لا أدري لمن وجه عبد العزيز بلخادم كلامه أمس عبر صحيفة الخبر؟ هل إلى خصومه السياسيين داخل الأفلان، أم خارج الحزب؟ المعروف أن ليس هناك من أخطأ في حق الحزب، الذي يهدد بلخادم بأن يدفعه الثمن، أكثر من بلخادم نفسه، فهو من أوصد أبواب مقر الحزب أمام أزيد من مائتي عضو من قيادة الحزب ومنعهم من الاجتماع داخله، وهو من انفرد بقرارات الحزب ومن حدد قوائم الانتخابات، متخفيا تارة وراء رئيس الجمهورية وتارة أخرى وراء شقيقه، وفي الحقيقة هو وأبناؤه من جعلوا الحزب وكالة خاصة، باعوا فيها واشتروا كيفما شاءوا.. فهل سيحاسب بلخادم نفسه على ما فعله بحزب في قامة جبهة التحرير، أم أنه سيقبل المحاسبة التي يتوعد بها خصومه داخل اللجنة المركزية؟ الرجل "منفوخ على الفاضي"، على حد تعبير المثل المصري، معتقدا أنه هو من كان وراء "الإنجاز" الذي حققته جبهة التحرير في الانتخابات، أم أنه مجرد هروب إلى الأمام، وهو يعرف أن أجله على رأس الحزب العتيد قد حان ولم تبق له إلا أياما ويذهب في خبر كان، لأن الذي صنع فوز جبهة التحرير لن يسمح لبلخادم أن يعيث فيها فسادا أكثر مما فعل. وإذا كان كلام الانتقام هذا الذي طبع نبرة الرجل في لقائه بالزملاء في "الخبر"، يقصد به خصومه السياسيين خارج الحزب، فهو أمر غير مقبول من زعيم حزب فاز بالأغلبية، ما يعني أنه سينتقم داخل الحكومة من هؤلاء الخصوم، ومن كل من عارضوه سابقا، سواء في حركة مجتمع السلم، أو من غريمه أويحيى الذي قاد الفريق التنفيذي طيلة الفترة الماضية عوضا عن بلخادم الذي يحوز حزبه على الأغلبية في البرلمان، ويرى نفسه أنه أولى بحقيبة الوزير الأول من أويحيى، في وقت أجبر فيه الرجل على تقمص دور ثانوي كممثل لرئيس الجمهورية، ووزير دولة بدون حقيبة؟ مهما تكن حقيقة خلفية كلام بلخادم، فهي مرفوضة، فهو كلام بلطجة غير مقبول سياسيا، مهما كان مصدره، فما بالك عندما يتعلق الأمر بزعيم أغلبية نيابية يسند إليه دور اختيار أكبر نسبة من أعضاء الحكومة. في الحقيقة، هو هذا بلخادم، لا يعرف إلا الانتقام والضغينة.