ميشيل بلاتيني أسطورة فرنسية لعبت مع العديد من الأندية منها آس نانسي لوراني و آس سانت إيتيني و جوفنتس ، كما لعب مع المنتخب الفرنسي لكرة القدم، حيث تألق في كأس الأمم الأوروبية عام 1984م، والتي استطاع من خلالها تحقيق رقماً قياسياً بإحراز 9 أهداف في بطولة واحدة من بطولات الأمم الأوروبية. بلغ عدد مباريات بلاتيني حوالي 72 مباراة سجل خلالها 41 هدف، وفي عام 1985م حصل على لقب الفارس ثم أطلق عليه لقب القائد عام 1988م، كما تم اختياره كأفضل لاعب أوروبي في الأعوام 1983 و1984 و1985م، وأفضل لاعب في العالم عامي 1984 و1985م من قبل مجلة الكرة العالمية. بالإضافة إلى العديد من الميداليات مع المنتخب الفرنسي حيث حصل علي ميدالية الجولة الأولي عن كأس العالم 1978م وميدالية المركز الرابع لكأس العالم 1982م، والمركز الأول عن بطولة أوروبا عام 1984م، وأيضاً المركز الثالث عن كأس العالم عام 1986م. وفي عام 1998م ترأس بلاتيني لجنة تنظيم كأس العالم التي أقيمت في وطنه فرنسا، ثم استمر في تطلعه وراء السلطات الإدارية للفيفا والاتحاد الأوروبي لكرة القدم حتى أصبح رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. ولم يسبق لميشيل بلاتيني أن فاز بكأس العالم الذي يعد التتويج الأسمى لكل لاعب كرة قدم وهو الإنجاز الوحيد الذي ينقص خزانة هذا النجم الموهوب. ورغم ذلك، يبقى بلاتيني أسطورة خالدة في عالم الساحرة المستديرة بفضل مهارته الهائلة وتقنيته العالية ورؤيته الثاقبة داخل الميدان ودقته المدهشة أمام المرمى وتلك بحق صفات اللاعبين الكبار. بالإضافة إلى ذلك، كان كابتن منتخب الديوك يجسد خليطاً متناغماً من الذكاء والأناقة على رقعة الميدان. ولعل ذلك بالضبط ما خلد اسم بلاتيني في الأذهان وعلى الجوائز المختلفة. وقد دافع ميشيل بلاتيني على ألوان نانسي لورين وسانت إيتيان ويوفنوتس على التوالي. وعادة ما يحكي النجم الفرنسي عن هذا المشوار قائلاً: أولاً، لعبت في أكبر ناد في لورين، وفي أكبر ناد في فرنسا وأخيراً في أفضل ناد في العالم . قيادة فرنسا نحو القمة خاض النجم الفرنسي تجربة المشاركة في نهائيات كأس العالم 1978 وسنه لم يتجاوز الثالثة والعشرين عاماً. وكانت تلك المغامرة بالنسبة له بمثابة مرحلة تعلم واكتساب التجربة بامتياز. ولم يكن لا هو ولا المنتخب الفرنسي، الذي غاب عن المراحل النهائية منذ 1966، يملك الإمكانات التي تؤهله لتجاوز الدور الأول. ثم إن القرعة لم تكن رحيمة حين وضعت منتخب الديوك في مجموعة تضم الأرجنتينوإيطاليا، أبرز المرشحين للظفر باللقب. ومع ذلك، استطاع بلاتيني أن يسجل أول هدف له في نهائيات كأس العالم في مرمى حارس الأرجنتين فيلول الذي توج مع منتخب بلاده بطلاً للعالم. وفي سنة 1981، وكما كان الحال قبل أربع سنوات أمام المنتخب البلغاري وأربع سنوات بعد ذلك أمام يوغوسلافيا، كان لبلاتيني الفضل الكبير في تأهل منتخبه إلى كأس العالم أسبانيا 1982. وبفضل ركلة حرة استقرت في مرمى المنتخب الهولندي في موقعة حاسمة بملعب حديقة الأمراء بباريس، تمكن رفاق بلاتيني من شق طريقهم إلى المرحلة النهائية. وشكلت إسبانيا الانطلاقة الفعلية لبلاتيني نحو العالمية حيث دخل تاريخ كأس العالم من بابه الواسع. فصاحب الرقم 10 في صفوف المنتخب الفرنسي الذي أعلن مسبقاً أنه يعتزم الالتحاق بصفوف يوفنتوس في الموسم الموالي، لعب موقعة نصف النهائي في إشبيلية ضد جمهورية ألمانيا الاتحادية، حيث كانت تلك مباراة تاريخية سجل فيها بلاتيني هدف التعادل من ضربة جزاء وأبان عن قدرته الكبيرة على قيادة وتنظيم الفريق. ولم يسبق لفرنسا أن ذرفت دموعاً في مباراة