أطرب أمسية الجمعة الجوق الجهوي بالعاصمة، رفقة الفنانة دليلة مقدر في افتتاح فعاليات الطبعة الثامنة من المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة، جمهور قاعة ابن زيدون برياض الفتح بوصلات موسيقية مستقاة من التراث الأندلسي الأصيل. وخصصت الفرقة التي أشرف عليها مقداد زروق، خلال سهرة الافتتاح، تكريما خاصا لروح الإخوة ”الفخارجية” محمد وعبد الرزاق الذين ساهما في ترقية الموسيقى الأندلسية والحفاظ على موسيقى الصنعة، حيث تتلمذ على أيديهما العديد من الأجيال. وقد كانت سهرة الافتتاح فرصة لكي يقدم الجوق رفقة السيدة مقدر التي تتلمذت على يد عبد الرزاق فخارجي باقة من المقاطع الموسيقية المختارة لتكريم أعمدة موسيقى الصنعة. واستمتع الجمهور بمختلف المقاطع التي قدمتها الفنانة صاحبة الصوت العذب رفقة الجوق، حيث أديا نوبة مايا التي استهلت ببطايحي ”الحب” وانصراف ”يا لون العسل” ومصدر ”أما نفتكر” لتختتم بخلاص ”هذا الغرام”. وحضرت الحفل الافتتاحي إحدى حفيدات عائلة الفخارجية، نوال فخارجي، التي بدت متأثرة بهذا التكريم إذ عبرت عن سعادتها الغامرة لكون محمد وعبد الرزاق فخارجي أيقونة في الموسيقى الأندلسية الجزائرية وكذا لأدائهما دورا مهما في نهضة موسيقى ”الصنعة” في القرن 20. وتعمل السيدة فخارجي على تأسيس جمعية تحمل اسم ”ألوان الأندلس” لتواصل هي الأخرى على درب عائلتها في المحافظة على التراث الأندلسي الأصيل، سعيا منها كذلك لتكريم من ساهموا في ترقية هذه الموسيقى العتيقة. ونشط الجزء الثاني من السهرة فرقة ”الكندي” السورية التي غاب عنها عازف القانون وقائد الفرقة جلال الدين فايس، حيث قدمت ابتهالات دينية مستوحاة من التراث الدمشقي الأصيل. وبالموازاة مع العروض الفنية، برمجت طيلة أيام المهرجان محاضرات في نادي فرانتز فانون برياض الفتح وأخرى بالمعهد العالي للموسيقى، تتمحور حول مواضيع ذات علاقة بالموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة منها ”النوبة بين الأسطورة وإعادة التشكيل” و”الموسيقى الأندلسية والتعابير النسوية” وأخرى حول تاريخ الموسيقى الإيرانية وجذور الفادو البرتغالي.
