أكد البروفيسور حسان مغدوري، مدير متحف المجاهد، أن الهجرة الجزائرية لم تكن مجرد حركة بشرية نحو الضفة الأخرى من المتوسط، بل مثلت جزءًا من مسار المقاومة الوطنية التي ظلت يقظة وفاعلة رغم المنفى والمعاناة. وأوضح مغدوري، في حديثه خلال برنامج "مسميات", أن ميلاد نجم شمال إفريقيا شكّل لحظة مفصلية جمعت المغاربيين، وخاصة الجزائريين، ضمن فيدرالية وتنظيم محكم، أسس لوعي جماعي نضالي جعل من نداء 17 أكتوبر 1961 تحديًا للحظر والتمييز، وكسرًا للحصار الذي فرضته الإدارة الاستعمارية. وأشار إلى أن المسيرات التي خرج فيها الجزائريون العُزّل في باريس كانت امتدادًا لروح الثورة التحريرية في قلب أوروبا، مؤكدًا أن القمع الوحشي الذي تعرضوا له من طرف الشرطة الفرنسية يمثل جريمة تاريخية موثّقة، رغم استمرار التعتيم على الكثير من وثائقها إلى اليوم. وفي سياق حديثه عن صعود اليمين المتطرف في فرنسا، اعتبر مغدوري أن هذا الصعود نتاج لأزمة اقتصادية واجتماعية عميقة تُستغل فيها الهجرة كذريعة لتأجيج الكراهية، مشيرًا إلى أن اليمين المتطرف يعيد إنتاج الخطاب الكولونيالي في ثوب جديد. وختم بدعوته الباحثين والمؤرخين الجزائريين إلى الاضطلاع بدور أكبر في تفكيك هذا الخطاب، دفاعًا عن الذاكرة الوطنية والكرامة الإنسانية، وترسيخًا للوعي التاريخي في مواجهة محاولات طمس الحقائق وتشويه المسار النضالي للشعب الجزائري.