ما زالت بعض العيادات الطبية متعددة الخدمات بالجزائر العاصمة تسجل ندرة في اللقاحات الموجهة للأطفال خصوصا في شهورهم الأولى، حيث أبدى عدد من الأولياء تخوفهم الشديد من أن يفرز ذلك مضاعفات صحية تضر بسلامة أبنائهم ،هذا الاضطراب المسجل في تزويد المراكز باللقاحات متواصل منذ مدة في حين لا تعرف مراكز طبية أخرى هذه الندرة الأمر الذي دفع بالعديد من الأولياء للتوجه إليها من أجل تلقيح أبنائهم مطالبين بضرورة الإسراع في إيجاد حل لهذه المشكلة التي باتت تؤرق حياتهم . استغرب الكثير من الأولياء الذين التقينا بهم ببعض المراكز الصحية بالعاصمة من التذبذب الحاصل في قلة اللقاحات الخاصة بالأطفال الرضع خصوصا، حيث عبر هؤلاء عن تذمرهم الشديد لما أسموه باللامبالاة والتسيّب إزاء تواصل أزمة افتقار التطعيم الخاصة بالرضع، سيما مع إمكانية الإصابة بالأمراض حيث يعيش العديد من أطفال الجزائر حديثي الولادة بدون تلقيح ما أدى بالأولياء إلى إبداء تخوفهم من احتمال الإصابة بأمراض قد تتسبب في وفاتهم و هو ما عبرت عنه إحدى السيدات التي كان يبدو عليها القلق لدى وصولها إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي للاستفسارعن اللقاح الخاص بالرضع ذوي الشهر، حيث أكدت أنها منذ ولادة ابنها البالغ حاليا شهرين و هي تنتظر تزويد مراكز بلدية سيدي موسى بهذا اللقاح إلا أن ذلك لم يتم ،و رغم تطمين الطبيب بإمكانية أخذه مع اللقاح الخاص بالشهر الثالث إلا أن ذلك لم يكن شافيا لها خوفا على صحة أعز ما تملك ، فاضطرت إلى قطع تلك المسافة البعيدة و التوجه إلى مستشفى مصطفى باشا علها تجد مبتغاها حيث تنفست الصعداء عندما أكدت لها الطبيبة وجود اللقاح و ما عليها سوى المجيء في اليوم المخصص لهذه الفئة من الأطفال . و تجدر الإشارة إلى أن هذا المستشفى لا يعاني في الفترة الحالية من هذه الندرة عكس بعض المراكز الطبية الأخرى ،كما هو الحال في مركز بوجمعة مغني ببلدية حسين داي،الذي يعاني هو الآخر أين وجدنا تذمرا كبيرا لدى المواطنين الذين أكدوا أن مواعيد التلقيح بعيدة جدا والمحددة بشهر كامل و هو الأمر الذي أثار اندهاش العديد ممن وجدناهم هناك ، حيث علقت إحدى السيدات التي قصدت المركزو تحصلت على موعد للتلقيح في شهر أفريل المقبل عن الأمر قائلة " حتى يصبح ابني يبلغ من العمر شهرين كي يحصل على لقاح الشهر الأول "، هذا و حاولت أخرى السؤال عن السبب في منحهم مواعيد بعيدة خوفا على صحة ابنها فردت الطبيبة أن هذا الوضع يعرفه جميع الأطفال في الجزائر و ليس طفلها فقط من يعاني من تأخرفي التلقيح . و من خلال هذه الجولة التي قادتنا إلى بعض المراكز الطبية وجدنا أن" العيادة الطبية المتعددة الخدمات للاهم " و لحسن حظ سكان باب الواد لم تسجل هذا النقص في اللقاحات التي باتت تشكل هاجسا للأولياء في بلديات أخرى ،حيث عبر بعض من وجدناهم بها عن ارتياحهم من توفير اللقاحات و هو الأمر الذي أكده الأطباء الذين تحدثنا إليهم على مستوى هذه العيادة بأن هذه الأخيرة لا تسجل في الفترة الحالية نقصا في التزويد بمختلف اللقاحات و هذا راجع حسب هؤلاء إلى حرص المسؤولين بها على توفير احتياجاتهم منها في الوقت المناسب خاصة و أنها تشهد إقبالا كبيرا لوجودها في منطقة شعبية ، لكن هذا لم يمنع أن العيادة عرفت نقصا في الفترة التي كانت المشكلة على المستوى الوطني ، في حين يعود السبب في انعدام اللقاحات على مستوى بعض المراكز الأخرى – تضيف إحدى الطبيبات- إلى تأخر القائمين على هذه المراكز في تقديم طلبياتهم الأمر الذي يؤدي إلى التأخر في الحصول عليها. وقال أحد الأولياء الذي وجدناه بالمركز الدولي للتلقيح المتواجد بالبريد المركزي ، أن الوضعية لا يستهان بها، سيما أن المواليد الجدد معرضين لمختلف الأمراض ، و هو ما تعرفه ابنته البالغة 18 شهرا ولم تطعم بعد باللقاح الخاص بهذه السن، حيث يطوف بها العيادات من أجل تلقيحها إلا أن هذه الأخيرة تعطيه مواعيد بعيدة الأمر الذي لم يرقه ،حيث تحدث بكثير من النرفزة مع الطبيبة التي اقترحت إعطاءه موعدا و هو ما اقترح عليه في مختلف العيادات التي قصدها و كان الرد بالرفض ، تاركا المكان إلى وجهة أخرى عله يجد ما يبحث عنه. هذه الوضعية تعيشها العديد من العيادات الجوارية الموزعة عبر بلديات العاصمة التي يبقى من خلالها الأطفال الرضع، رفقة أوليائهم يعيشون حالة من الهستيريا، خوفا من إصابة أبنائهم بأمراض معدية وبالأخص مع التقلبات الجوية الحالية والتي تتسبب في إصابات جديدة بالأنفلونزا وغيرها من الأمراض المعدية مطالبين الجهات المعنية بضرورة توفير هذه اللقاحات.