تشهد بلدية البرمة الحدودية (420 كلم جنوب-شرق ولاية ورقلة) حركية تنموية دؤوبة مست مختلف القطاعات الحيوية في إطار مخطط وطني يهدف إلى تثمين موقعها الاستراتيجي على الحدود الجزائرية-التونسية وتحسين الإطار المعيشي للسكان، بما يجعلها قطبا حدوديا واعدا في الجنوب الشرقي للبلاد. وقد استفادت البلدية، التي تتربع على مساحة تقدر ب 47.879 كلم2 وبتعداد سكاني يتجاوز 7.000 نسمة، من أغلفة مالية معتبرة ضمن مختلف البرامج، وذلك في إطار سياسة الدولة الرامية إلى تحقيق التوازن التنموي بين مختلف مناطق الوطن، حسب ما أفاد به رئيس المجلس الشعبي البلدي، محمد دويم شوشاني. وفي إطار المساعي الهادفة إلى تقريب المرفق العام من المواطن، تم وضع حيز الخدمة عدة منشآت حيوية، على غرار مكاتب البريد ومصالح الحالة المدنية ومكتب للتشغيل، إضافة إلى مركز للتكوين والتعليم المهنيين ووحدة للحماية المدنية ومطار صغير يسهل نقل الأشخاص والبضائع. وعلى صعيد التكفل الصحي، شهدت البلدية فتح مؤسسة عمومية للصحة الجوارية وثلاث قاعات علاج موزعة على تجمعات البرمة والشواشين وغرد الباقل، في انتظار انطلاق أشغال إنجاز مستشفى بسعة 60 سريرا خلال السنة المقبلة، ما سيحدث نقلة نوعية في الخدمات الصحية بالمنطقة. وبخصوص التربية، تتوفر البلدية على خمس مدارس ابتدائية ومتوسطة وثانوية، إلى جانب ملحقتين جديدتين ومطعم مدرسي. وفي مجال القضاء، تتواصل المساعي لتحويل المحكمة المتنقلة المفتوحة بالبلدية إلى فرع دائم لمحكمة حاسي مسعود، ما سيمكن المواطنين من استخراج مختلف الوثائق والفصل في القضايا البسيطة دون عناء التنقل لمسافات طويلة. وبخصوص قطاع الاتصالات، تقدم مؤسسة اتصالات الجزائر خدمات الهاتف الثابت والإنترنت من الجيل الرابع ، في انتظار ربط المنطقة بشبكة الألياف البصرية. وفي مجال قطاع السكن، تم مؤخرا توزيع 30 وحدة سكنية لفائدة الأساتذة و20 وحدة في إطار القضاء على السكن الهش، إلى جانب منح أزيد من 200 مقرر إعانة لبناء سكنات ريفية بهدف تثبيت السكان المحليين في مناطقهم الأصلية ودعم التنمية الريفية المستدامة. وعرف قطاع الشباب والرياضة انتعاشا ملحوظا من خلال إنجاز مسبح جواري وناد للشباب بقرية الزنايقة يتوفر على قاعات متعددة الأنشطة منها الإعلام الآلي والروبوتيك. ..مشاريع لتعزيز البنية التحتية وفك العزلة تشكل مشاريع الطرق والمرافق القاعدية محورا أساسيا في مسار التنمية بالبرمة، إذ تم إنجاز الطريق الرابط بينها وبين حاسي مسعود على مسافة تفوق 240 كلم، ما ساهم في فك العزلة وتسهيل الحركة التجارية والاقتصادية، إلى جانب الطريق الفرعي نحوولاية الوادي. واستفادت البلدية من غلاف مالي يقدر ب600 مليون دج سنة 2023 ضمن صندوق التضامن للجماعات المحلية، سمح بإنجاز مشاريع لربط السكنات بالشبكات الحيوية كالكهرباء والغاز والصرف الصحي، وإنشاء ثلاث محطات لتحلية المياه، في انتظار محطة جديدة بمنطقة غرد الباقل، كما أوضحه رئيس البلدية. وشملت الأشغال عمليات تهيئة حضرية واسعة بعدة أحياء، منها الشواشين وهواري بومدين ومحيط الثانوية، إلى جانب مشاريع تعبيد الطرق الفرعية ومداخل البلدية وإعادة تهيئة الأحياء القديمة وتزويدها بمساحات خضراء ومناطق لعب للأطفال. وتعزز القطاع الفلاحي بإنجاز مسالك فلاحية وآبار رعوية مزودة بالطاقة الشمسية، إضافة إلى فتح نقطة لبيع الحبوب والبقول الجافة لفائدة المربين والفلاحين، حسب مدير المصالح الفلاحية بورقلة، تاج مرزوقي. وتم أيضا تخصيص 30 ألف هكتار بغرد الباقل لفائدة المستثمرين في الزراعات الاستراتيجية و3.000 هكتار لفائدة شباب المنطقة مع توزيع ست مقررات استفادة كمرحلة أولى في انتظار توسيع العملية ضمن الجهود الرامية إلى ترقية النشاط الفلاحي بهذه البلدية.