يتحدّون خطر العدوى لإنقاذ المرضى الأطباء.. وجهاً لوجه مع الفيروس القاتل يواجه الأطباء الذين يباشرون حالات مصابة بفيروس كورونا الجديد كوفيد 19 في مختلف الدول على غرار الجزائر تحديات لا حصر لها على المستوى المهني والشخصي والأسري لكنَّ هؤلاء الأطباء يُجمعون على الرغم من كل ما يتعرضون له من صعوبات على عدم الحديث عن المخاوف التي تجتاحهم لكي لا ينشروا الخوف بين أفراد المجتمع وحتى يبثوا في نفوس الناس مزيداً من الطمأنينة والراحة خاصةً بعد أن حصد كورونا حياة آلاف الأشخاص في العالم. نسيمة خباجة/ق. م يقف الكل وقفة تقدير واحترام لجميع الأطباء الذين يواجهون فيروس كورونا المميت وجهاً لوجه بحيث يتحدون الصعوبات لاداء مهامهم النبيلة بكل تفان واخلاص نسلط الضوء عبر هذا المقال على كيفية مواجهتهم للحالات المرضية وتحدي الفيروس الخبيث . لا أقبل أبنائي يقول طبيب لم أتمنَ العزوبية قط كما أتمناها اليوم فخوفي على أبنائي وزوجتي من نقل عدوى كورونا إليهم يمثِّل ضغطاً نفسياً كبيراً عليَّ وعلى أسرتي ففي كل صباح وأثناء خروجي من المنزل إلى المستشفى أدعو الله أن يحفظني بحفظه فأنا أخالط المرضى والكادر الصحي على مدار عشر ساعات تقريباً وأعود إلى البيت ويدي على قلبي بهذه الكلمات التي تقطر حزناً وألماً نقل جزء من يوميات عمله مع تفشي وباء كورونا ويضيف في البيت غالباً ما ألجأ إلى عزل نفسي عن أفراد أسرتي ولا أستطيع أن أصافح أو أقُبِّل أبنائي خوفاً من نقل العدوى إليهم . وعن أهم الصعوبات التي تواجهه في عمله قال الدكتور خالد: الحرص هو الهاجس الوحيد الذي يلازمني أثناء أدائي عملي في المستشفى وحرصي على مرضاي هو عبء نفسي آخر يثقل كاهلي إضافة إلى حرصي على أن أعود إلى منزلي سالماً خوفاً على أبنائي وهذا الخوف يهيمن على كياني كله . الالتزام بوسائل الحماية يجمع الاطباء أن التعامل مع حالات الأمراض المعديةخاصةً التنفسية منها له أسس وإجراءات موصى بها من قِبل المنظمات الصحية الدولية ووزارة الصحة والمركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها. واستناداً إلى الخبرة السابقة في التعامل مع المتلازمة التنفسية أو ما يعرف بكورونا ميرس تم وضع خطط ومسارات للتعامل مع حالات الالتهابات التنفسية تبدأ بالتعرف على المرضى منذ دخولهم إلى الإسعاف عن طريق استبيان بسيط وبناءً عليه يتم عزلهم فور دخولهم الطوارئ ويستمر ذلك خلال دخولهم أجنحة التنويم أو العناية المركزة. و أبرز التحديات التي تواجه الأطباء الذين يعالجون مرضى فيروس كورونا الجديد كوفيد 19 تتمثَّل في الالتزام بارتداء معدات الحماية الشخصية وتعقيم الأيدي بالماء والصابون أو المحاليل المعقمة قبل وبعد التعامل مع المريض كما ان سياسات المستشفيات تفرض التدريب المستمر على هذه الاحترازات والإجراءات ويشتمل التدريب على الجانب العملي ومراجعة السياسات والاختبار التحريري وتوفير معدات الحماية الشخصية من أقنعة الوجه ورداء الجسم والخوذ الواقية لمَن لا تناسبهم هذه المعدات. الحالات المؤكدة اسهل في التعامل يرى الاطباء ان التعامل مع المصابين دائماً ما يكون أكثر سهولةً من التعامل مع مريض يُحتمل أنه مصاب ففي حال معرفتنا بإصابة مريض ما نستطيع التعامل معه وفق الإجراءات المحددة وأخذ الاحتياطات اللازمة من حيث ارتداء معدات الوقاية الشخصية والقفازات وحامي العينين وتنظيف اليدين إضافة إلى وضع المريض في غرفة العزل واستخدام المعدات الطبية لذلك المريض فقط وتقنين الدخول إليه حسب الاحتياج ومنع الزيارة خلال فترة العزل و جميع المستشفيات التي تكافح فيروس كورونا وبتوجيهات من وزارة الصحة لديها علم ومعرفة بالإجراءات الضرورية للتعامل مع مرضى فيروس كورونا . كيف يتعامل الطبيب مع عائلته؟ الجميع يسأل: كيف يتعامل الطبيب الذي يباشر علاج مرضى كورونا مع عائلته؟ هذا السؤال يشغل بال كثيرين من الكادر الصحي ويجيب الاطباء ان التعامل السليم يبدأ من التزام الكادر الصحي بأساسيات التعامل مع مرضى العلاج التنفسي أثناء أداء عملهم في المستشفى ولا ينتهي هناك فنظافة اليدين وغسلهما بالماء والصابون من أهم خطوات الحماية للكادر الصحي وعائلاتهم في البيت كما يجب الحرص على استخدام اللباس الطبي في المستشفى وعدم أخذه إلى البيت و كل مَن تظهر عليهم أعراض تنفسية وجب عزلهم بعيداً عن عائلاتهم واتباع تعليمات وزارة الصحة بالاتصال بالرقم 3030 واتباع التعليمات فأحد أهم الأمور في هذه الفترة الحرجة التباعدُ الاجتماعي وأن يلتزم الشخص وعائلته المنزل ولا يخرج منه إلا للضرورة سواء إلى العمل أو قضاء الاحتياجات العامة . كورونا سيصبح من الماضي بتفاؤل كبير يجمع الاطباء ان فيروس كورونا سيصبح قريباً من الماضي مثل الحصبة والجدري والتيفويد واليرقان والطاعون وقريباً سيرجع المعتمرون إلى الحرم والمصلون إلى المساجد والجوامع وقريباً سيعود الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم وسينتهي العام الدراسي وسنسمع أهازيج النجاح وأغاني الأعراس والحفلات وغداً سيكون أجمل بإذن الله علينا أن نتمتع بالأمل ولا نيأس من رحمة الله فالفيروس سيبدأ بالانحسار إن شاء الله وستزول الغمة عن الأمة وسنستقبل رمضان مبتهجين مطمئنين إن شاء الله فذلك نهج الأنبياء بشروا ولا تنفروا وعلينا جميعاً الإكثار من الاستغفار والدعاء واللجوء إلى الله مع الحيطة والأخذ بالأسباب والوقاية فاللهم احفظنا جميعاً وأحبابنا وأهلينا وجميع المسلمين .