أصدر الروائي والأديب اللبناني أمين معلوف رواية جديدة تحمل عنوان “Desoriente”، بعد سلسلة من الأعمال الأدبية الهامة على غرار “سمرقند”، “حدائق النور”، “القرن الأول بعد بيباتريس”، “صخرة طانيوس” التي حاز بها على جائزة غونكور سنة 1993، “بلاد الشام”، “الهويات القاتلة”، وكذا روايات تاريخية ك”تعطيل العالم” التي تتحدث عن الحروب الصليبية - العربية، وغيرها من المؤلفات التي حققت شهرة واسعة في مختلف أنحاء العالم. الروائي أمين معلوف، ولد في لبنان بالحد الأدنى عام 1949، وعاش بفرنسا منذ سنة 1976، ترجمت أعماله إلى أكثر من أربعين لغة، حيث حصل في 2010 على جائزة أمير أستورياس للانجاز مدى الحياة، وانتخب في السنة التي تلتها كرئيس لكلود ليفي ستروس، من خلال روايته “والخلط” التي جاءت نتاج ما كان يختلج في نفسه من مشاعر وأحاسيس لسنوات طويلة، حيث قال أمين معلوف في هذا الصدد:”لدي منذ سنوات شعور أنَ العالم الذي أنتمي إليه يتلاشى كل يوم، ويمكن أن يختفي في حياتي، فولادة روايتي من هذا الشعور”. ويسعى الكاتب في صفحات هذا العمل الذي بناه على شخصيات حقيقية من خلال حياته التي قضاها مع أصدقائه، أن يلفت شبان بلده باستحضار مجموعة من الأحداث التي دارت رحاها في لبنان عبر الأحلام التي عاشها وسط الذكريات الحزينة والسارة في بلده. وتدور وقائع الرواية حول قصة مدهشة لمجموعة من الشبان متعلقين بوطنهم يجدون أنفسهم مباشرة بمناسبة وفاة واحد منهم وهجرة بعضهم إلى الولاياتالمتحدة والبرازيل وفرنسا، أين اتبعوا هناك طرقا قادتهم في اتجاهات أكثر تنوعا، مقدما نظرة تشاؤمية لمستقبل العالم والأشخاص. لكن لم ينس الراوي الوطن، وعبر عن ذلك “فصحيح أنَ وطنهم هو واحد من أولئك الذين يدعون الحنين إلى الماضي بدلا من المواجهة وكذا التعايش بين مختلف التقاليد الدينية والثقافية وبدلا من التوسع الفكري والسياسي إبَان سنوات الدراسة بالجامعة،”. من جهة أخرى أبرزت الرواية الحياة المعقدة في لبنان في خضم الصراعات المسلحة التي غيرت طابعها وبعثت صور الاختلاف حولها من طرف الشعب اللبناني الذي اعتبر وجودها ليس له معنى، فيما يعتقد آخرون منهم أنَه لم يعد لها مكان أصلا. ويؤكد معلوف هذا في قوله”الحقيقة هي أنني لم أشعر في أي وقت إن كان لي لاستدعاء البلاد باسمه، وربما هذا هو مؤشر على المشاعر المعقدة التي لاتزال تلهم لي والتي تلهم لي حتى آخر يوم لي”.