عرض الفيلم الوثائقي "الساورة, كنز طبيعي وثقافي" بالجزائر العاصمة    رئيس الجمهورية ينهي زيارته إلى بشار: مشاريع استراتيجية تعكس إرادة الدولة في تحقيق تنمية متكاملة بالجنوب    المغرب : استقالات جماعية وسط عمال ميناء طنجة رفضا لنقل معدات حربية للكيان الصهيوني    وزير الاتصال يشرف السبت المقبل بورقلة على اللقاء الجهوي الثالث للصحفيين والإعلاميين    كأس الجزائر لكرة السلة 2025: نادي سطاوالي يفوز على شباب الدار البيضاء (83-60) ويبلغ ربع النهائي    الرابطة الاولى موبيليس: الكشف عن مواعيد الجولات الثلاث المقبلة وكذلك اللقاءات المتأخرة    المغرب: حقوقيون يعربون عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الأوضاع في البلاد    رئيس الجمهورية يلتقي بممثلي المجتمع المدني لولاية بشار    اليوم العالمي للملكية الفكرية: التأكيد على مواصلة تطوير المنظومة التشريعية والتنظيمية لتشجيع الابداع والابتكار    معسكر : إبراز أهمية الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة في الحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه    غزّة تغرق في الدماء    صندوق النقد يخفض توقعاته    شايب يترأس الوفد الجزائري    250 شركة أوروبية مهتمة بالاستثمار في الجزائر    الصناعة العسكرية.. آفاق واعدة    عُنف الكرة على طاولة الحكومة    توقيف 38 تاجر مخدرات خلال أسبوع    ندوة تاريخية مخلدة للذكرى ال70 لمشاركة وفد جبهة التحرير الوطني في مؤتمر "باندونغ"    وزير الثقافة يُعزّي أسرة بادي لالة    بلمهدي يحثّ على التجنّد    معالجة النفايات: توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات و شركة "سيال"    البليدة: تنظيم الطبعة الرابعة لجولة الأطلس البليدي الراجلة الخميس القادم    تيميمون : لقاء تفاعلي بين الفائزين في برنامج ''جيل سياحة''    السيد عطاف يستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي    تصفيات كأس العالم لإناث أقل من 17 سنة: المنتخب الوطني يواصل التحضير لمباراة نيجيريا غدا الجمعة    معرض أوساكا 2025 : تخصيص مسار بالجناح الوطني لإبراز التراث المادي واللامادي للجزائر    الجزائر تجدد التزامها الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني    وفاة المجاهد عضو جيش التحرير الوطني خماياس أمة    أمطار رعدية ورياح على العديد من ولايات الوطن    المسيلة : حجز أزيد من 17 ألف قرص من المؤثرات العقلية    اختتام الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية    تعليمات لإنجاح العملية وضمان المراقبة الصحية    3آلاف مليار لتهيئة وادي الرغاية    مناقشة تشغيل مصنع إنتاج السيارات    23 قتيلا في قصف لقوات "الدعم السريع" بالفاشر    جهود مستعجلة لإنقاذ خط "ترامواي" قسنطينة    145 مؤسسة فندقية تدخل الخدمة في 2025    إشراك المرأة أكثر في الدفاع عن المواقف المبدئية للجزائر    محرز يواصل التألق مع الأهلي ويؤكد جاهزيته لودية السويد    بن زية قد يبقى مع كاراباخ الأذربيجاني لهذا السبب    بيتكوفيتش فاجأني وأريد إثبات نفسي في المنتخب    حج 2025: برمجة فتح الرحلات عبر "البوابة الجزائرية للحج" وتطبيق "ركب الحجيج"    "شباب موسكو" يحتفلون بموسيقاهم في عرض مبهر بأوبرا الجزائر    الكسكسي الجزائري.. ثراء أبهر لجان التحكيم    تجارب محترفة في خدمة المواهب الشابة    حياة النشطاء مهدّدة والاحتلال المغربي يصعّد من القمع    تقاطع المسارات الفكرية بجامعة "جيلالي اليابس"    البطولة السعودية : محرز يتوج بجائزة أفضل هدف في الأسبوع    هدّاف بالفطرة..أمين شياخة يخطف الأنظار ويريح بيتكوفيتش    رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية    عصاد: الكتابة والنشر ركيزتان أساسيتان في ترقية اللغة الأمازيغية    تحدي "البراسيتامول" خطر قاتل    صناعة صيدلانية: رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية و ضبط تسويقها    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبسات من بساتين الشعر العربي
نشر في أخبار اليوم يوم 29 - 12 - 2020


مراصد
إعداد: جمال بوزيان
أخبار اليوم ترصد الإبداع الأدبي
قبسات من بساتين الشعر العربي
ترصد أخبار اليوم قصائد الشعراء وتنشرها توثيقا لإبداعاتهم وتكريما لأصحابها وبهدف متابعة النقاد لها وقراءتها بأدواتهم وليتعلم المبتدئون منهم وأيضا لاطلاع القراء الكرام على ما تجود بها قرائحهم.
