رجّحت التقارير الإسرائيلية تنفيذ المرحلة الثالثة والرئيسية من عملية تبادل الأسرى بين حزب الله وإسرائيل الأربعاء المقبل، مشيرة إلى أن الموعد المذكور تحدد من خلال الاتصالات التي أجراها الوسيط الدولي، رجل الاستخبارات الألماني جرهارد كونراد، أخيراً بين الجانبين• وقالت صحيفة "معاريف" العبرية أن شعبة العمليات في جيش الاحتلال أصدرت أوامرها للهيئات المختصة داخل الجيش بالاستعداد لتنفيذ الصفقة بين 13 و16 جويلية، مشيرة إلى أن إسرائيل عارضت أن يحصل الأمر قبل 12 جويلية الجاري "حتى لا يتمكن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من استغلال عودة سمير القنطار في أعياد النصر في هذا التوقيت"• وحتى ذلك التاريخ يفترض أن تكون إسرائيل قد تسلمت التقرير الذي أعده حزب الله عن مصير طيارها المفقود رون أراد، ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر في مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية قوله أن حزب الله سيرفق مع التقرير رسائل كتبها أراد لأبناء عائلته قبل 20 عاماً• ومن المتوقع أن يخضع التقرير "لفحص صارم" من جانب رؤساء الاستخبارات الإسرائيلية رئيس "الموساد" مائير داغان، رئيس "الشاباك" يوفال ديسكين، رئيس الاستخبارات العسكرية "أمان" عاموس يدلين وإيلان بيرن المكلف بمتابعة ملف الطيار المفقود، ويعكف المسؤولون الخمسة على دراسة تفاصيل التقرير وصولاً إلى بلورة رأي مهني بشأنه، ومهما يكن من أمر تجمع المصادر الإسرائيلية على أن أي مآخذ يمكن أن تثار حول التقرير لن تشكل عقبة أمام استكمال تنفيذ المرحلة الأخيرة من عملية التبادل، وستصدر الحكومة الإسرائيلية اليوم بياناً رسمياً يتضمن أسماء الأسرى اللبنانيين الخمسة الذين سيُطلق سراحهم في إطار الصفقة لكي تتيح الفرصة أمام من يريد الاعتراض لتقديم التماس إلى المحكمة العليا، وفقاً للعرف الذي حددته هذه المحكمة في حالات سابقة• ومن المنتظر يوم الثلاثاء المقبل يوم الثلاثاء وفور عودة رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت من مؤتمر الاتحاد المتوسطي في باريس، ستجتمع الحكومة الإسرائيلية لتبحث التقرير وتقرّ تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة من الصفقة، وبالرغم من أن عدداً من الوزراء الإسرائيليين أعربوا عن خشيتهم من إمكان أن يعمد رئيسا "الشاباك" و"الموساد"، اللذين عارضا إبرام الصفقة في الماضي، إلى ممارسة الضغط عليهم لرفض المضيّ قدماً فيها بذريعة عدم كفاية التقرير، إلا أن المعلّقين الإسرائيليين يستبعدون حصول أي تراجع من الحكومة عن قرار الصفقة• وبرغم أن التقديرات الإسرائيلية تميل إلى الجزم بموت الجنديين، إلا أن الجيش سيبقي في استعداداته اللوجستية حيزاً "لأمل ضعيف بأن يعود الجنديان وهما على قيد الحياة"• وفي كل الأحوال، فإن الجيش استعد بشكل أساسي لإجراء فحص سريع للحمض النووي من أجل التأكد من هوية الجنديين إذا كانا ميتين، وبعد تسلم الجنديين ستطلق السلطات الإسرائيلية سراح سمير القنطار وأربعة مقاومين وقعوا في الأسر خلال عدوان يوليو، على أن تطلق في مرحلة لاحقة سراح أسرى فلسطينيين تقرر هي عددهم وهويتهم•