يواجه أعوان الغابات بولاية خنشلة صعوبات كبيرة في أداء المهام المسندة لهم و حماية الثروة الغابية التي تمتاز بها المنطقة الغنية بشجرة الأرز الأطلسي المحمية عالميا والمستهدفة من قبل عصابات التهريب والقطع غير الشرعي. شجرة الصنوبر تتعرض إلى أبشع عمليات القطع من قبل المهربين نظرا لاستعمالاتها المتعددة انطلاقا من بيعها للبنائين والمقاولين، حيث تستخدم كركائز ودعائم في البناءات و لها استعمالات أيضا في صناعة بعض الأواني المنزلية والفحم المستخدم من قبل أصحاب المطاعم والذي أصبح مطلوبا بكثرة. على مسافة تزيد عن 20 ألف هكتار يتولى فريق قوامه 22 عنصرا من أعوان الغابات وبوسائل بدائية قديمة بمقاطعة دائرة الحامة حراسة غابات أولاد يعقوب الغنية بشجرة الأرز والممتدة من غابات بني يملول شمالا إلى بني يعقوب ببلدية طامزة جنوبا، و ليس لديهم سوى العصي لمواجهة خطر العصابات المسلحة التي تقوم بالقطع غير الشرعي للأشجار وتهريبها على متن شاحنات إلى ولايات عديدة من الوطن، وهو ما يشكل عائقا كبيرا أمام أعوان الغابات في مواجهة هذه العصابات التي تستخدم في بعض الأحيان الأسلحة النارية من الصنف الخامس، حيث أشار أعوان أنهم و في الكثير من الحالات يتعرضون لإطلاق النار عليهم من قبل أفراد العصابات التي تتوغل فرارا في أعماق الغابات الكثيفة، و أحيانا تلجأ إلى ترك المركبات والحمولة وتتخذ وجهات متعددة عند تدعيم أعوان الغابات بعناصر من الدرك الوطني. وهو ما صعب في عمل الفرق التي ترى أنه من الصعب حماية المحيط الغابي في ظل تزود العصابات بمختلف الوسائل بينما حتى العصي لا تتوفر أحيانا بالنسبة لأعوان محافظة الغابات، الذين يعملون في ظروف صعبة وفق ما صرح به عدد منهم أثناء مرافقتهم في جانب من مهامهم بالمحيط الغابي لولاية خنشلة. محافظة الغابات ورغم المجهودات الكبيرة التي يقوم بها أعوانها تلجأ إلى طلب الدعم من المواطنين القاطنين بمحاذاة هذه الغابات للمحافظة عليها من التخريب والحرق العمدي، الذي يلجأ إليه بعض الأشخاص، فضلا على أنها تقوم بالإجراءات القانونية في تقديم كل المتورطين في تخريب الغابة إلى الجهات القضائية.
