أكد رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، باستدعائه للهيئة الناخبة، وإجراء الرئاسيات القادمة بتاريخ 18 أفريل القادم، على أنه متمسك بالمواعيد الدستورية لتمكين الجزائريين و الجزائريات من ممارسة سيادتهم الشعبية في كنف الهدوء و الطمأنينة و الاحتكام لشرعية الصندوق دون غيره،و جاء رد الرئيس حاسما على بعض المشوشين و المنجمين من أصحاب المبادرات السياسية الداعية للتأجيل و التمديد و المرحلة الانتقالية و غيرها من المصطلحات التي نسفها بوتفليقة أمس بالإعلان عن تنظيم الرئاسيات في آجالها القانونية مؤكدا مرة جديدة أن ما تحقق خلال 20 سنة من حكمه من مكتسبات سياسية،لا يمكن التراجع عنها،خصوصا و أن الظروف التي تمر بها الجزائر لا تبرر أي تأجيل أو ندوة للاجماع. و أنهى رئيس الجمهورية أمس الغموض الذي حاول البعض أن يحيطه بتاريخ إجراء الاستحقاق الرئاسي،حيث وقع مرسوما رئاسيا يتضمن استدعاء الهيئة الناخبة تحسبا للانتخابات الرئاسية التي ستجرى يوم 18 افريل المقبل، حسبما جاء في بيان لرئاسة الجمهورية ، وأوضح ذات المصدر أن المرسوم ينص أيضا على مراجعة استثنائية للقوائم الانتخابية ستتم من يوم 23 جانفي إلى 06 فيفري 2019 . و قرأ العديد من المراقبين أن استدعاء الهيئة الانتخابية لرئاسيات 18 أفريل القادم بمثابة رد واضح وصريح من طرف رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، على مبادرات كل من عبد الرزاق مقري وعمار الغول، الأول الذي دعا لتأجيل الرئاسيات والثاني لعقد ندوة إجماع وطني برعاية الرئيس بوتفليقة،ليأتي الرد واضحا ومباشرا ومفحما للجميع، بأن الآجال الدستورية، واحترام الإرادة والسيادة الشعبية، خط أحمر، لا يمكن المساس به أو التراجع عنه. و بدا واضحا بحسب محللين سياسيين أن الأحزاب و الشخصيات التي دعت إلى تأجيل الرئاسيات و الدخول في مرحلة انتقالية أو الذهاب نحو ندوة وطنية و غيرها من المصطلحات ،لم تفهم رغم طول تجربتها في السياسة عقيدة الدولة الجزائرية وتمسكها بالمواعيد الدستورية التي لا يمكن المساس بها مهما حدث،خصوصا وأن الظروف والأوضاع التي تمر بها الجزائر لا تبرر أي تأجيل . وصنعت بعض من الشخصيات الحزبية، جدلا واسعا، بفرضية تأجيل الإنتخابات ، التي سبقتها دعوات ل تدخّل الجيش بغية حل الأزمة التي تعيشها الجزائر حاليًا ، كما تغنى بعض المنجمين بمعادلة حلّ البرلمان، الذي يليه منطقياً تأجيل الإستحقاق الرئاسي،كما حاول جزء آخر من المراقبين، تقديم قراءة أخرى، مفادها أنّ حمّى الرئاسيات غائبة، قبل أيام على موعد استدعاء الهيئة الناخبة، ما يُؤكّد حسبهم تأجيل موعد الرئاسيات، كلّ هذه الفرضيات والمعادلات و التنجيمات سقطت في الماء أمس، و فضحت أصحابها الذين اتضح أنهم محض مشوشين و مغردين خارج السرب و لا يملكون أي دراية بالتوجهات السياسية لدى السلطة . و فيما توارى رئيس حركة مجتمع السلم عن الأنظار، سارع رئيس تجمع أمل الجزائر، عمار غول، إلى تثمين استدعاء رئيس الجمهورية الهيئة الناخبة، وأكد في بيان له، أمس أن تاج سبق وأن أكد، بأن الإنتخابات الرئاسية سوف تكون في موعدها ، وجدد دعوة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، للاستمرار في قيادة البلاد من خلال التقدم والترشح في هذا الاستحقاق الرئاسي. كما أكد على أن دعمه ووفائه للرئيس دائم وثابت ومستمر . بدوره أعرب التحالف الوطني الجمهوري في بيان له أمس عن ارتياحه و ترحيبه بهذا القرار الذي يؤكد صواب و موضوعية مقاربة الحزب في تعامله مع ملف الرئاسيات المقبلة. كما ثمن الحزب الذي يرأسه الوزير الاسبق بلقاسم ساحلي حرص رئيس الجمهورية على تعزيز البناء المؤسساتي للدولة و تعميق المسار الديمقراطي.
