قلق أفريقي من استمرار المعارك إثيوبيا.. الأيام الدامية وصفت واشنطن ما يحدث في إثيوبيا بالحرب الأهلية وتعهدت ببذل جهود للتهدئة وحل الأزمة وسط قلق أفريقي من استمرار المعارك بين القوات الحكومية وقوات جبهة تحرير تيغراي. وقالت الخارجية الأمريكية في إيجاز إن الاعتقالات في إثيوبيا على أساس عرقي غير مقبولة على الإطلاق ودعت الأطراف الإثيوبية إلى وقف حدة الخطاب والانخراط في المفاوضات وأشارت إلى أنه ما زالت هناك فرصة ضئيلة للعمل على حل الأزمة في إثيوبيا سلميا. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية طالبت جميع الأطراف في إثيوبيا بوقف القتال في البلاد فورا مشيرة إلى أن البلاد تواجه تهديدًا وجوديًّا من داخلها . وقالت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأممالمتحدة ليندا توماس غرينفيلد خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة الإثيوبية إن وحدة الدولة الإثيوبية وسلامتها تواجهان تهديدًا وجوديًّا من داخلها ويتعرض ملايين المدنيين الأبرياء للخطر مع توسع الصراع وتقدم الأطراف المتحاربة (في تيغراي) نحو (العاصمة) أديس أبابا . وشددت على أن الحل الوحيد لهذا الصراع هو حل سياسي محذرة من أنه كلما طال أمد الصراع أصبح الطريق إلى السلام أكثر صعوبة وغدت نافذة الفرصة محدودة والوقت ينفد. بدورها حذّرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو من أن نشوب حرب أهلية في إثيوبيا يعدّ خطرا حقيقيا ماثلًا . وقالت ديكارلو -في جلسة مجلس الأمن- إن انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية واسعة النطاق خطر حقيقي قائم ومن شأن ذلك إذا حدث أن يتسبب في كارثة إنسانية وأن يضرّ بمستقبل البلد الذي وصفته بالمهم. وأوضحت أن نحو 7 ملايين شخص في شمالي إثيوبيا يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية. وفي سياق متصل قال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إنه تم اعتقال 16 من موظفي الأممالمتحدة المحليين في إثيوبيا بينما تم الإفراج عن 6 من موظفي المنظمة الدولية المحليين. وأضاف دوغاريك أن السلطات الإثيوبية لم تقدم أي تفسير بشأن سبب احتجاز موظفي الأممالمتحدة مشيرا إلى أن الموظفين المحتجزين هم من وكالات الأممالمتحدة المختلفة وأنهم جميعا موظفون وطنيون ومن الضروري الإفراج عنهم. *قلق أفريقي وقد عبّر مجلس السلم والأمن الأفريقي عن قلقه لاستمرار المعارك بين القوات الحكومية وقوات جبهة تحرير تيغراي في إثيوبيا في حين عاد المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان إلى إثيوبيا في مسعى للإسهام في إنهاء الصراع. ومن المتوقع أن يجري فيلتمان مباحثات مع الحكومة الإثيوبية وجبهة تحرير شعب تيغراي في مسعى للتوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار بين الطرفين. بدوره حذر مجلس السلم والأمن الأفريقي -في بيان- من أن ما يحدث في إثيوبيا ستكون له تأثيراته على السلم والأمن والاستقرار في المنطقة وخاصة الوضع السياسي والإنساني. وحث المجلس الأطراف كافة على الانخراط في حوار هادف وشامل وإيجاد حل سلمي للنزاع وتغليب المصلحة الوطنية. ودان جميع أشكال خطاب الكراهية والتحريض على العنف والتمييز وتعبئة المدنيين على أساس الهوية القومية أو الإثنية والثقافية والدينية واللغوية. *تحذيرات دولية من جهة أخرى دعت الخارجية البريطانية رعاياها في إثيوبيا إلى المغادرة فورا وحذرت من السفر غير الضروري إليها. وقالت وزيرة شؤون أفريقيا في الخارجية البريطانية فيكي فورد إن الوضع الأمني في إثيوبيا يتدهور وحثت في تغريدة لها المواطنين البريطانيين على عدم السفر إلى أي من أنحاء البلاد ما عدا مطار أديس أبابا الذي قالت إنه ما زال مفتوحا للمغادرة والرحلات التي تربط الدول. ولكن وزيرة الدولة بمكتب الاتصال الحكومي بإثيوبيا سلاماويت كاسا قالت إنه يحق لأي دولة طلب مغادرة رعاياها لكن أديس أبابا آمنة. وأضافت الوزيرة الإثيوبية أن أديس أبابا أخذت ادعاءات حقوق الإنسان والاتهامات الأممية بجدية وسمحت للمفوضة الأممية لحقوق الإنسان بالتحقيق في ادعاءات جبهة تيغراي. وأكدت أن الحكومة الإثيوبية تريد السلام والعمل مع الولاياتالمتحدةوالأممالمتحدة وأنها دعمت الوساطة التي تبناها الاتحاد الأفريقي لإحلال السلام في إثيوبيا. *معارك ضارية تأتي هذه التصريحات في وقت تتصاعد فيه المعارك في الشمال إذ قال وزير الدولة الإثيوبي للشؤون الخارجية رضوان حسين إن قرار عدم التفاوض مع المجموعات التي صُنّفت إرهابية ما زال قائما. وأضاف الوزير أن أديس أبابا لن ترضخ للضغوط التي تمارس عليها وأنها تتمسك باستقلالية قرارها. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن قائد جيش تحرير أورومو في إثيوبيا جال مورو قوله إن قواته اقتربت من العاصمة أديس أبابا وتستعد لشن هجوم آخر وتوقع أن تنتهي الحرب في وقت قريب جدا. وأكد قائد جيش تحرير أورومو أن الحكومة الفدرالية تحاول فقط كسب الوقت وإثارة حرب أهلية في البلد ولهذا تدعو الشعب للقتال.