جدد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بيتر مورير، تمسك منظمته بمواجهة الانعكاسات الإنسانية للأزمة في ليبيا، منوها بمجهودات الجزائر في تسوية النزاع على أساس الحوار بين الليبيين. وفي ختام زيارة له، الجمعة الى ليبيا، صرح مورير يقول: جددت التزامنا بلعب دور وسيط حيادي بين القوات المسلحة من الطرفين، الجيش الليبي (حكومة الوفاق الوطني) والجيش الوطني الليبي لأجل مواجهة الانعكاسات الانسانية للوضع الراهن . ونوه مورير، في هذه المناسبة، بمجهودات الجزائر لأجل حل سلمي للأزمة الليبية و كذا بعملها على الصعيد الانساني ازاء الأهالي الليبيين. واسترسل رئيس ذات اللجنة الدولية يقول: تجب الاشادة بكل مجهود يرمي الى التخفيف من المعاناة المترتبة على هذه الأزمة. فعمل الدبلوماسية الجزائرية والمجهودات التي تباشرها لأجل تسوية للصراع قائمة على الحوار الشامل ، تعد مبادرة مهمة . وفي ابرازه لأهمية اعادة ارساء السلم والأمن في ليبيا، أشار مورير، بالخصوص في قوله: اليوم أنا قلق للغاية على أمن وسلامة المدنيين والذين توقفوا عن المشاركة في المعارك الدائرة. هدف زيارتي كان يكمن في تعزيز الحوار مع أطراف النزاع و الدعوة لاحترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني. هذا يعني السهر على أن يكون المدنيين بمنأى عن أثار العداءات الدائرة وأن لا يتم استهدافهم . وأشاد مسؤول اللجنة الدولية يقول الثقة التي أبداها الطرفان، ألا و هما (حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي) الى غاية الأن ازاء اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تبعث على الارتياح ونريد أن تدوم . وفي تذكيره بأن الحرب في ليبيا تعصف بالمدنيين على كل الجبهات ، أضاف السيد مورير يقول أنه يتم، تحت وطأة هاته الأوضاع، قصف الأحياء و تدمير مستشفياتهم والمدراس، في حين ينهار الاقتصاد من حول الأهالي في الوقت الذي يسود الخوف و القلق . واستطرد المسؤول نفسه ملخصا قوله يعصف العنف بليبي واحد من أصل أربعة. فمئات الألاف من الأشخاص أجبروا على هجر ديارهم. الأسر تتلقى صعوبات في سد الاحتياجات الأساسية على نحو متزايد. الخدمات العمومية والمنشآت تتدهور، أن لم يتم تدميرها. المنظومة الصحية الليبية وقعت فريسة لانهيار مستمر وقد تم إلحاق أضرار بعدد كبير من المستشفيات والعيادات خلال المعارك. وقف اطلاق النار الذي تم الامضاء عليه لم يتوصل الى فرض وجوده ، بالرغم من أن محادثات تستمر في جعله فعال . لا ينبغي، يواصل السيد مورير، النسيان أن ليبيا هي أحد الأبواب الرئيسية لدخول المهاجرين نحو أوروبا. فالمهاجرون و اللاجئون القادمون أساسا من افريقيا وأيضا من أسيا والشرق الأوسط، يمثلون حوالي 10 بالمائة من السكان الليبيين، لكن تعدادهم الفعلي قد يكون أكثر ارتفاعا، كون البعض منهم محتجز على أيدي المهربين و المتاجرين بهم، أو بمراكز احتجاز غير رسمية . تجنيب المدنيين ويلات الحرب وفي معرض تطرقه الى المباحثات التي أجراها في ليبيا، أشار مورير يقول: محادثاتنا مع السلطات الليبية ترمي الى تجنيب المدنيين ويلات العداءات الدائرة، هؤلاء المدنيين الذين هم مطية هذا النزاع الذي طال أمده . فعمليا، يواصل المسؤول نفسه شرحه، تحدثنا حول ضمان حماية المدنيين من خلال احترام المبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني خلال العمليات العسكرية . علاوة على حماية المنشآت القاعدية، مثل المستشفيات و المدارس و منشآت المياه و الكهرباء، تناولت المحادثات تحسين إمكانيات الاستفادة منها لفائدة الأشخاص النازحين و الأشخاص العالقين في جبهات القتال . وأضاف قائلا: من بين النقاط التي تناولناها أيضا، الوسائل الأنسب للاستجابة عل نحو عاجل و دائم للحاجات الإنسانية. فقد تم تركيز قسط كبير من محادثاتنا على تعزيز القدرات المؤسساتية وإعادة تأهيل المنشآت وإصلاحها . وفي معرض اشارته أنه في ليبيا، تنشط حاليا اللجنة الدولية للصليب الأحمر ،انطلاقا من طرابلس و مصراتة وبن غازي وكذا سبها، وهي تحصي 360 عاملا ،من بينهم أزيد من 60 عاملا دوليا ، يتمركزون الى حد كبير في ليبيا و البعض منهم في تونس، ذكر السيد مورير، في هذا المقام، بأنه يجب على كل الأطراف المتنازعة، احترام الطابع الإنساني لنشاطاتنا . وصرح مورير ،الذي أعرب عن استحسانه الكبير للثقة التي يشهدها طرفا الأزمة للجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الأشخاص الذين تحدث معهم يتابعون باهتمام محادثات السلام التي تعقد حاليا، ولو أدنى بصيص من الأمل في أن تجلب هدنة مستديمة . و خلص المسؤول الى القول تنسق اللجنة الدولية للصليب الأحمر،مثلما هو الحال في كل الدول التي تعمل فيها، نشاطها مع الأطراف الفاعلة مثل المنظمات الدولية أو المنظمات غير الحكومية. فالعمل يتم بطبيعة الحال بشكل وثيق أكثر مع جمعية الهلال الأحمر الليبي في ليبيا ومع الأعضاء الآخرين من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.