غادرنا إلى الدار الآخرة المفكر والأكاديمي الجزائري الكبير والمثير للجدل بن منطقة زواوة الدكتور الباحث "محمد أركون " أستاذ علم الاجتماع بجامعة السربون بفرنسا عن عمر يناهز 82 عاما ،كانت معظمه في التحصيل العلمي تأليفا وتدريسا وندوات علمية ومؤلفات هي الأخرى لاقت الصدى الكبير ، كان من بينها "نزعة الأنسنة في الفكر العربي، ،"جبل مسكويه والتوحيدي" ،"الفكر الأصولي واستحالة التأصيل " و"رهانات المعنى وإرادات الهيمنة ، غير كثير من المؤلفات التي كانت مكتوبة باللغة الفرنسية وإن كان ترجم بعضها إلى اللغة العربية..؟ عرف الرجل بعد ذهابه لفرنسا للدراسة بالسربون بعد أن أنهى دراسته الجامعية الأولى في قسم الفلسفة في جامعة الجزائر، حيث حصل بها على شهادة الدكتوراه وعمل بها أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة ، وذلك لمدة تقارب الخمسين سنة ، حيث كان مشهورا عنه خلالها استخدام مناهج علمية عدة بينها الأنتروبولوجيا التاريخية واللسانيات دراسته الأديان والنصوص الدينية..! كان مفكر ثاقب البصر متوقد البصيرة حاد اللسان لا يشق له غبار ،وكان الرجل يوصف أعماله وإنتاجه من حيث الانتماء بأنها من "مجموعة باريس" نظرا لأنه يطلق عليه المفكر الفرنكوفوني الذي يكتب بالفرنسية ويعيش في باريس ، ولكن معدن الرجل رغم ذلك بقي أصيلا متأصلا ضاربا جذوره في أعماق الفكر العربي الإسلامي ، فهو رغم شهرته ومكانته لم ينس أنه بن ذلك التاجر الصغير الذي غادر منطقة القبائل يوما ما باحثا عن العلم والعلماء تحدوه في ذلك رغبة جامعة في تلقي المعارف وكسب العلم والاطلاع على كنوز الأجداد في القديم والحديث..؟ رحم الله الرجل رحمة واسعة فقد كان من جهابذة الفكر والفلسفة والمنطق وعلم الاجتماع وكثير من المعارف التاريخية والدينية ،ولا ينازعه في مكانته هذه إلا المفكر الكبير مولود قاسم نايت بلقاسم رحمه الله ، وقد لمست ذلك عن قرب خلال ملتقيات الفكر الإسلامي التي كان يعدها ويديرها الراحل مولود قاسم ويحضرها راحلنا ،وكان حين تعطى له الكلمة يحول جو القاعة إلى ورشة مناقشات وجدال بين السادة والسيدات المدعوون للملتقى..؟