. أما السيد مروان فقال إنه هو من يتكفل بمهمة جلب النقاط اليوم خاصة وأن زوجته تتخوف من المفاجآت غير السارة فتكون له الشجاعة لتولّي المهمة الصعبة والتي يأمل أن لا تخذله نتائج الأبناء خصوصا وأنهم يزاولون الدروس الخصوصية في مركز دعم متخصص في بعض المواد العلمية وأضاف أن له ابنان في الطور الأول وبنت في الطور المتوسط وهو يتمنى أن تكون نتائجهم إيجابية ففي الفصل الأول كانت نتائج متوسطة لم ترقه ولم ترق زوجته كما أن الأبناء وعدوه بنيل نتائج مرضية في هذا الفصل وستحسم الكشوف الأمر اليوم على حد قوله وختم بالقول إن وجد النتائج مرضية فسوف يمتعهم بالعطلة ويبرمج لهم فسحات للاستجمام والترويح عن النفس أما اذا حصل العكس فسيبقون في البيت بين أربع جدران كنوع من العقاب خاصة وأنه يبتعد عن العقاب اللفظي أو الجسدي. تلاميذ بين التفاؤل والخوف من العقاب ارتأينا التقرب الى التلاميذ للدردشة معهم حول النتائج لاسيما وأنهم المعنيون الأولون بالنتائج الدراسية فوجدنا منهم المتفائلين والمتشائمين الذين يتخوفون من ردة فعل الأولياء وتعرضهم الى العقاب منهم التلميذ ابراهيم يدرس في السنة الخامسة ابتدائي سألناه عن النتائج فقال إنه حفظ كثيرا وتعب وله بعض النقاط التي ترفع معدله الى 8 من 10 وعن الفصل الأول قال إنه تحصل على معدل 6 من 10 ولم يرض والديه ووعدهما بالمثابرة لرفع المعدل في الفصل الثاني لكي يسلم من الملاحظات والعتاب. أما التلميذ ياسر يدرس في السنة الثانية من التعليم المتوسط فقال إنه يتخوف كثيرا من النتائج خصوصا وأن ابوه لن يغفر له في هذه المرة بعد النتائج الكارثية التي حققها في الفصل الأول وأضاف أنه بذل جهدا في الفصل الثاني ولا يدري ما النتائج وعن نقاط الفروض قال انها متوسطة اما الاختبارات فقال منها الحسنة ومنها السيئة. التلميذة آنيا في السنة الأولى من التعليم الموسط قالت انها تتفاءل كثيرا وهي تكد وتثابر لأجل النجاح وتحقيق فرحة والديها وعن نتائج الفصل الأول قات إنها حازت على معدل 13 من 20 ما مكنها من إحراز تشجيع وخلال هذا الفصل تتوقع ارتفاع المعدل خاصة وأنها أحرزت علامات جيدة في الاختبارات. مختصون يحذّرون من انعكاسات العقاب صارت أغلب الأسر تولي اهتماما كبيرا للنتائج الدراسية حتى أصبحت محل تباهي بين الأمهات ما ينعكس سلبا على الضغوطات التي يتلقاها الأبناء من طرف أوليائهم بحيث يجبرونهم على تحقيق نتائج جيدة دون ادنى حساب الى مستواهم وقدراتهم العقلية وذكائهم فالأسرة صارت ترفض رفضا قاطعا التلميذ الفاشل والضعيف ولا ترضى إلا بالتلميذ النجيب الذي يحظى بالاهتمام البالغ وتكون كل طلباته مستجابة فيما يتعرض الابن الفاشل الى مجموعة من الضغوطات والتعنيف اللفظي والشتم بحيث تكون العقوبات قاسية نوعا ما ما يؤدي به الى التفكير في الانتقام فيكون الحل الهروب من المنزل او حتى وضع حد لحياته والانتحارو وهي المآسي التي بتنا نقف عليها في أواخر كل فصل دراسي بحيث تسجل هنا وهناك حوادث مأساوية ضحاياها اطفال صغار تعرضوا لأبشع انواع العقاب لم يتوقعونها من أوليائهم كمصدر حنان فاختاروا إما الهروب أو الانتحار. فبولاية قسنطينة انتحر تلميذ في الطور المتوسط شنقا سنة 2013 داخل مؤسسته التعليمية وفي سنة 2014 قام تلميذ من بلدية عين سمارة بقسنطينة لم يتعد مستواه الصف السادس ابتدائي بإلقاء نفسه من الطابق الثالث من العمارة التي يقيم بها مع أسرته خوفا من العقاب بعد رسوبه وقد توفي إثر سقوطه متأثرا بجروحه. كما قام تلميذ من بلدية وادي العنب بولاية عنابة بوضع حد لحياته شنقا في 2015 وذلك خوفا من والده بعد حصوله على معدل فصلي غير مرض ناهيك عن حوادث الهروب من المنزل التي صنعت الحدث في السنوات الماضية مباشرة بعد ظهور نتائج الفصول الدراسية بحيث كانت تفسر على أنها حوادث اختطاف وبعد البحث والتحري يُكتشف أن الطفل قرر الهروب قبل ظهور النتائج أو بعد تعرضه لأبشع عقاب من الوالدين بسبب النتائج الضعيفة. وكانت رئيسة المكتب الوطني لحماية الطفولة بالمديرية العامة للأمن الوطني العميد الأول خيرة مسعودان قد أكدت في تقرير سابق بأن مصالح الأمن أصبحت تتوقع مع نهاية كل ثلاثي في السنة الدراسية هروب الاطفال من المنازل بسبب النتائج المدرسية والخوف من العقاب وهو ما فرض نوعا من الخصوصية في التعامل مع الشكاوى المتعلقة بحالات الاختطاف التي تزيد مدتها عن 24 ساعة. لذلك يحذر المختصون في علم النفس من العواقب الوخيمة لعقاب الأولياء على نفسية الطفل فهم السبب الرئيسي في لجوء الطفل الى الهروب من المنزل او الإقدام على الانتحار وعلى الأولياء مراعاة المستوى والقدرات العقلية للطفل ومرافقته والوقوف على المشاكل التي تواجهه في التحصيل العلمي قصد الرفع من مستواه وتجنب التخويف والوعيد والضغط النفسي لأنه يؤدي بالطفل الى تقليد ما يراه في شاشة التلفزيون والإنترنت ويقدم على الهروب للفت الانتباه أو حتى التفكير في وضع حد لحياته بالانتحار وعلى الأولياء مسؤولية كبرى في مثل هذه الظروف.