حي لا بلاسات المواطنون يطالبون بإعادة التهيئة يشهد حي لابلاسات بجبانة ليهود تدهورا كبيرا وأوضاعا مأساوية وكارثية مست جميع قطاعاته الحيوية، على خلفية التهميش والحقرة، وعدم استفادة هذا الحي من البرامج التنموية لفترة زمنية طويلة، بعدما كان مزارا وقبلة للعديد من المواطنين من خارج الحي لتبضع والتسوق والتجوال، هذا الحي فقد الكثير من ملامحه الجمالية بفعل الإهمال وعدم العناية وافتقاده للصيانة والرعاية الكاملة حيث أكد القاطنون أن الحي لم يستفد من أي إنجاز يذكر وخاصة على صعيد التجديد والتهيئة، رغم ما تشهده جل العمارات من تهرئة وتشققات وتصدعات، تهدد راحة المواطنين وسكينتهم، الأمر الذي دفع بالكثير متهم إلى التعبير عن غضبهم واستيائهم من الهيئات الرسمية التي يرون أنها تقاعست في أداء واجبها إتجاه المواطنين وتجاهلها لمشاكلهم في الوقت الذي كان من الضروري إيجاد حلول مناسبة وجذرية لفك العزلة عن هذا الي الشعبي الذي له من الرصيد التاريخي والثوري باع طويل في ذلك وتشهد له بذلك ( باطيمة البلاستيك) التي فجرها الجيش السري الفرنسي (O.A.S) وفي هذا الصدد فقد تعددت هموم المواطنين ومعاناتهم بأشكال مختلفة والتي أثرت بشكل سلبي على الحياة العامة مما جعلهم يدفعون ضريبة هذا التهميش والعزلة المقصودة أكثر مما يستحق في هذا الشأن الذي يظهر جليا في المجال التجاري أين أغلقت جميع المحلات التجارية أبوابها لانهيار القدرة الشرائية بفعل الهجرة الجماعية للتجار وذلك بسبب الأوضاع الكارثية التي يعيشها الحي والسكان، وعلى هذا الأساس فإن أبرز السمات الطابعة على هذا الحي من مأساة وأحزان وهموم وغياب كلي لأي إنجاز ميداني يشهد له. فالأمر سيان بالنسبة لباقي الأحياء الشعبية الأخرى، ومن أبرز هذه الهموم العمارات المسكونة والآهلة بعدد كبير من المواطنين توجد في حالة يرثى لها من تصدعات وتشققات ورطوبة زائدة. حيث أصبحت نفوذة للمياه مما زاد في رطوبة الشقق التي تهدد صحة المواطن، بالإضافة إلى غياب الخدمات الاجتماعية والصيانة والتي هي أشبه بالغائب الأكبر عن الواقع الاجتماعي المعاش وفي هذا الإطار وفي وجود هذا الزخم من النقائص السلبية التي أثرت وبكافة الأشكال على الواقع النمطي في غياب المعطيات والأساليب الموضوعية السليمة والفعالة في تثبيت القواعد الهيكلية الإصلاحية المباشرة وصياغتها ميدانيا من أجل استقرار المواطن وحفاظا على المصالح العليا لهذا الأخير الذي يعاني مصاعب الحياة وشقائها الناخرة في أجساد البسطاء والطبقة الكادحة. وفي هذا السياق فإن المواطنين بهذا الحي يطالبون كافة المصالح و الهيئات الرسمية بالتكفل بمشاكلهم وهمومهم، وذلك بالتخفيف عنهم من خلال اتخاذ إجراءات فورية بتسريع وتيرة الصيانة والتهيئة عبر كامل الحي من إعادة هيكلة قنوات الصرف الصحي وشبكة المياه والتي هي في طور الإنجاز وتعبيد الطرقات، ورفع القمامات من حواف المساحات والزوايا وصيانة العمارات وذلك بتهيئة سطوحها ورأب الصدوع والتشققات وتهيئة المدارج. كما طالبوا وناشدوا الهيئات الرسمية لمدينة عنابة خلق فضاءات ومساحات ثقافية ورياضية من أجل محاربة الآفات الاجتماعية والتقليل من الانحراف والانزلاق وراء الرذيلة والممارسات غير الشرعية وذلك لن يتأتى إلا إذا تضافرت وتكاثفت الجهود وصدقت النية في هذا التوجه السليم والعلمي.