تحمل مهنة تركيب الأجهزة الرقمية لاستقبال القنوات التلفزيونية العديد من الأسرار، آخر ساعة اقتربت من أصحاب هاته المحلات لتكشف الستار عن نوع معين من الزبائن أو الباحثين عن قنوات الأفلام الإباحية المشفرة. شهدت الجزائر في السنوات الأخيرة طفرة نوعية فيما يخص أجهزة استقبال القنوات التلفزيونية، حيث تعرف هذه الأخيرة اقبالا كبيرا من قبل المواطنين من مختلف الأعمار والأجناس ما انعكس ايجابا على جيوب التجار في هذا المجال. كما فتحت الأبواب أمام العديد من الشباب للحصول على مهنة يقتاتون منها ألا وهي إعداد أجهزة الاستقبال وتركيب الهوائيات المقعرة، خصوصا مع ظهور أجهزة قادرة على فك تشفير القنوات الغربية المشفرة. فرغم تهافت الجميع على شراء هذه الأجهزة بهدف مشاهدة مباريات كرة القدم لمختلف الدوريات الأوروبية، إلا أن لدى البعض هدفا مخفيا ألا وهو مشاهدة قنوات الأفلام الإباحية التي تعج بها مختلف الأقمار الاصطناعية. «آخر ساعة» فتحت ملف قنوات الأفلام الإباحية وعايشت يوميات العديد من أصحاب محلات بيع وإعداد وتركيب أجهزة الاستقبال الرقمية، أين أكد لنا مالكو هذه المحلات أن زبائن هذه القنوات من مختلف الأعمار والفئات شيوخ وشباب، ملتحون نساء وغيرهم، حيث قصّوا علينا العديد من الأحداث التي دارت بينهم وبين «المهووسين بالأفلام الإباحية»، نتقاسم بعضها معكم . محلات بيع «الديمو» تكاثرت كالفطريات والزبائن لا ينقطعون عنها قبل حوالي ال 15 سنة كان عدد محلات تصليح الأجهزة التلفزيونية محدود جدا، باعتبار أن قلة من الجزائريين فقط وقتها كانوا يملكون أجهزة استقبال رقمية، التي كانت باهظة الثمن وكانت تسمح لمن يقتنيها بمشاهدة جميع القنوات العربية والغربية دون استثناء. غير أنه وبعد «الطفرة التكنولوجية» التي عرفتها الجزائر خاصة مع تحول ولاية برج بوعريريج إلى قطب وطني في مجال صناعة الأجهزة الإلكترونية، أصبحت أجهزة الاستقبال في متناول مختلف شرائح المجتمع، إلا أن هذه الخطوة رافقتها سياسة التشفير التي انتهجتها مختلف القنوات، وهو ما حرم الجزائريين من مشاهدة مباريات كرة القدم، الأفلام الغربية وحتى الأفلام الإباحية. لتظهر بعدها أجهزة استقبال رقمية قادرة على فك تشفير القنوات غير المجانية، وهو ما فتح المجال واسعا لتجارة هذه الأجهزة وساهم في تكاثر محلات بيعها وإصلاحها كالفطريات، إذ لا يكاد يخلو حي منها، بل إن شوارع بأكملها في العديد من المدن أصبحت تشتهر ببيع هذه الأجهزة على غرار شارع «بوزراد حسين» بمدينة عنابة. الهمس في الأذن.. الطريق لطلب ضبط قنوات الجنس من خلال الجولة التي قمنا بها بين محلات بيع أجهزة الاستقبال أجمع معدو هذه الأخيرة أن طالبي القنوات الإباحية يلجؤون إلى نفس التقنية من أجل طلب ضبط هذه القنوات، حيث يتحينون الفرصة حتى يكون «تقني أجهزة الاستقبال» لوحده في المحل، ثم يتقربون منه وهم يحملون الجهاز قبل أن يهمسوا في أذنه ليطلبوا منه ضبط قنوات الجنس وهو ما يضع «التقني» في حرج كبير، حسب ما أكده لنا أصحاب هذه المهنة. إذ أكد لنا بعضهم أنه ومن كثرة هذه الحالات التي يتعاملون معها يوميا أصبحوا يردون على الزبائن وعشاق الأفلام الإباحية ببرودة كبيرة من خلال الرفض المباشر ورفض إعداد الجهاز والطلب منهم التوجه لمكان آخر. شيخ يطلب من «الريباراتور» ترتيب «القنوات الحمراء» بعد أن بعثرها حفيده قص علينا أحد التقنيين ما حدث بينه وبين أحد الشيوخ، حيث كشف لنا أنه وفي أحد الأيام دخل عليه رجل مسن يظهر عليه أنه في الستينات من عمره، حيث طلب منه تحديث الجهاز وإعادة إعداد جميع قنواته بعد أن أفسد ترتيبها حفيده، وأثناء انتهائه من ضبط القنوات العربية وتحوله إلى قمر «أسترا» لضبط القنوات الغربية طلب منه الشيخ أن يضع القنوات الرياضية في أول القائمة، قبل أن يقترب منه بنبرة فيها نوع من المزاح والجدية في الوقت نفسه، حيث طلب منه أن يضبط له قنوات الأفلام الإباحية وراء بعضها في القائمة وأن يضعها في وسط القائمة، غير أن «الريباراتور» رفض