خبراء ومختصون يصفون الدبلوماسية الجزائرية بالمدرسة أحيت الجزائر، أمس، اليوم الوطني ل الدبلوماسية ، في ظل انجازات عديدة حققتها الآلة الدبلوماسية الجزائرية إقليميا ودوليا، بعد أن أثبت تمسكها بمواقفها الثابتة التي لا تتغير ووقوفها إلى جانب قضايا الشعوب المستعمرة على غرار القضية الصحراوية والفلسطينية. واتسمت الدبلوماسية الجزائرية بالعديد من الميزات التي ظلت لصيقة بها منذ الثورة التحريرية، وفي جزائر الاستقلال من خلال الثبات على مبادئ رسمت السياسة الخارجية الجزائرية على مدار عقود خلت، على غرار عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحق الشعوب في تقرير مصيرها، فضلا عن رفض استعمال القوة أو التهديد بها لحل الأزمات والنزاعات الدولية مع اعتماد الحلول السياسية والطرق الدبلوماسية، زيادة عل التأكيد على مبدأ التعاون الدولي بصورة أكثر عدلا وتكافؤا. وقد أثبتت الدبلوماسية الجزائرية أن هذه المبادئ ليس من باب الطرف الفكري في أكثر من مناسبة وأزمة وفي عديد المحافل الدولية على غرار حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره ومناصرتها لقضيته العادلة، بالإضافة إلى قضية مالي التي استطاعت الدبلوماسية الجزائرية الوصول لاتفاق سلام تاريخي بين الفرقاء الماليين، حينما تولت قيادة فريق الوساطة الدولية، إضافة إلى سعيها اليوم للمساهمة في تحقيق مصالحة وطنية بالجارة ليبيا وهي التي استضافت أكثر من جولة حوار بين الفرقاء ونجحت في حشد الدعم لحكومة الوفاق الوطني. أما الشقيقة تونس، فلا تزال تشهد بفضل الدبلوماسية الجزائرية التي رافقتها منذ 2011 والتي ما انفكت تقدم الدعم للحكومات المتعاقبة من خلال المساعدات والنصيحة والتنسيق الأمني. وحققت الدبلوماسية الجزائرية أيضا نجاحات متتالية يشهد بها الجميع، حيث تمكنت من ترك بصمتها القوية إقليميا ودوليا، من خلال التأثير الايجابي في إنجاح اتفاق أوبك بالجزائر، وتمكنها من تحقيق إجماع بالرغم من الخلافات السياسية بين بعض الدول الأعضاء. الدبلوماسية الجزائرية مدرسة مستقلة ومتميزة وفي هذا السياق، أكد المحلل السياسي، عبد الرحمان بن شريط، في تصريح ل السياسي ، أن الدبلوماسية الجزائرية تعتبر مدرسة مستقلة ومتميزة فيما يخص مواقفها التي هي مواقف معروفة باحترامها لمبادئ وقيم الأممالمتحدة وحرصها المستمر على احترام خصوصية الدول، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول حتى تلك التي تعرف حالات من الفوضى والاضطراب، خاصة ما يحدث في ليبيا مؤخرا، مشيرا إلى انه الدبلوماسية الجزائرية لها الحق في أن تحتفل بهذه المناسبة. إحترام الجزائر لحركات التحرر أكسبها وزناً دولياً من جهة أخرى، قال المحلل السياسي أن الدبلوماسية هي واجهة الدولة الجزائرية في الخارج، والتي لا يمكن لها أن تبني صورتها في الخارج دون أن تكون صورتها الداخلية ومواقفها مشرفة، مشيرا إلى أن الجزائر في مواقفها اتجاه قضية الصحراء الغربية كانت دائما تحترم مبادئ حق تقرير المصير وتصفية الاستعمار، وهو ما اكسبها وزنا في الداخل وسمعة في الخارج. الجزائر مطالبة بالحفاظ على مكاسبها التاريخية ومواقفها فيما يخص ثبات مواقف الدبلوماسية الجزائرية، أرجع المحلل السياسي الأمر إلى أنها تكرس مواقفها السليمة والمبدئية التي وقفتها في الماضي فيما يخص مختلف الملفات المتعلقة بالشأن العربي أو الإفريقي، مشيرا إلى وجود نوع من التراكم فيما يخص مكاسب الدبلوماسية الجزائرية، وهو الأمر الذي يجب المحافظة عليه، يقول المتحدث، مشيرا إلى أن وقوع أي خلل سيؤدي إلى حدوث قطيعة مع هذه المواقف التاريخية المتوازنة، مؤكدا أن الجزائر مطالبة بالحفاظ على هذه المكاسب وتدعيمها في الحاضر والمستقبل.