مازال بلخادم يصنع الحدث وكأنه هو بطل التشريعيات الحقيقي، وخطابه هو من حمّس الجزائريين للذهاب ”بقوة” إلى الصناديق. بلخادم دعا في كلمته أول أمس الأحزاب التي وصفها ب ”المهزومة” في التشريعيات أن تستقيل قيادتها، وهو تدخل سافر في شأن خصومه السياسيين. ربما لا يريد الأمين العام لجبهة التحرير الذي أمهله قادته فترة الانتخابات ليعودوا ويطالبوه بالتنحي، لا يريد أن يخرج وحده من الساحة السياسية على حد المثل ”عليّ وعلى أعدائي” ولأنه بات مقتنعا أن أيامه على رأس الحزب صارت معدودة فهو يريد أن تعمم ”المصيبة” على الجميع، لا أدري إن كان يعتبر أحمد أويحيى، الذي حل حزبه وراء الأفلان بفارق كبير، هو الآخر منهزما في التشريعيات، ويريد لأويحيى الذي يمكن اعتباره غريمه السياسي رقم واحد، أن يذهب، فالرجل قاد لمدة أربع سنوات الطاقم الحكومي الذي هو في الحقيقة من حق جبهة التحرير بما أنها ذات الأغلبية البرلمانية، أم أنه يريد من لويزة حنون أن تترك حزب العمال، لكن ماذا لو أجرينا مناظرة سياسية بينه وبين الأمينة العامة لحزب العمال، وحرصنا أن يكون أمين الأفلان مزودا بسماعة في الأذن، فهل سيقدر الرجل على مقارعة الويزة، وهو الذي يجهل حتى القانون الداخلي لحزبه، كما أنه كان يعود في كل مرة ويستنسخ برنامج حنون وخطابها السياسي للالتفاف على ناخبيها ومحبيها.