شهدت المستثمرة الفلاحية مشيتوة محمد ببلدية الرواشد الواقعة على بعد 30 كلم من عاصمة ولاية ميلة، في مبادرة هي الاولى من نوعها حدثا فلاحيا مميزا، حيث تكفل أحد المختصين من ولاية تيارت في هذه المزرعة بزرع 100 حبة من نبتة الزعفران التي لها هي الأخرى قيمة غذائية وعلاجية كبيرة، كأول تجربة بولاية ميلة ستظهر نتائجها الأولى بعد ثلاث سنوات من الآن. أفادت ذات المصدر ل"الفجر" أن الزعفران يسمى في السوق بالذهب الأحمر، وهو من أغلى المنتجات الفلاحية على الاطلاق، إذ يباع الغرام الواحد من الشعيرات المحصلة من أزهاره بين 30 إلى 40 أورو. ودعت الجمعية الوطنية لتنمية الصبار إلى الاهتمام بزراعة نباتات أخرى، وعلى رأسها التين الشوكي المعروف باسم الهندي ذات الفائدة الاقتصادية الكبيرة، ونظمت لغرض التعريف بهذا النشاط الفلاحي الجديد يوما تقنيا تحسيسيّا بميلة حضره فلاحون ومهتمّون من عدة ولايات. وتم خلال اللقاء الذي جرى ببلدية الرواشد التعريف بهذه الجمعية المختّصة الناشئة وبأهدافها بعدما حصل مؤسسوها على الإطار القانوني المهيكل لهم بعد سنوات طويلة من النشاط الفردي. وحسب العضو المؤسس وممثل ولاية ميلة المهندس بن مخلوف حمزة المختص بتربية الحيوانات، فإن اختيار الجمعية أن يكون لقاء ميلة في أوت بالذات لكون الولاية تعرف بداية من هذا الشهر إنتاجا وفيرا في فاكهة التين الشوكي (الهندي) يسوق محليا ووطنيا وحتى خارج حدود الوطن. وأرادت الجمعية التعريف بأهمية هذه الفاكهة وقيمتها وبمشتقات الهندي مثل المربى، زيت الهندي ومحلوله وأنواعا مختلفة من المخللات المستخرجة من ألواحها نبات التين الشوكي، مع إبراز فوائدها المختلفة الغذائية والعلاجية مثلما تم التعريف بالطريقة المثلى لجني الهندي، حيث تحافظ ثمار النبتة الشهيرة على قيمتها وعلى السوائل الموجودة بها لفترة طويلة، علما أن بعض المخابر بجامعة بجاية - حسب مصدرنا - تعمل على تطوير هذا الجانب. وأضاف محدثنا أن الجمعية من خلال الإطارات الفلاحية المختصة المنخرطة فيها قادرة على ضمان المرافقة، ناهيك عن إحصاء كل أنواع الصبار والتين الشوكي الذي تزخر به البلاد ومناطق تكاثره. وقد تم إحصاء حتى هذه الساعة - حسب محدثنا - 28 نوعا من التين الشوكي ويأمل أعضاء الجمعية في الإحاطة بكل الأنواع التي تصل تقديراتها إلى 90 نوعا موجودا بمختلف مناطق البلاد. وأشار متدخلون خلال اللقاء أن الطلب بأوروبا وأمريكا على نبات الصبار الذي يشمل كذلك التين الشوكي ومشتقاته وأزهاره، كبير لما له من قيمة غذائية وعلاجية ودور معتبر في صناعة مستحضرات التجميل، وله مردود اقتصادي هام، إذ تم التذكير في هذا المجال أن زيت الهندي الذي تنشط فيه إحدى التعاونيات الكائنة بولاية سوق أهراس يعتبر ثاني أغلى الزيوت في العالم، إذ يباع اللتر الواحد منه بأمريكا مثلا بما يعادل 10 ملايين سنتيم. ويستعمل التين الشوكي في تسييج المساحات المزروعة وإحاطة البساتين وفي تثبيت التربة، وهو ما دفع الوكالة الوطنية للسدود إلى اختيار هذه النبتة المقاومة في تثبت التربة المحيطة بالسدود وفي مقدمتها سد بني هارون.