طلبه ما أغضب الشيخ الذي استرجع الجهاز دون أن يكتمل التشفير، وخرج من المحل وهو في قمة الغضب. سيدة في الأربعينيات تتحرش بالبائع وتطلب قنوات إباحية ومن بين الأمور التي قصّها علينا أحد تقنيي تركيب الأجهزة الرقمية والقنوات التلفزيونية قصة سيدة دخلت عليه المحل في فترة ما بعد الظهر من إحدى أمسيات الصيف الحار، حيث تقربت منه وطلبت منه أن يحضر لها جهاز استقبال رقمي فلبى لها طلبها وأثناء عرضه عليها مختلف الأجهزة بدأت المرأة؛ في الأربعينيات من عمرها، تتحرش به ورفضت الانصراف إلا إذا تم ضبط لها قنوات الأفلام الإباحية على جهاز الاستقبال وحين رفض البائع بيعها الجهاز وتشفير قنوات الإباحية خرجت مسرعة. ملتح يصر على قنوات المجون بحجة جهله الثقافة الجنسية أما مراد كما سميناه والذي يعمل في أحد محلات أجهزة الاستقبال بالسهل الغربي، فأكد لنا هو الآخر أن العديد من الزبائن أصبحوا لا يخجلون من طلب قنوات الأفلام الإباحية، حتى أنه أصبح يخجل من الرد على هذه الطلبات. حيث دخل عليه في أحد الأيام كهل ملتح يوحي مظهره بأنه شخص متدين، طلب هذا الزبون من مراد أن يصلح له العطل الذي لحق بجهاز الاستقبال والمتمثل في مسح جميع القنوات التي كانت فيه، وأثناء قيام مراد بالأمر طلب منه ضبط بعض القنوات الإباحية في الجهاز بحجة أنه يواجه بعض الصعوبات أثناء معاشرة زوجته بسبب جهله بالثقافة الجنسية. غير أن مراد لم يقتنع بحجته وطلب من الزبون عدم الإلحاح ما أدى إلى تطور الأمور بشكل سلبي وصلت إلى درجة التشاجر لفظيا. تقنيون يرفضون ضبط قمر هوتبيرد لأنه يعج بالقنوات الإباحية يرفض بعض تقنيي أجهزة الاستقبال والهوائيات المقعرة ضبط الأقمار الاصطناعية معينة للزبائن على غرار قمر «الهوتبيرد» الذي يعج بقنوات الأفلام الإباحية التي تبث هذه النوعية من الأفلام على مدار ال 24 ساعة. وهو ما أجمع عليه عدد من التقنيين الذين أكدوا لنا أن هناك البعض من التقنيين المحترفين وحتى الهواة الذين ينفذون طلبات الزبون دون نقاش مقابل فئة هامة ترفض حتى ضبط قمر «الهوتبيرد» رغم إلحاح الزبائن عليه. ويفضل هؤلاء ضبط قمر «أسترا» لأنه يوفر كل ما يطلبه الزبائن من قنوات أفلام وقنوات رياضية كما أنه لا يحتوي إلا على بعض قنوات الأفلام الإباحية التي تعد على أصابع اليد الواحدة. في البيت يسقط الحرج ويكثر الطلب على قنوات الجنس ولأننا وقفنا على الإحراج الذي يتسبب فيه الزبائن لبعض تقنيي أجهزة الاستقبال أردنا أن نعرف طريقة تعاملهم مع عشاق قنوات الجنس عند تنقلهم الى البيوت من اجل خدمات التركيب والتعديل، حيث أكد لنا أحدهم بأن عدد الزبائن الذين طلبوا منهم ضبط قمر «الهوتبيرد» لا يعد ولا يحصى، على الرغم من أن قمر «أسترا» يوفر نفس القنوات ما عدا قنوات «الأفلام الحمراء». وأضاف المتحدث أن الزبائن عادة لا يطلبون مباشرة ضبط قنوات الأفلام الإباحية لكنهم يجدون حرية أكبر في بيوتهم لاختيار مثل هاته القنوات وهم يلقون غالبا الرفض من قبل التقني. تقنيون: «نضبط للزبون الأقمار التي يريدها وهو حر فيما يشاهد» التقينا أحد التقنيين الذين قيل لنا عنهم أنهم مشهورون في مجال تركيب وتشفير الأجهزة الرقمية وكان قمة في الصراحة بل أنه أكد أنه لم يجد يوما مانعا في ضبط كل الأقمار ما دامت هي رغبة الزبون. وأكد لنا أنه يضبط للزبون جميع الأقمار الاصطناعية التي يريدها كما أنه لا يحذف القنوات الإباحية من جهاز الاستقبال إلا إذا طلب منه الزبون ذلك، مؤكدا أنه يقوم بذلك من مبدأ أنه عليه أن يقوم بعمله من خلال ضبط الهوائي وجهاز الاستقبال وعلى الزبون بعد ذلك أن يشاهد ما يريد، لأنه لا يمكن له أن يلعب دور الرقيب، حسب تعبيره. لكنه إذا ما طلب أحد الزبائن ضبط القنوات الإباحية وهو ما حدث فعلا، أكد أنه يرفض بلباقة طالبا من الزبائن أن يبحثوا عن هاته القنوات بأنفسهم لأن مهمته حسبه تنتهي عند ضبط الهوائي وجهاز الاستقبال، بعد ذلك على الزبون أن يرتب القنوات كما يريد ويبحث عن القنوات التي يفضلها.