الشاعر نور الدين العدوالي– الجزائر
نعم أنا أستاذ.. ولا فخر
ثَلاثُونَ عَامًا فِي المَدارِسِ أَرْتَقِي
أُرَبِّي تَلامِيذِي بِقَوْل مُنَمَّقِ
ثَلاثُونَ عَامًا مَا أَزالُ مُتَيَّمًا
بِفُصْحَى الثُّرَيَّا في البَديعِ المُعَتَّقِ
بِلَيْلِي سِجِلّاتِي أَبِيتُ أخُطُّهَا
لِيَرْقَى نَهارِي بِالبَلاغِ المُوَسَّقِ
سَلُوا دَفْتَرَ الأَعْباءِ عَنْ سِرِّ مُنْهَك
سَلُوا كُلَّ تَحْضِير جَدِيد وَمُسْبَقِ
نَقَشْتُ بِأَجْيالِي مَوَاعِظَ مِهْنَتِي
وَرَتَّلْتُ آياتِي بِصَوْت مُرَقَّقِ
ثَلاثُونَ عامًا وَالرِّمَاحُ تَحُزُّنِي
بِرَمْيَاتِ قَنَّاص سَدِيد مُدَقِّقِ
ثَلاثُونَ عامًا..لَا أَزِيدُ تَفَضُّلًا
تَمُرُّ بِغابَاتِ الأَسِيرِ المُوَثَّقِ
وَمَا خِفْتُ غَيْرَ اللّهِ جَلَّ جَلالُهُ
وَيَصْدُقُ قَوْلِي بِالسُّلُوكِ المُصَدَّقِ
وَخَرَّجْتُ طَيَّارًا وَزِدْتُ مُهَنْدِسًا
وَعَلَّمْتُ شُرْطِيًّا كَلامَ المُحَقِّقِ
وَأَرْشَدْتُ دُكْتُورًا لِطَرْحِ رِسالَة
وَقُدْتُ إمَامًا بِالخِطَابِ المُرَوْنَقِ
وَجَاوَزْتُ بِالغَوّاصِ دُرَّ لَآلِئِي
وَعَلَّمْتُ تِلْمِيذِي فُنُونَ التَّعَمْلُقِ
وَرَبَّيْتُ مَسْؤُولًا وَنَبَّهْتُ نَسْلَهُ:
حَذَارِ..فَلَا تَنْهَبْ رَعَايَا وَتَسْرِقِ !
ثَلاثُونَ عَامًا كَمْ بَنَيْتُ مَدائِنًا
وَلَمْ أَبْنِ لِي بَيْتًا كَطَيْر مُحَلِّقِ!
فَمَنْ قالَ: إِنِّي أَبْتَغِي دُنْيا غَرُورَةً
وَأَلْهَثُ خَلْفَ المَوْجِ مِنْ غَيْرِ زَوْرَقِ؟!
وَمَنْ قالَ: طَمَّاعٌ وَيَهْوَى اسْتِزادَةً
كَنَسْر رَأَى ظِلًّا بِجُحْر لِخَرْنَقِ؟!
وَمَنْ قالَ: إِنِّي لَسْتُ كُفْءًا وَأَغْتَنِي
نَؤُومَ الضُّحَى فِي بُرْجِ ضَوْء كَلَقْلَقِ؟!
أنَا شاعِرٌ أبْنِي البِلادَ قَصَائدًا
وَضَادِي هَوَايَ المُسْتَهَامُ وَبَيْرَقِي
أَنا فَحْلُ إعْراب ونَجْلُ بَلاغَة
وَسَلْ مَغْرِبًا عَنِّي وَعَنْ شَمْسِ مَشْرِقِي
أَنَا لَسْتُ طَرْطُورًا كَمَا يَدَّعِي الأُلَى
-هَدَاهُمْ إِلَهِي- أَنَّ دَرْسِي بِخَنْدَقِ
وَما نِلْتُ قِطْمِيرًا مِنَ المَالِ خِلْسَةً
وَلَا بِعْتُ وَهْمًا لِلصِّغَارِ بِنُمْرُقِي
فَكَيْفَ بِمَنْ كُنْتُ النَّصُوحَ لِأَجْلِهِ
بِحُلْوِ لِسَان مِنْ نَدِيّ وَمُغْدِقِ؟!
