أشرفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، رفقة وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال، هدى إيمان فرعون، بمناسبة يوم العلم، على حفل تكريم التلاميذ الأوائل على المستوى الوطني الذين شاركوا في تصفيات الطبعة ال46 في المسابقة الدولية لفن التراسل للشباب، التي نظمها المكتب الدولي للاتحاد البريدي العالمي باللغتين الوطنيتين واللغتين الأجنبيتين. وأوضحت وزيرة التربية، خلال كلمة ألقتها بالمناسبة، أن ما يحدد طريقة التعلم لدى التلميذ هو نظام التقييم كون التلميذ يتأقلم معه، مضيفة أن نظام التقييم البيداغوجي المعمول به حاليا يستهدف كفاءة واحدة وهي الحفظ والاسترجاع، بينما يفترض تقييم كل كفاءات التلميذ من إنتاج فكري وتحليل وتلخيص وتعبير شفوي ومن المفروض أن تعطى للمتعلم فرصة تنمية قدراته الإنتاجية والإبداعية، مشيرة إلى إطلاق استشارة وطنية حول نظام التقييم البيداغوجي لهذه الأسباب بغرض تحسينه، مضيفة أن نتائج الاستشارة التي شارك فيها نسبة 90 بالمائة من أساتذة الطور الابتدائي الذين أجابوا على استبيان الوزارة فيما يتعلق بتقييم النظام البيداغوجي سيتم الإعلان عنها خلال الملتقى الوطني المقرر عقده بتاريخ 29 أفريل الجاري. وأضافت بن غبريط، أن كل الإجراءات التي تم اتخاذها في إطار إصلاح المنظومة التربوية الذي اقره رئيس الجمهورية يرمي إلى بناء مدرسة ذات جودة ومتفتحة ومفتوحة للجميع وحامية، كون التربية لا تحصن المتعلم ضد الجهل فقط وإنما ضد كل مظاهر عدم الأمن وسوء المعاملة، مشيرة إلى انه من واجب الجماعة التربوية خلق مناخ يحفز التلميذ على الدراسة وان تكون المدرسة المكان المميز لتزود بالعلم والأخلاق لتصبح المرجعية التي يؤسس عليها كل عمل داخل الحرم المدرسي. من جهتها، أكدت هدى فرعون، أن قطاع التربية والتعليم يعتبر من أولويات الدولة من خلال منح مجانية التعليم للجميع لبلوغ أعلى فرصة درجات التعليم والتكوين والكفاءة، وتطوير المنشات القاعدية وللتعليم والتكوين عبر التراب الوطني الذي يعتبر من المجالات المحورية في سياسات الاستثمار خلال العقدين الفارطين إصرار من رئيس الجمهورية على تامين ما يكفي من التأطير النوعي وضمان وفرة المعلمين وتكوينهم، إلى جانب إدراج تكنولوجيات الإعلام والاتصال في المنظومة التربوية سعيا لعصرنة قطاع التربية. وأشارت الوزيرة إلى التحدي القائم في التعجيل بتقليص الفجوات المعرفية، وفي هذا الصدد، تضيف فرعون، توكل مهمة المشاركة في صياغة المحتوى المتداول على الشبكة والتزام اليقظة بشأن تأمين المبادلات، وكذا الحرص على صدق المعلومات للشباب البارع في التكنولوجيات الجديدة، والحريص على مصالح البلاد والمنخرط في معركة البناء والتشييد. وذكرت ذات المسؤولة أن محور التحصيل العلمي والمعارف يساهم في الاستقرار الداخلي، والأمن الخارجي والتنمية والرخاء، مضيفة أن التقدم الاقتصادي يتأثر بالتعليم وجودته، وإنتاجية الفرد تتأثر بمقدار تعليمه ونوعيته وما يتوفر عليه من خبرات ومهارات، مؤكدة أن التقدم الفعلي يتحقق بالجمع بين التنمية الاقتصادية والسياسية والتطور العلمي والتكنولوجي. وأشارت وزيرة البريد وتكنولوجيات الاتصال، إلى المسابقة الدولية لفن التراسل الموجهة لتلاميذ من فئة 10 سنوات إلى 15 سنة، تحت شعار تصور أنك مستشار للامين العام الجديد لمنظمة الأممالمتحدة، ما هي القضية الدولية التي كنت ستساعدهم في حلها أولا؟ وما هي نصيحتك له في ذلك؟ . وفي هذا الإطار، وبغرض اختيار التلميذ الذي يمثل الجزائر في هذه المسابقة الدولية، كشفت الوزيرة عن تنظيم مسابقة وطنية لإفساح المجال أمام تلاميذ المدارس عبر ربوع الوطن ليتنافسوا ويفجّروا مواهبهم. وأكدت هدى فرعون، أن توعية الأجيال الصاعدة تكتسي أهمية كبرى، لتمكينهم من تحديد مواقعهم في زخم نقاش قضايا الساعة وإدراك كبريات تحديات الوقت الراهن وتكوين مواقفهم بالتفكير والتمعن، حتى لا يبقوا وعاء تحشوه جهات مغرضة بأفكار وتوجهات مسيّرة.