خرج الطلبة في مسيرات سلمية، مجددا، مواصلين بذلك حراكهم الطلابي في الذي بلغ محطته ال42، التي أتت قبل يومين من الاستحقاق الرئاسي، مطالبين كالعادة بتجسيد مطالب الحراك الشعبي، مشددين على ضرورة شفافية الانتخابات. وتجمع طلبة ومواطنون، كما جرت عليه العادة كل ثلاثاء بساحة الشهداء في مسيرتهم ال42 من حراكهم الطلابي، حيث جابوا محتلف المسالك الاعتيادية التي تعودوا عليها، مطالبين بضرورة التغيير الجذري ومواصلة محاربة الفساد والتأسيس لمرحلة جديدة عهدها الديمقراطية. وتزامن الحراك الطلابي في محطته الأخيرة قبل ساعات قليلة من الرئاسيات، مع النطق بالأحكام الفضائية في حق المتورطين قي قضايا الفساد والمتعلقة بملف تركيب السيارات والتمويل الخفي للحملة الانتخابية للرئيس السابق بوتفليقة، حث عبروا عن رضاهم حول الأحكام الأولية التي صدرت في حقهم، محيين بذلك دور العدالة في تجسيد مبدأ العدالة. وتأتي المسيرات الطلابية مع الساعات الأخيرة التي تفصل الجزائريين على الموعد الانتخابي، حيث ستكون الطبقة الناخبة على موعد مع الصندوق لاختيار رئيسهم بعد فترة الفراغ التي شهدها هذا المنصب بفعل الأحداث السياسية التي عاشتها البلاد منذ استقالة الرئيس السابق. ونادى الطلبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية عميقة تكون نتيجة حوار مع كل الأطراف الفاعلة في المجتمع، مؤكدين تمسكهم بضرورة القطيعة النهائية مع الممارسات القديمة للنظام السابق التي أضرت بالوطن والمواطن، كما أكد الطلبة أنهم ماضون في حراكهم حتى تحقيق مطالبهم. كما رفع المشاركون في هذه المسيرة، التي جابت أهم شوارع العاصمة، شعارات تدعو إلى الوحدة الوطنية ، دولة القانون . من جانب أخر، عاشت كل من ولاية تيزي وزو البويرة وبجاية نفس المسيرات، حيث جدد الطلبة الذين انضم إليهم عدد من الأساتذة والمواطنين مطلبهم الخاص بضرورة مواصلة تطهير البلاد من الفساد، كما حيوا دور العدالة في هذا الشق، خاصة بعد النطق بالأحكام القضائية في حق المتورطين في ملفات فساد. بالمقابل، يواصل رجال الأمن الوطني مرافقة الحراك الشعبي والطلابي بكل احترافية وجاهزية عالية دون تقاعس أو تخاذل، حرصا على تأمين حياة المتظاهرين من أي تجاوزات قد تحدث وسط المتظاهرين.