وَمَنْ عِشْتُ أَسْقِي فِي صِبَاهُ فَسَائِلًا
وَأَزْرَعُ وَرْدًا مِنْ خُزَامَى وَزَنْبَقِ؟!
يَشُبُّ فَيَرْمِينِي سِبَابًا وَتُهْمَةً
وَيَقْوَى جَبَانًا فِي خَفاءِ المُبَقْبِقِ؟!
فَقَدْتُ كَثيرًا يَا رَئِيسُ صَلابَتِي
وَمَا عُدْتُ أَرْضَى أنْ أَعِيشَ كَبَيْدَقِ
فَعَجِّلْ رَحِيلِي يَا رَئِيسُ فَإِنَّنِي
وَلَجْتُ زَمَانًا شَابَ رَأْسِي بِمَفْرِقِ
وَمَا عُدْتُ أقْوَى أنْ أَقُومَ سُوَيْعَةً
وَلَيْسَ لِعَجْزِي بَلْ لِسُوءِ تَمَلُّقِ
فَقَدْ جَاءَ قَوْمٌ مِنْ رِجَال وَوِلْدَة
يُسَاوُونَ مُرَّ الشَّوْكرانِبِفُسْتُقِ
يَثُورُونَ إِنْ صُغْتُ البَيانَ قَصيدَةً
وَلَكِنَّهُمْ يَهْوُونَ كُلَّ مُنَقْنِقِ!
سَأَتْرُكُ أقْسَامِي لِتَشْهَدَ سِيرَتِي
وَتَشْهَدَ أَجْيَالِي بِصِدْقِ تَفَوُّقِي
أُغادِرُ مِنْ بَابِ الكِبَارِ مَكَاتِبِي
وَأَعْرُجُ نَحْوَ الخَالِدِينَ بِمَنْطِقِي.
نَعَم أعْشَقُهَا
خَلِيليَّ قُولَا..هَلْ أَبوسُ كِتابَهَا
فَقَدْ أرْسَلَتْ لَيْلَى إِلَيَّ جَوابَها؟!
أَأَقْرَأُ بَدْءًا مَا يَبُوحُ فُؤادُها
مِنَ الشَّوْقِ أمْ أَشْتَمُّ قَبْلًا خِطابَها؟!
أَأُخْفِي بِصَدْرِي كَالنِّساءِ هَدِيَّةً
وَأَهْرُبُ نَحْوَ الدّارِ أُوصِدُ بابَهَا؟!
خَلِيلَيَّ مَهْلًا.. لا تَلُومَا مُنافِحًا
يُرابِطُ عَنْهَا كَيْ يَفُكَّ اغْتِرابَهَا
أنَا صِنْوُهَا.. تَهْتاجُ لَيْلًا رَبابَتِي
فنَعْزِف لَحْنًا كَيْ نُقِلَّ عَذابَهَا
وَأُدْرِكُ حَتْمًا أَنَّ لَيْلَى عَلِيلَةُ
فَيَقْوَى مُصَابِي لَوْ نَسِيمٌ أَصَابَهَا!
فَتَحْتُ -وَلا جَافَاكَ نَوْمٌ- رِسالةً
سَتَرْوِي خَفُوقًا إذْ تَصُبُّ رُضَابَهَا
سَتَرْضَى بِبَعْضِ الشِّعْرِ مِنْ قَرْضِ لَاحِن
وَتَكْفِي عَذابِي-مِنْ لِسان - عِتابَهَا
وَلَكِنَّهَا جَزَّتْ نَضِيدًا بِنَخْلَتِي
وَضَاقَتْ بِأَشٔياع تَضُرُّ رِحَابَهَا
تَقُولُ-وَشَيْبِي مِنْ شُوَاظِ دُمُوعِهَا
وَشُرْبِي حَمِيمٌ يَسْتَعيدُ شَبابَهَا-:
حَبِيبِي.. أَيَجْفُو أَهْلُ بَيْت حَبيبَةً
يَسُوؤُونَ نُطْقًا..يَهْتِكُونَ حِجابَهَا؟!
