قبيل انطلاق العام الدراسي.. إعلانات الدروس الخصوصية تُلهب الفايسبوك تحولت الدروس الخصوصية إلى فريضة في مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة وأصبحت مدارس الدعم بمثابة المدارس الموازية للمدرسة العمومية ما يظهر من انطلاق الإعلانات والإشهار عبر المنصات الالكترونية لاسيما الفايسبوك لجذب التلاميذ وأوليائهم قبل انطلاق العام الدراسي. نسيمة خباجة تحوّلت الدروس الخصوصية إلى تحصيل حاصل في المدرسة الجزائرية تركض إليها الأسر لإدراج الأبناء وزحفت حتى إلى الطور الابتدائي ولم تعد تقتصر على المواد العلمية بل حتى المواد الأدبية كمواد تعتمد على الحفظ التغييرات التي طرأت على الدروس الخصوصية جعلتها محط انتقادات من طرف العارفين في الشؤون التربوية وألغي الهدف منها وأضحت وسيلة للاتكالية والرسوب بدل الفهم والاستيعاب والنجاح. إعلانات عبر الفايسبوك انطلقت عروض الدروس الخصوصية عبر المنصات الاجتماعية قبل الدخول المدرسي وتخص مختلف الاطوار الابتدائي المتوسط والثانوي تحت اشراف أساتذة يضمنون تقديم الدروس عن قرب وعن بعد وجاء في إحدى الصفحات ما يلي: بشرى سارة لتلاميذ الثانوي خاصة.. أنت تلميذ مقبل على الفروض والاختبارات وتحضر للبكالوريا ولديك صعوبة في استيعاب مادة الرياضيات.. أنت تلميذ ذو علامات جيدة في مادة تريد ان تتمكن أكثر فيها وتتحصل على العلامة.. نضع تحت تصرفكم أستاذ ذو خبرة يرافقكم إلى غاية اجتيازكم امتحان شهادة الباكالوريا. طريقة التدريس تكون في منزل التلميذ ومتابعة التلميذ عن بعد ملخصات دروس بطريقة مبسطة حل مواضيع اختبارات السنة الماضية تمارين تندرّج من السهل إلى الصعب . وحظيت مثل تلك العروض باهتمامات الاولياء الراغبين في ادراج ابنائهم في الدروس الخصوصية مع بداية العام الدراسي. تقول السيدة ريمة إن تلك الإعلانات حول الدروس الخصوصية لفتت انتباهها وترغب في تسجيل ابنها الذي سوف يجتاز البكالوريا وتحاول الاستفسار عن السعر بالاتصال عبر المنصة الالكترونية لتلك الإعلانات. انتقادات لاذعة على الرغم من رغبة البعض في ادراج ابنائهم في الدروس الخصوصية الا ان بعض الاولياء يرفضون ذلك رفضا قاطعا لاسيما وأن الدروس الخصوصية اضحت سلبياتها تفوق ايجابياتها في السنوات الاخيرة وأضحت سبيلا لتحقيق مداخيل اضافية من طرف بعض الاساتذة الذين يفرضونها فرضا على التلاميذ منذ اوائل العام الدراسي. تقول السيدة كريمة إن بعض المعلمين باتوا يعرضون الدروس الخصوصية عبر الاقسام على التلاميذ بل ومنهم من يتحفظون على بعض المعلومات اثناء تلقين الدروس ويقدمونها في مستودعات الدروس الخصوصية لذلك بات الأولياء يدرجون ابنائهم عبر اقسام الدروس الخصوصية خوفا من تضييع بعض النقاط وتفويت الشرح والفهم. ما حيّر الكل ان الدروس الخصوصية باتت لا تقتصر على مواد الفهم على غرار الرياضيات والفيزياء والعلوم بل زحفت إلى مواد الحفظ على غرار التاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية والأدب العربي وهي في معظمها مواد ادبية لا تحتاج إلى دروس الدعم وتعتمد اكثر على الحفظ وبذلك سقط الاولياء في فخ تعميم الدروس الخصوصية على مختلف المواد وفرضها على ابنائهم وذلك ما لم نشهده في السنوات الماضية كما ان الدروس الخصوصية زحفت إلى الطور الابتدائي بحيث بتنا نرصد تلاميذ في السنة الاولى والثانية والثالثة من التعليم الابتدائي عبر مدارس الدعم مما يولد الاتكالية لدى هؤلاء وعدم بذل أي مجهود في الفهم والاستيعاب. وأجمع التربويون واهل الاختصاص ان الدروس الخصوصية باتت تلتهم وقتا كبيرا للتلاميذ في مختلف الاطوار مما زاد من تعبهم فالوجهة بعد الدوام الدراسي هي مراكز الدعم مما احبط معنويات التلاميذ وألغى ساعات راحتهم وضاعف من مجهوداتهم على الرغم من اهمية الراحة بعد نهاية الدوام الدراسي. خلاصة القول إن الدروس الخصوصية باتت سلبياتها تطغى على ايجابياتها وكانت بالامس تقتصر على محدودي المستوى والقدرات الاستيعابية من التلاميذ الا انها حاليا عممت على اغلب التلاميذ من اجل التنافس على اعلى النقاط كذهنية تركزت في عقول الاولياء فظاهرة الدروس الخصوصية هي من صنع العديد من الاطراف بما فيهم المعلمين والاولياء ليبقى التلاميذ ورقة رهان.