أسر بلا طعام منذ أيام و اليونيسف تحذّر التجويع يفتك بالغزّيين سجّلت وزارة الصحة في غزة خلال الساعات الماضية خمس وفيات نتيجة التجويع وسوء التغذية جرّاء الحصار المشدّد المفروض على القطاع إذ يغلق الاحتلال كلّ المعابر المؤدية إلى غزة مانعةً إدخال أي مواد غذائية أو علاجات أو مساعدات إنسانية ما أدخل القطاع في مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده مع مصر وذلك بالتزامن مع استمرار حرب الإبادة الجماعية. ق.د/وكالات ذكرت وزارة الصحة أمس الأحد أنّه من بين حالات الوفيات الخمس المسجّلة ثلاث حالات لأطفال مشيرةً إلى ارتفاع إجمالي وفيات التجويع وسوء التغذية إلى 387 شهيداً من بينهم 138 طفلاً. ومنذ صدور إعلان التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) وهو مرصد عالمي لمراقبة الجوع بأنّ المجاعة تفشّت في مدينة غزة سُجّلت 109 حالات وفاة من بينهم 23 طفلاً بحسب ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية وسط توقعات باستمرار تسجيل حالات وفاة جديدة في ظل انهيار المنظومة الصحية وتردّي الأوضاع المعيشية واستمرار حرب الإبادة للشهر الثالث والعشرين. وفي 22 أوت الماضي أعلنت الأممالمتحدة رسميّاً المجاعة في غزة وهو أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط خارج نطاق قارة إفريقيا. وقد أرجع التقرير أسباب ذلك إلى السياسات المتّبعة بحق سكان قطاع غزة ومنع وصول المساعدات. في المقابل أكدت مؤسسات حقوقية ورسمية وجهات صحية حكومية في غزة أنّ السلوك الصهيوني لم يتغيّر منذ صدور التقرير الأممي إذ لا زال الاحتلال يعرقل دخول المساعدات بحريّة إلى القطاع ويمنع وصولها. ووفقاً للمكتب الإعلامي الحكومي فإنّ إجمالي المساعدات التي وصلت إلى غزة في الفترة ما بين جويلية وأوت المنصرمين لا تتجاوز في أفضل حال 15 من الاحتياجات الأساسية للقطاع فضلاً عن منع الاحتلال دخول أصناف معيّنة من الطعام. *خطر المجاعة يتفاقم والوضع كارثي من جهتها حذّرت المتحدثة باسم منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) تيس إنغرام من تفاقم خطر المجاعة في مدينة غزة وامتدادها إلى وسط القطاع في غضون أسابيع إذا لم يتمّ التدخل واتّخاذ إجراءات عاجلة. وقالت إنّ خطر انتشار المجاعة في مدينة غزة قائم مؤكدةً أن العائلات باتت عاجزة عن توفير الغذاء لأطفالها وأن الوضع في القطاع أصبح كارثيّاً . ومن غزة أشارت إنغرام إلى أنّ الفلسطينيين في القطاع ولا سيّما شرق وشمال مدينة غزة يعيشون تحت وطأة تهديد مستمر من القصف المتصاعد. وقالت إنّ فلسطينيّي تلك المناطق يفرّون من القصف إلى الغرب نحو البحر حيث تزداد أعداد المخيمات والخيام على طول الشريط الساحلي . وأكدت أنّ مدراء المستشفيات أبلغوها بارتفاع عدد الأطفال المصابين بكسور وحروق وجروح جراء القصف في الأيام الأخيرة وأنّ الكثير من فلسطينيّي مدينة غزة يفكّرون في النزوح جنوباً لكنّهم يدركون أن الأوضاع هناك مشابهة مع شحّ المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب واستمرار القصف. وقالت: لا يوجد مكان آمن في غزة . وفي معرض وصفها للوضع في غزة قالت المسؤولة الأممية: الأهالي يبحثون بيأس عن طعام وماء التقيت بآباء وأمهات يمسكون يدي باكين ويسألون متى سيصل الطعام؟ هل سيبقى طفلنا على قيد الحياة حتى ذلك الحين؟ الوضع كارثة كاملة . ولفتت إلى أن العاملين في القطاع الصحي والإنساني والصحافيين ظلوا منذ أشهر يحذّرون من المجاعة في غزة لكن شيئاً لم يتغيّر . وأضافت أن الأهالي الفلسطينيين يعيشون حالة عجز لأنهم يعلمون أن الأسوأ لم يأتِ بعد وأنه لا يوجد ضغط دولي كاف لتغيير هذا الواقع . وقالت إنغرام إن العيادات التي تدعمها يونيسف تشهد ازدحاماً من الأهالي الذين ينتظرون إجراء الفحوصات لأطفالهم الذين يعانون من مؤشرات سوء التغذية وكثير منهم يتلقى العلاج بالفعل. *الأطفال يموتون جوعاً وعن زيارتها مؤخراً عيادات خاصة بسوء التغذية في غزة قالت إنغرام: النسبة العامة تشير إلى أن 15إلى 20 من الأطفال الذين خضعوا للفحص يعانون سوء تغذية. هذه نسبة مرتفعة جدّاً بل تتجاوز عتبة المجاعة . وأضافت: هذا يعني أن آلاف الأطفال بحاجة ماسّة للعلاج وأنّه يجب إدخال كميات كبيرة من الغذاء والمياه النظيفة إلى غزة فوراً . وتابعت: إذا لم يتغير الوضع فالمزيد من أطفال غزة سيواجهون خطر الموت جوعاً . وأفادت إنغرام أن أكثر من 110 أطفال توفوا حتى الآن بسبب سوء التغذية نصفهم تقريباً خلال العام الجاري وحده. وأكدت أن هذه الوفيات من صنع الإنسان وكان يمكن تفاديها. وشدّدت على أن الأطفال بحاجة ماسّة للغذاء والمياه والدواء مؤكدةً أنّ مئات الشاحنات يجب أن تدخل يوميّاً إلى غزة لتغطية الاحتياجات الأساسية لكن ذلك لا يحدث حتى الآن . *الاحتلال ينذر سكان مدينة غزة بإخلائها سريعا قصفت قوات الاحتلال –أمس الأحد- مواقع تؤوي نازحين ومنازل مأهولة في مدينة غزة مما أسفر عن شهداء وهددت بتدمير المزيد من الأبراج السكنية كما أنذرت سكان المدينة بالانتقال سريعا إلى جنوب القطاع. وأفادت مصادر طبية باستشهاد 21 شخصا بينهم 6 أطفال في الغارات على القطاع منذ فجر أمس أغلبهم في مدينة غزة. وتركز القصف إلى حد كبير في الساعات الأولى من صباح أمس على أحياء مدينة غزة في إطار التمهيد لعملية عربات جدعون 2 التي يقول جيش الاحتلال إن مراحلها الأولى بدأت لاحتلال المدينة. وأفاد مستشفيا الشفاء والهلال الأحمر في غزة باستشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف استهدف مدرسة تؤوي نازحين في منطقة اليرموك/غزة فجر أمس. كما أكد مصدر بمستشفى الشفاء وصول جثامين 6 شهداء -بينهم طفلان وعدد من المصابين- إلى المستشفى إثر استهداف طائرات الاحتلال خيمة للنازحين قرب المجلس التشريعي بحي الرمال غربي مدينة غزة وغارة ثانية على شقة سكنية في حي الشيخ رضوان شمالي المدينة. واستهدفت غارة أخرى خيمة تؤوي نازحين قرب مستشفى الوفاء بمدينة غزة مما أسفر عن شهيدين ومصابين وفقا لمصادر طبية. وبالإضافة إلى الأحياء الغربية قصفت طائرات الاحتلال المناطق الشرقية لمدينة غزة وبينها حيا الشجاعية والتفاح كما نفذت قوات الاحتلال عمليات نسف جديدة للمباني في بعض الأحياء التي تتوغل فيها وبينها حي الشيخ رضوان. وفي جنوب القطاع أفادت مصادر فلسطينية باستشهاد شخص في قصف على منطقة المطاحن شمال خان يونس بينما تم انتشال جثامين شهداء متحللة من المدينة. وفي وسط القطاع أفادت المصادر بأن طائرات مسيّرة استهدفت للمرة الثانية مئذنة مسجد أبو سليم في دير البلح. وقالت وزارة الصحة في غزة إن 87 استشهدوا وأصيب 409 آخرون بنيران جيش الاحتلال خلال الساعات ال24 الماضية وهو ما يرفع عدد ضحايا العدوان إلى 64 ألفا و368 شهيدا و162 ألفا و776 مصابا منذ 7 أكتوبر 2023. وكانت مصادر في مستشفيات القطاع أفادت باستشهاد 74 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال بينهم 53 في مدينة غزة. وبين شهداء 30 من المجوّعين استهدفهم جيش الاحتلال أثناء محاولتهم الحصول على الطعام من نقطة للتحكم بالمساعدات في منطقة زيكيم شمالي قطاع غزة. ومنذ تولي ما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية التحكم بتدفق المساعدات في ماي الماضي استشهد نحو 2400 فلسطيني وأصيب أكثر من 17 ألفا بنيران جنود الاحتلال والمتعاقدين الأجانب مع الشركة الأمريكية قرب مراكز تديرها في القطاع.