انتشرت بأغلب الأحياء الشعبية ظاهرة كراء الدراجات النارية التي صارت حرفة لمن لا حرفة له، واختار بعض الشبان المغامرة بحياة المراهقين والأطفال الصغار بغرض تحقيق مداخيل، بحيث عرفت تلك الهواية إقبالا من طرف المراهقين خلال رمضان وتواصلت الظاهرة إلى ما بعد الشهر الفضيل على مستوى بعض النواحي على غرار باب الوادي وبمركب الكيتاني. واستمر بعض الشبان في إحياء السهرات الصيفية وخلق أجواء على طريقتهم واستهووا ممارسة تلك الهواية التي تجذب اهتمام الكل على الرغم من المخاطر التي تلتصق بها، فالدراجات النارية كانت في الكثير من المرات سببا في ارتكاب حوادث مرور مميتة راح ضحيتها شبان ومراهقون في عمر الزهور بالنظر إلى جهلهم قواعد القيادة وعدم التزامهم ببعض الوسائل الإجبارية المستعملة في قيادة الدراجات. إلا أن غرض ممتهنو تلك الحرفة هو تحقيق الأرباح دون أدنى اهتمام بسلامة المراهقين والأطفال الذين تستهويهم اللعبة كثيرا لقطع مسافات بتلك الدراجات وتحقيق حلمهم على الرغم من جهلهم قواعد القيادة، مما قد ينعكس بالسلب أيضا على حركة المرور ويجبر السائقين عل الالتزام أكثر بالحيطة والحذر لتجنب هؤلاء، في ظل قيادتهم الجنونية للدراجات ومخاطرتهم بأنفسهم وبالآخرين في نفس الوقت خاصة وأنهم عادة ما يدخلون في سباق ماراطوني مع أصدقائهم ويستعرضون عضلاتهم على مستوى الطرقات بتلك الحركات الاستعراضية دون أدنى اهتمام بالخطورة التي تتربص بهم. وفي زيارة لنا إلى بعض النواحي العاصمية على غرار باب الوادي شدنا انتشار الظاهرة بكثرة وتجسدت في تلك التجمعات التي تتوسطها الدراجات النارية، وتلهف الكل على قطع دورة كاملة بالدراجة على أن يكون السعر تبعا لطول المسافة والمدة الزمنية المستغرقة وقد يعلو إلى 200 دينار يدفعها الطفل أو المراهق ثمنا للمغامرة بحياته. استوقفنا آراء بعض المواطنين فأجمعوا على رفضهم للظاهرة التي تعرف انتشارا واسعا وصارت حرفة للبعض، وهواية للبعض الآخر من أجل سد الفراغ وتمضية الوقت ما عبر به أحد المواطنين الذي قال إن تلك الظاهرة لا تحمل إلا السلبيات، فبالإضافة إلى إدخال بعض الأحياء في فوضى عارمة نتيجة القيادة الجنونية لتلك الدراجات، تحمل مغامرة لمن يؤجرونها من الأطفال والمراهقين وقد تتسبب في ارتكاب حوادث مميتة لطالما سمعنا عنها هنا وهناك. أما سيدة أخرى فقالت إنها تتخوف كثيرا على ابنها المراهق المدمن على قيادة الدراجات وعلى الرغم من منعه من شراء دراجة فهو دائم اللجوء إلى هؤلاء قصد كرائها والتنقل بها، وهي تمسك قلبها كلما فعل ذلك، ورأت أنه من الأولى منع تلك الظواهر التي تحمل مغامرة بالأرواح خصوصا وأن محترفي تلك الحرفة لا يهمهم معرفة الزبون للقيادة أو جهله لها فالمهم لديهم هو مسك مبلغ الدورة المقطوعة على متن الدراجة النارية. وطغت تلك الظاهرة بمختلف الأحياء الشعبية وامتهنها شبان بطالون ابتدعوا تلك الحرف بطريقة غير شرعية لتحقيق مداخيل على حساب سلامة الآخرين.