* المغرب لم يسبق له وأن عرف تظاهرات بمثل هذه الحشود * ”أمنديس” معروفة بتقديم رشاوي لمسؤولين مقابل الرفع من فاتورة الماء خرج عشرات الآلاف من المواطنين المغاربة في وقت متأخر من ليلة يوم السبت، في مسيرات جابت ساحات مدن طنجة، تيطوان، المضيق، مارتيل وفنيديق شمالي المملكة، تنديدا بالغلاء الفاحش لفواتير الماء والكهرباء، والتي أصبحت من بين الأغلى في العالم مقارنة بدخل المواطن المغربي. ولم يسبق أن عرف المغرب تظاهرا بمثل هذه الحشود منذ الاحتجاجات التي عرفها المغرب من تنظيم حركة 20 فيفري (حركة شبابية تطالب بالكرامة ومحاربة الفساد) إبان الربيع العربي. وراهن المخزن على استعمال القوة باستقدام آلاف من قوات الأمن بمختلف ألوانها لقمع المظاهرة لكنها سرعان ما تراجعت أمام الحشود البشرية الهائلة. ويعود هذا الارتفاع الصاروخي في فواتير الماء والكهرباء إلى الامتيازات التي حصلت عليها شركة ”أمنديس” بموجب صفقة أبرمت بين الحكومة المغربية والشركة الفرنسية الأم ”فيفاندي”، حيث تشتري الأخيرة حصصا في خوصصة اتصالات المغرب سنة 2001 مقابل امتيازات في تفويت الماء والكهرباء والصرف الصحي في مدن شمال المغرب وولاية الرباط عبر إحداث شركتين ريدال وأمنديس. وتكرر السيناريو نفسه سنة 2004 عندما رفعت ”فيفاندي” من أسهمها في اتصالات المغرب. وكانت الحكومة المغربية باشرت بحل مشاكل الماء والكهرباء بتفويت هذا القطاع إلى الشركات الأجنبية، ليتبين لاحقا اتخاذ القرارات مستوى الجريمة في حق القدرة الشرائية للشعب المغربي. وشركة فيوليا التي أنشأت ”أمنديس” وريدال معروفة بفضائحها على المستوى العالمي، حيث تقدم رشاوي لمسؤولين مقابل الرفع من فاتورة الماء كما حصل في العاصمة بوخاريست حيث وقفت حكومة هذا البلد الأوروبي سنة 2011 على رشاوي للرفع من الفاتورة بمعدل 125 بالمائة ما بين 2000 و2008.