يَظُنُّونَهَا لَا تَلْحَظُ السُّمَّ نَاقِعًا
إذَا عَقَّ عُرْبٌ فِي الكَلامِ كِتابَهَا!
أَيُعْقَلُ أَنْ يَنْأَى مُحِبٌّ عَنِ المَهَا
وَعَيْنٌ تُمَنِّي لَوْ تَبوسُ تُرابَهَا؟!
أَيُعْقَلُ ألَّا تَحْتَويهِ بِطَبْعِهَا
وَذاتُ مَسَاحِيق تَسُوقُ هَبابَهَا؟!
تَمُدُّ جُذُورًا نَحْوَ بَدْءِ خَليقَة
وَتُمْطِرُ غَيْثًا حَيْثُ سَاقَتْ سَحَابَهَا
تَمِيسُ كَطاوُوس يَسُوسُ عَشِيرَةً
ولَوْ فَجَّرَتْ عَيْنًا سَتُحْيِي يَبَابَهَا!
خَلِيلَيَّ عَابَ القَوْمُ عِشْقِي أمِيرَتِي
وَغَوْصِي إلَى غَوْر أَجُوبُ شِعابَهَا!
يَقُولُونَ: دَعْ عَنْكَ الهُيَامَ بخَيْمَة
تَلِيقُ لِبَدْو يَرْكَبُونَ رِكابَهَا!
وَسُقْنَا شَمَالًا حَيْثُ عَيْنُ حَضارَة
وَزَرْقاءُ لَحْظ نَسْتَشِفُّ لُبابَهَا
تَحَوَّلَ قَوْمٌ عَنْ لِسان ومِلَّة
إَلَى أَلْسُن زَادَتْ شُعُوبًا خَرابَهَا
أَنَا أَنْتَقِي مَا زادَ حُسْنِي أَناقَةً
وَأُمُّ لُغَات وَشَّحَتْنِي ثِيَابَها!
خَلِيلَيَّ قُومَا نَرْتَشِفْ عَذْبَ خَمْرِهَا
وَنَشْهَدْ بِلَذَّاتِ الشِّفاهِ انْسِكَابَهَا!
تَعَالَا مَعِي حَيْثُ البَيَانُ جَمَالُهَا
وحَيْثُ بَديعٌ..كَمْ يَزيدُ عُجَابَهَا!
تَعَالَا إلَى ضَاد حَبَاهَا إِلَهُنَا
عَرُوسَ لُغات قَدْ أَجَلَّ كِتَابَهَا!
أَيَتْلُو عِبادُ اللّهِ آيَ كِتابِهِمْ
بِضَاد جَنَى جِيلٌ عَلَيْهَا أَعَابَهَا؟!
بُعِثْتُ إلَى قَوْم يُضامُ فَصِيحُهُمْ
وَمَنْ يَحْتَقِرْ لَيْلَايَ يَرْقُبْ عِقابَهَا!
سَأبْقَى هُنَا أَحْمِي حُصُونَ أَميرَتِي
وَإنْ أطْلَقَتْ بِيدٌ عَلَيَّ كِلَابَهَا!
سَأَحْيَا عَلَى قَرْضِ النَّسِيبِ لِعَيْنِهَا
وَأَعْلُو بِأَشْعارِ الفُحُولِ قِبابَهَا
فَقُومَا نُعِدْ لَيْلَى إلَى سدْرَةِ الهَوَى
وَمَنْ يَبْتَغِ العُلْيَا يُقاوِمْ صِعَابَهَا!
أَلَا يَا رِفاقَ الضَّادِ هَذِي حَبِيبَتِي
أَجِلُّوا هَوَاهَا كَيْ تَنالُوا ثَوَابَهَا!
إذَا غِبْتُ يَوْمًا عَنْ حِيَاضِ عُرُوبَتِي
فَهَا دُونَكُمْ ضَادِي أَشِيعُوا خِطابَهَا
وَرِثْتُمْ إذَا عَلَّمْتُمُوهَا مُرُوءَةً
وَنِلْتُمْ بِهَا في الشّامِخاتِ نِصَابَهَا
فَطُوبَى لِأَجْيال تَعودُ لِحَرْفِهَا
وَتَسْمُو بِحُسْنَى كَيْ تَنالَ مَآبَهَا
هَنِيئًا لِمَنْ رامَ الثُّرَيَّا بِشِعْرِهَا
وَمَرْحَى لِشَاد في الغَرامِ أَصَابَهَا!.
