تزامن أمس الجمعة الموافق للثامن عشر من نوفمبر مع الذكرى السابعة للقاء الفاصل الذي خاضه المنتخب الوطني الجزائري أمام نظيره المصري على تذكرة مونديال 2010 الذي أقيم آنذاك بجنوب إفريقيا لأول مرة في تاريخ القارة السمراء. حسم محاربو الصحراء المواجهة على حساب أحفاد الفراعنة بهدف نظيف سجله المدافع عنتر يحيي، في لقاء احتضنه ملعب أم درمان بالسودان. وكان المنتخب المصري قد فاز قبل هذا اللقاء بهدفين دون رد بملعب القاهرة الدولي ليعادل الكفة ويلجأ المنتخبان للقاء فاصل حدد المنتخب الذي مثل الكرة العربية في مونديال جنوب إفريقيا. وعاشت الجماهير الجزائرية ليلة بيضاء بعدما تمكن الخضر من التأهل إلى منافسة كأس العالم لأول مرة بعد 24 سنة من الغياب، في حين عاشت الجماهير المصرية ليلة حزينة للغاية، فساد الهدوء أرجاء البلاد وخيم الحزن على أنصار الفراعنة. ولا تزال تلك الموقعة التي اصطلح على تسميتها فيما بعد بين الجزائريين بملحمة أم درمان بسبب ما سبقها وما تلاها من أحداث كادت تعصف بأواصر الصداقة والمصير المشترك الموجود بين الشعبين الشقيقين، والتي كان الإعلام المصري سببا رئيسيا في إشعال نار الفتنة بين الجزائريين والمصريين آنذاك. الجزائريون لم ينسوا بطولات شاوشي، هدف عنتر يحيى وتمثيليات الإعلام المصري وعلى الرغم من مرور أكثر من سبع سنوات حاليا على موقعة أم درمان الشهيرة،والتي شاهدها الملايين من محبي كرة القدم عبر المعمورة، إلا أنه لا تكاد تمر عبر مقهى أو مكتب إلا وتسمع أحاديث مطولة بل وأساطير لبطولة الجزائريين في تلك الموقعة الشهيرة التي أبان فيها عنتر يحيى، شاوشي وكريم زياني عن إرادة حديدية وقفت في وجه الظلم والحڤرة التي تعرض لها الخضر في القاهرة، والشعب الجزائري من قبل الإعلام المصري آنذاك. فالجزائريون لم ينسوا استماتة شاوشي في الدفاع عن عرين الخضر رغم مشاركته للمرة الأولى كأساسي، ولا زالوا يستحضرون القذفة الصاروخية لعنتر يحيى والتي أخرج فيها كل ما كان يشعر به من ظلم تعرض له رفقة زملائه خلال مواجهة القاهرة، وما زالوا يستحضرون حنكة سعدان وشجاعة غزال ومهارة زياني، رغم أن جميع هؤلاء لم يعد لهم في الخريطة الرسمية للكرة الجزائرية مكان، فبعضهم اعتزل نهائيا أو دوليا والبعض الآخر اتجه إلى التدريب وآخرون إلى التحليل، لكنهم سيبقون في قلوب الجزائريين.