إلى جانب تماسكهم.. بوغالي: وعي الجزائريين سدّ أمام المؤامرات ف. زينب أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي أمس الأحد بالجزائر العاصمة أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 رسخت قيم التشبث بالأرض ومكنت لعوامل الوحدة الوطنية والصمود في وجه المستعمر الغاشم. السيد بوغالي شدّد في كلمة له خلال اجتماع لمكتب المجلس الشعبي الوطني على أنّ هذه الذكرى الخالدة تعيد إلى الأذهان حجم المعاناة التي عاشها الجزائريون تحت الاستعمار الذي مارس أبشع صنوف التنكيل والتعذيب والاحتقار دون أن يفرق بين مكون وآخر من أبناء الوطن وفقا لما أورده بيان للمجلس. وأضاف أن الجزائر التي وحدتها المآسي وصهرتها الأحداث عبر العصور أنجبت شعبا صلبا تمرس على الصمود وأثبت في كل المراحل قدرته على تجاوز المحن والوقوف صفا واحدا في وجه الظلم والعدوان . وشدد على أن المستعمر وإن غير أدواته سيظل يحمل القاسم المشترك نفسه وهو محاولة ضرب تماسك هذا الشعب الأبي عبر شعارات مفضوحة لن تنطلي أبدا على أبناء الجزائر الأحرار في مختلف ربوع الوطن . وأضاف السيد بوغالي أن المناورات التي تدار في مخابر غير خفية سترسخ قناعة الشعب الجزائري بأنّ رهان المستعمر على المشككين لن يؤدي إلا إلى مزيد من الفشل وأنها لن تزيده سوى عزيمة وإصرارا على المضي قدما في مسار الوحدة ومواصلة البناء واستكمال التنمية في ظل التمسك بالقيم الوطنية والمبادئ السامية والكرامة الإنسانية . كما أشار إلى أن الرهان البائس على التفكيك والتفتيت تحت عناوين زائفة ومضللة يثبت مرة أخرى أن الجزائر أزعجت جهات لا يروق لها أن ترى شعبها قد تجاوز الصعوبات واستعاد دوره الحضاري والديمقراطي بمؤسساته الدستورية وبإرادة شعبية واعية تمارس مسؤولياتها بكل نضج وتتفاعل بإيجابية مع التحولات والمتغيرات في إطار وحدة وطنية مستمدة من تضحيات الشهداء والمجاهدين الأبرار الذين صانوا الوطن في أحلك الظروف . وأكد السيد بوغالي في هذا الصدد أن الثورة الجزائرية المجيدة كانت الفيصل الحاسم لكل مشكك في وحدة الوطن وهويته مبرزا أن الشعب الجزائري الذي اختار الحرية عن وعي وبإرادة راسخة أثبت للعالم أن تنوعه مصدر غنى وثراء وعامل من عوامل وحدته الوطنية . وأضاف رئيس المجلس أن احتفاء الجزائر اليوم بذكرى مظاهرات 11 ديسمبر يأتي في سياق وطني يسجل فيه الشعب الجزائري خطوات ثابتة في مسار الإقلاع والنهضة حيث انخرط جميع أبنائه المخلصين في استكمال برامج التنمية التي بدأت تؤتي ثمارها في مختلف المجالات . وخلص إلى القول إن الدسائس والمخططات التي تحاك ضد الجزائر ستنعكس على أصحابها خيبة وفشلا وأن وعي الجزائريين وتماسكهم سيكون السد المنيع أمام كل المؤامرات . .. ومجلس الأمة يُبرز وحدة الوطن والتحام الأمة ترأس رئيس مجلس الأمة السيد عزوز ناصري أمس الأحد بمقر المجلس اجتماع مكتب مجلس الأمة الموسع لرؤساء المجموعات البرلمانية والمراقب البرلماني حيث تم إبراز وحدة الوطن والتحام الأمة الجزائرية باعتبارهما مبعث قوة وتعزيز لمناعة البلاد حسبما أفاد به بيان للمجلس. وأوضح المصدر ذاته أن هذا الاجتماع كرس للنظر في رزنامة عمل مجلس الأمة خلال الفترة ما بين 17 و25 ديسمبر 2025 بالإضافة إلى دراسة وضعية الأسئلة الشفوية والكتابية المودعة لدى المكتب فضلا عن مدى تقدم ملف الرقمنة بمجلس الأمة . وتابع البيان أنه بعد افتتاح الاجتماع فإن مكتب مجلس الأمة و كعادته وكلما دعت الضرورة الوطنية ذلك اغتنم هذه السانحة ليجدد التأكيد بأن وحدة الوطن وقوة الربط بين أفراد الأمة الجزائرية والتحامهم هي مبعث قوة مذكرا بما قام به الآباء في الذود عن شرف الأمة وتعزيز مناعتها والحفاظ على وحدتها واستقرارها. وبخصوص جدول الأعمال فقد قرر مكتب المجلس استئناف الجلسات العلنية ابتداء من صباح يوم الأربعاء 17 ديسمبر 2025 لتقديم ومناقشة مشروع القانون المعدل والمتمم للقانون رقم 84-09 المؤرخ في 2 جمادى الأولى 1404 الموافق 4 فيفري 1984 المتعلق بالتنظيم الإقليمي للبلاد فيما سيتولى ممثل الحكومة وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل بعد زوال نفس اليوم الرد على تدخلات وانشغالات أعضاء المجلس على أن يعرض مشروع القانون للتصويت في جلسة عامة تعقد بعد زوال يوم الخميس 25 ديسمبر 2025 . وفيما يتعلق بالأسئلة الشفوية والكتابية وبعد دراستها قرر مكتب مجلس الأمة إحالة ثلاثين (30) سؤالا شفويا وستة عشر (16) سؤالا كتابيا على الحكومة لاستيفائها الشروط الشكلية المطلوبة وفقا لذات المصدر. كما تم خلال هذا الاجتماع الاستماع إلى عرض شامل حول استراتيجية الرقمنة بمجلس الأمة ومدى تقدم الخطوات المبذولة في هذا الشأن حيث أوصى رئيس مجلس الأمة ب ضرورة عدم ادخار أي جهد في سبيل المضي في هذا الملف الذي يرمي إلى تكريس الشفافية والوضوح وتسهيل العمل الإداري لأعضاء المجلس وإطاراته وموظفيه .