الشاعر عارف عاصي–جُمهورية مصر العربية
أُمُّ اللُّغَاتِ
فِي عِشْقِهاَ يَهْوَى الجَمَالُ جَمَالا
فِإِذَا الحُرُوفُ تَنَاثَرَتْ أَفْعَالا
تَهَبُ الجَلالَ الرُّوحُ فِي أَقْدَاسِهِ
فَتَمِيسُ بِالحُبِّ النَّقِيِّ دَلالا
تَتَعَتَّقُ الكَلِمَاتُ فِي مِحْرَابِهَا
فِكْراً سَرَتْ تَهَبُ العُقُول حَلالا
طَارَتْ بِأَفَاقِ البَهَاءِ حُرُوفُهَا
فَلَعَلَّ لِلْحَرْفِ البَدِيعِ مَقَالا
حَمَلَتْ جَمَالَ الكَوْنِ طَيَّ بَنَانِهَا
فَالرَّوْضُ أَزْهَرَ وَالأَرِيجُ تَعَالا
رَسَمَتْ مَشَاعِرَ صَفْوِهَا بِتَأَنُّق
كَمَلاكِ حُبّ يَكْسِرُ الأَغْلالا
وَقَفَتْ عَلَى الأَوْجَاعِ فِي أَنْحَائِهَا
فَالقَلْبُ فِيهَا يَحْمِلُ الأهْوَالا
جَمُلَتْ بِعَيْنِ الصَّبِّ عِشْقاً طَاغِياً
وَالصَّبُّ يَهْوَى بِالحَبِيبِ مِثَالا
وَالعَاشِقُونَ تَزاحَمُوا فِي وَصْفِهَا
صِدْقَ الحَبِيبِ إِذَا أَرَادَ وِصَالا
وَالكُلُّ فِي عِشْقِ الجِمَالِ تَسَابَقُوا
وَتَزَيَّنُوا بِالْاِنْتِسَابِ خِصَالا
وَتَعَدَّدَ الخُطَّابُ فِي مَلَكُوتِهَا
طَافُوا البِلادَ جَنُوبِهَا وشِمَالا
عَشِقُوا مَحَاسِنَ دَلِّهَا بِقُلُوبِهِمْ
وَتَنَافَسُوا عِشْقاً لَهَا وَنَوَالا
وَمِنَ العَجِيبِ فَعَاشِقُوهَا كُلُّهُمْ
يَرْضُوُنَ عِشْقَ الآَخرِينَ مَقَالا
أُمُّ اللُّغَاتِ وَخَيْرُ مَا كَتَبَ الوَرَى
تَهَبُ الجَمَالَ لَدَى المَقَالِ جَلالا
رَسَمْتْ بِأُفْقِ الكَوْنِ زَهْراً نَادِياً
وَالبَحْرُ بِالدُّرِّ الجَمِيلِ تَلالا
فِيهَا بِحَارُ بِالجَمَالِ تَزَيَّنَتْ
تُعْطِي الخِضَمَّ مِنَ الأُجَاجِ زُلالا
حَمَلَتْ كِتَابَ اللهِ بِينَ ضِفَافِهَا
فَاقَتْ بِهِ كُلَّ اللُّغَاتِ جَمَالا
عَجَزَ الأُلَى رَامُوا تَبَدُّلَ حَرْفِهَا
لَمْ يَحْمِلُوا بِرِبُوعِهَا أَثْقَالا
فَالعَجْزُ أَثْقَلَ سَعْيَهُمْ فِي دَرْبِهَا
لَيْسُوا سِوَى ضَعْف يَزِيدُ هُزَالا
يَا عَاشِقاً سُبُلَ البَدِيعَ عَلى المَدَى
اِرْمِ الشِّباكَ لِتَحْصُدَنَّ غِلالا
غُصْ فِي بِحَارِ الحَرْفِ تَلْقَ دُرَّهَا
وَاحْفَظْ بِهِ عَقْدَ البَهَاءِ مَآلا
لَمْ تَخْلُ مِنْ دُرِّ البَيَانِ كُنُوزِهَا
فَاصْطَدْ بَدِيعَ القَوْلِ وَالأَمْثَالا
وَاغْرِسْ بُذُورَ الحَرْفِ تَحْصُدْ خَيْرَهَا
فَاغْنَمْ حَصَاداً رَائِعاً وَنَوَالا
قَالُوا عَقِمْتِ فَكَذَبَتْ أَقْوَالَهُمْ
أَفْعاَلُ مَنْ عَشِقَ الحُرُوفِ فِعَالا
فَبَنَاتُ حَرْفِكِ مَائِسَاتٌ فِي الرُّبَى
بِقَصَائِد تَهَبُ العُقُولَ مَنَالا
مَنْ رَامَ هَجْراً رَامَ هَدْمَ مَبَادِئ
فَالدِّينُ يَحْيَا شِرْعَةً وَمَقَالا
وَالذِّكْرُ مَحْفُوظٌ مِنَ الرَّبِ العَلِي
وَبِحِفْظِهِ حُفِظَتْ لَنَا إِجْمَالا.