لكرة القدم كما فعلت عندما رأت كابتن الفريق يشد على يد باتريك باتيستون المصاب ورجال الإسعاف يحملونه خارج الملعب. وقال بلاتيني بعد ذلك: لقد وقعت فريسة أحاسيس كثيرة ومتضاربة تلك الليلة يمكن لأي إنسان أن يعيشها في حياته . بلاتوش بلغ بلاتيني أوج عطائه سنة 1984 عندما قاد منتخب بلاده للظفر بكأس الأمم الأوروبية لأول مرة في تاريخه. وسجل بلاتوش، كما يحلو للفرنسيين مناداته بكل حب واحترام، تسعة أهداف في خمس مباريات سجل منها هاتريك ضد بلغاريا وثلاثية أخرى ضد يوغسلافيا وهدفاً بالقدم اليمنى، وآخر باليسرى، بالإضافة إلى هدف من رأسية مركزة. ولم يفاجئ هذا الأداء أحداً في إيطاليا التي تعودت على انتصارات السيدة العجوز بقيادة النجم الفرنسي بلاتيني. ففي اليوفنتوس، حصد بلاتيني لقب الدوري الإيطالي مرتين وكأس إيطاليا مرة واحدة وكأس أوروبا للأندية الفائزة بالكأس وكأس السوبر الأوروبية وكأس أوروبا للأندية البطلة وكأس إنتركونتيننتال. والأبهى من ذلك أن النجم الفرنسي فاز بلقب أفضل هداف في البطولة الإيطالية وأحرز الكرة الذهبية لثلاث سنوات متتالية، وهذا إنجاز لم يحققه قبله أي لاعب آخر! وقال بلاتوش في نهاية مساره: لو أننا لعبنا كأس العالم كل عام في الفترة الممتدة بين 1982 و1986 لفازت فرنسا خلالها بلقبين أو ثلاثة . فمنتخب الديوك لم يكن موفقاً أيضاً في المرحلة النهائية لكأس العالم بالمكسيك 1986، ثالث نهائيات يبلغها هذا المنتخب على التوالي. فقد واجه الفرنسيون في نصف النهائي جمهورية ألمانيا الاتحادية مرة أخرى والتي كان لاعبوها يتمتعون بلياقة بدنية عالية وبواقعية أكثر في اللعب. ورغم ذلك، فإن أداء الرباعي السحري في خط الوسط الفرنسي - ألان جيريس وجون تيجانا ولويس فرنانديز بقيادة بلاتيني - ترك ذكرى طيبة في أذهان المتتبعين وعشاق كرة القدم الاستعراضية. ولعل مباراة ثمن النهائي أمام المنتخب الإيطالي التي خاضها بلاتيني بكثير من الانضباط وموقعة ربع النهائي ضد البرازيل في جوادالخارا والتي وصفها بيليه ب مباراة القرن كانت من أحسن اللقاءات التي بصمت سجل بلاتيني الذي تمكن من التسجيل في كلتا المباراتين. لكن مستوى بلاتيني لم يظل على حاله. أولاً لأسباب صحية، ذلك أن الالتهاب الذي أصاب كاحله لازمه لشهور طويلة. ثم إن حادثة هيسل تركت آثاراً عميقةً في نفسية بلاتيني الذي يؤمن أن كرة القدم مثل الحياة وأن عليها أن تعبر عن المتعة. فالفرحة لم تكتمل بعد نهاية المباراة التي كان يوفونتيس منتصراً فيها أمام ليفربول في نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة بفضل هدف بلاتيني الذي سجله من ركلة جزاء. وقال النجم الفرنسي بهذا الخصوص: لقد سلمونا الكأس في غرفة الملابس، لم تكن تلك رؤيتي لكرة القدم . أفراح وأتراح عندما اعتزل الملاعب بعد سنة 1987، تولى بلاتيني مقاليد المنتخب الفرنسي. واستعان بخدمات اللاعب ديدييه ديشون وفرض الثنائي كانتونا وبابان في خط الهجوم. وقد ظل سجل هذا الجيل خالياً من الهزيمة في فترة ما بين أفريل 1989 وفيفري 1992 كما فاز بجميع لقاءات تصفيات كأس الأمم الأوروبية. لكن مشوار المنتخب في نهائيات القارة العجوز التي احتضنتها السويد توقف في الدور الأول مما دفع بلاتيني إلى الاستقالة من منصبه كمدرب. إلا أن فرنسا، التي حظيت بشرف تنظيم كأس العالم فرنسا 1998 ، لم تتخل عن خدمات نجمها الذهبي لفترة طويلة. فقد اقترح صانع نجاح ملف ترشيح فرنسا، فرناند ساستر، على أفضل لاعب فرنسي على الإطلاق أن يترأس رفقته هذا الحدث. وقد تولى بلاتيني هذه المهمة وأداها على أحسن وجه، قبل أن يكون أول من يعلن تأييده لجوزيف بلاتير.