أحيا العالم أمس اليوم الدولي للسلام، في وقت لا تزال فيه العديد من شعوب العالم تتوق للسلام والحرية، وفي ظل تحديات غير مسبوقة تهدد الأمن والسلم الدوليين، من أبرزها تفشي فيروس كورونا المستجد. وتدعو الأممالمتحدة شعوب العالم، للاحتفال باليوم الدولي للسلام في تاريخ ال 21 سبتمبر من كل عام، بعد أن كرسته، يوما لتعزيز مثل السلام من خلال هدنة لمدة 24 ساعة يتم خلالها تجنب أعمال العنف وإطلاق النار. كما تدعو جميع الدول الأعضاء والمؤسسات التابعة لها والمنظمات الإقليمية وغير الحكومية والأفراد إلى الاحتفال باليوم الدولي للسلام بصورة مناسبة، عن طريق التعليم وتوعية الجمهور حول قضايا السلام، والتعاون مع الأممالمتحدة في تحقيق وقف إطلاق النار على النطاق العالمي، وتؤكد أن ثقافة السلام هي ثقافة الحوار والوقاية، حيث لم يبلغ دور الأممالمتحدة في هذا السياق، ما بلغه من الأهمية في الوقت الراهن. واختارت المنظمة شعار تشكيل السلام معا لهذا العام، من أجل تعزيز الحوار وجمع الأفكار، خاصة في ظل الأوضاع غير المسبوقة التي فرضها الوباء العالمي، والذي جعل العالم بحاجة للتكاتف والتآزر، أكثر من أي وقت مضى من أجل مواجهة عدو خفي، بات يهدد الصحة والأمن والسلام على حد سواء. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قد دعا في مارس الماضي، جميع الأطراف المتحاربة، إلى إلقاء أسلحتها، والتركيز على المعركة ضد هذا الوباء العالمي الذي لم يسبق له مثيل. وتشدد الأممالمتحدة ، على الحاجة أيضا إلى التضامن والتعاون عبر الحدود والقطاعات، ومشاركة كافة الأجيال لكسب هذه المعركة الجديدة ضد أسوأ أزمة للصحة العامة في العصر الحديث، وتدعو إلى توحيد الصفوف من أجل مواجهة محاولات استخدام الفيروس للترويج للتمييز أو الكراهية، والسعي معا لتشكيل السلام. +جهود إفريقية مكثفة لإحلال السلام في القارة وفي الوقت الذي تعمل فيه الأممالمتحدة على إرساء ثقافة السلام عبر العالم، تسعى الدول الإفريقية جاهدة هي الأخرى من أجل استعادة الأمن والاستقرار عبر إسكات صوت البنادق في القارة، التي باتت تضم أكبر عدد من بعثات حفظ السلام في العالم. ومع انقضاء سبع سنوات على إطلاق الاتحاد الإفريقي لمبادرة إسكات صوت البنادق عام 2013، لوقف العنف، ومع قرب انتهاء المهلة المحددة لتحقيق هذا الهدف عام 2020، لا تزال القارة الإفريقية تعاني من ويلات النزاعات، ولازالت هناك ضرورة ملحة لبذل المزيد من الجهود كي تعيش الأجيال الإفريقية المقبلة هذا الحلم واقعا على الأرض، ولو بعد حين، على حد تعبير المختصين. وتعد مشكلة انتشار السلاح من أكبر التحديات التي تواجهها دول إفريقيا، وهي تقف في وجه أي محاولات تنمية في القارة، ما جعل رؤساء هذه البلدان يجعلون من كبح جماح السلاح أولوية لهم، فأطلقوا مبادرة إسكات صوت الأسلحة باعتبارها مقدمة تمهيدية ضرورية لخطة التنمية الطموحة لعام 2063. ويرى المختصون، أن تجسيد هذه المبادرة صعب في الوقت الذي لا يزال في أيدي المدنيين - بمن فيهم المليشيات والجماعات المتمردة- 80 بالمائة من السلاح الصغير، وفقا لمسح الأسلحة الصغيرة لعام 2019 ودراسة الاتحاد الأفريقي: بوصلة الأسلحة. وخلال ترأسها مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي - وهو الجهاز المركزي للمنظمة الإفريقية المكلف بقضايا السلم والأمن في القارة الإفريقية - خلال شهر يونيو الماضي، التزمت الجزائر بأن يعمل المجلس تحت رئاستها على إدراج أنشطته بما يتماشى مع خارطة طريق الاتحاد الأفريقي من اجل إسكات صوت البنادق في إفريقيا. وإلى جانب النزاعات الداخلية التي تعيش على وقعها العديد من دول القارة السمراء، تبقى الأراضي الصحراوية المحتلة، من أهم بؤر التوتر التي تهدد الأمن والاستقرار، باعتبارها آخر مستعمرة في إفريقيا، يأبى المحتل المغربي، الانصياع لمبادئ القانون الدولي، والوفاء بالتزاماته، من خلال تمكين الشعب الصحراوي من حقه الشرعي في الاستفتاء وتقرير المصير. فالصحراء الغربية مدرجة منذ سنة 1966 ضمن قائمة الأقاليم غير المستقلة وبالتالي فهي معنية بتطبيق اللائحة رقم 1514 الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تنص على منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة وتعد آخر مستعمرة في إفريقيا احتلها المغرب منذ سنة 1975.