الشاعر الدكتور عبد الملك بومنجل– الجزائر
غريبةُ الدار!
لغتي التي حَفلَتْ بها الأمجادُ
وسَما بها الفُرسانُ والأجْوادُ
وجَرَتْ بأنهارِ الجَمالِ رشيقةً
وجرَى بها في الخالِدِينَ مِدادُ
وبَنَتْ بأحرفِها اللآلِئِ قلعةً
للعاشقين تَحُفُّها الأطوادُ
وحَمَتْ بأسوارِ الفخامةِ أمَّةً
من أن يُضارِعَ مَجدَها الأندادُ
وغَذَتْ بِسَلسلِها اللغاتِ جميعَها
فزُلالُها لم تَخْلُ منه بلادُ
وحَوَتْ براحتها العلومَ فغرَّدتْ
بلسانِها الأطيارُ والأعوادُ
جفَّتْ جوانحُها وهِيضَ جَناحُها
وغدت بأيدي العاجزين تُقادُ
وتَسَمَّرَتْ في الجُب حيثُ تُراثُها
قَمرٌ يُخانُ جمالُهُ ويُبادُ
واستَسْلمَتْ للماكرين بأرضِها
يُغرى بها السفهاءُ والأوغادُ
مِن كلِّ فَدْم ليس يُطرِبُهُ الشذَى
إن كان منبعَهُ الزكيَّ الضادُ
أما إذا سمِعَ اللغاتِ بَكِيَّةً
فيَكادُ يُسْلِمُها الفؤادَ يكادُ!
أو كلِّ وغْد منتهى أحلامِهِ
ألاّ يَرى قِمَمَ الجبالِ تُشادُ
في أمّة صنعَ الكِتابُ جلالَها
فرجالُها الأقمارُ والأطوادُ
تُرِكتْ منابِعُ سِحْرِها ليَدِ البِلى
حتى ذوى نبراسُها الوقّادُ
وعدا إلى ضرّاتِها أبناؤها
لَمَحوا السُّفوحَ رَخيَّةً فانقادوا
واليومَ يزعمُ من جفاها أنّهُ
حامِي الحمَى وكريمُها المِجوادُ
يُهدِي لها عيدا ويصدحُ في الورَى:
أمُّ اللغاتِ وخيرُهُنَّ الضادُ
فهل الفخارُ بها سيَرفعُ ذكرَها
أم هل ستَجْبُرُ كَسْرَها الأعيادُ؟.
الشاعر الدكتور أحمد جاد–جُمهورية مصر العربية
لغة القرآن
لُغْةُ الْكِتَابِ حَبَاكِ الْلهُ مَنْزِلَةً
تَخْبُوْ بِجَانِبِهَا كُلُّ الْعَظِيْمَاتِ
كَمْ أَلْفَ عَام مَضَتْ وَيْدَاكِ عَامِرَةٌ
وُخُطْاكِ ثَابِتَةٌ رَغْمَ الْعَدَاءَاتِ
مَهْدُ الْلُّغَاتِ عَلَى الْأَيَّامِ بَاقِيَةٌ
مَاْ ضَاقَ مَعْنًى بِهَا ماض وَلَاْ آتِ
كَمْ مِنْ لُغَاْت غَدَتْ رَسْماً بِلَاْ كَلِم
وَأَنْتِ أَنْتِ وِعَاْءُ الْوَحْي مَوْلَاْتِيْ
لَوْلَا كِتَابٌ بِهَا قَدْ جَاءَ مُكْتَمِلاً
مَاْ كَاْنَ ذِكْرٌ لَهَاْ إِلَّاْ كَأَشْتَاْتِ
شَمْسُ الْلُّغَاتِ إِذَا أَبْدَتْ قَلَائِدَهَا
ذِيْنُوْرُ شَمْس وَذِيْ ضَوْءٌ بِمِشْكَاةِ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.