يبدو أن تألق حسام عوار في مسابقة رابطة الأبطال الأوروبية هذا الموسم، وقيادته ناديه ليون الفرنسي للوصول إلى المربع الذهبي سيشعل الصراع بين الاتحاديتين الجزائرية والفرنسية، من أجل الظفر بخدمات هذا اللاعب الذي يتنبأ له الجميع بمستقبل كبير، في ظل المؤهلات البدنية والفنية التي يتمتع بها، إلى جانب صغر سنه، حيث لم يتعد بعد 22 ربيعا. ويرشح الجميع الموهبة عوار ليكون في قادم السنوات أحد أفضل لاعبي وسط الميدان في العالم، وهو ما أثبته في لقاء أمس الأول أمام نادي مانشستر سيتي الانجليزي برسم الدور ربع النهائي للمسابقة الأعرق في القارة العجوز، حيث عبث خريج مدرسة ليون برفاق النجم دي بروين، وساهم بقسط وافر في المفاجأة المدوية التي شهدها ملعب جوزي ألفاراد بالعاصمة البرتغالية لشبونة. وعاد الحديث بقوة ليلة أمس الأول عن المستقبل الدولي للاعب عوار، حيث أعربت الجماهير الجزائرية التي تابعت تلك القمة عن أملها في رؤية عوار بقميص الخضر، خاصة وأنها تحلم بأن يشكل رفقة إسماعيل بن ناصر ثنائيا من ذهب في وسط الميدان خلال السنوات المقبلة، فيما باشرت الصحافة الفرنسية ممارساتها المعتادة من خلال الضغط على عوار ورئيس ليون من أجل دفع عوار لاختيار فرنسا والسير على خطى نبيل فقير، ولو أن بعض المصادر المقربة من عائلة عوار كانت ولا تزال تؤكد بأن حسام حسم موقفه الدولي منذ فترة طويلة، أين قرر الدفاع عن ألوان منتخب أجداده، غير أنه أخر الكشف عن ذلك إلى غاية مغادرته الدوري الفرنسي. قُرب عوار من الخضر أكدته مصادر أخرى، على غرار صفحة المواهب الجزائرية التي تمتلك علاقات وطيدة مع عديد اللاعبين من مزدوجي الجنسية، أين أشارت في آخر منشوراتها بأن عوار سيكون ضمن كتيبة الناخب الوطني جمال بلماضي، إذ ينتظر صاحب 22 ربيعا التخلص من الضغوط التي قد تمارس عليه في نادي ليون، من أجل الإعلان عن مستقبله الدولي. وتفادى حسام في الكثير من المناسبات الرد على أسئلة في هذا الشأن، حيث كان يؤكد في كل مرة بأن الحديث عن مستقبله الدولي مؤجل إلى موعد لاحق، في انتظار أن يتعرف الجميع على الوجهة الدولية للاعب في الأشهر القليلة القادمة. الجماهير الجزائرية تحلم برؤيته إلى جانب بن ناصر وكانت الجماهير الجزائرية قد تفاعلت مع المردود الرائع لعوار، حيث علقت بقوة على صورة نشرها بحسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي (أنستغرام) ليلة أمس احتفاءا بالتأهل، وكانت التعليقات في اتجاه واحد وهو الترحيب بحسام مع الخضر، خاصة وأن تفاؤلها بانضمامه إلى كتيبة بلماضي قد ازداد بعد الأخبار التي كشفت عنها صفحة المواهب الجزائرية المعروفة بمصداقيتها في الأخبار التي تخص مزدوجي الجنسية. ويبقى الملفت للانتباه أن منشور عوار حظي أيضا بتفاعل من بعض لاعبي المنتخب الوطني، وفي مقدمتهم لاعب ميلان الإيطالي إسماعيل بن ناصر الذي داس على زر الإعجاب رفقة كل من الدوليين السابقين إدريس سعدي ومدحي لحسن، ما يؤكد بأن الجميع متابع باهتمام مردود عوار مع ليون، ويتمنون رؤيته بقميص المنتخب الوطني، في ظل إدراكهم بمؤهلاته ومقدرته على جلب الإضافة. يأتي هذا في الوقت الذي ترى الجماهير الجزائرية بأن أزمة كورونا قد تقود عوار نحو الخضر، على اعتبار أنه تفادي تلقي دعوات من المنتخب الفرنسي في الفترة الماضية بعد تعليق كافة النشاطات والمنافسات الرياضية، وسيكون عوار في أريحية خلال شهر سبتمبر من أجل اتخاذ القرار الأنسب بخصوص وجهته الدولية، خاصة وأنه من المقرر أن يغادر الدوري الفرنسي اتجاه إيطاليا أو انجلترا، في ظل العروض التي يمتلكها من ناديي جوفنتوس ومانشستر سيتي على التوالي، وتلقى عوار دعوة الناخب الفرنسي ديديي ديشان شهر جانفي الماضي، غير أنه اعتذر، في ظل معاناته من الإصابة، ولو أن بعض المصادر المقربة من اللاعب أكدت حينها بأن حسام تحجج فقط بمعاناته من الآلام لتفادي تلبية دعوة ديشان الذي اضطر في آخر المطاف لتعويض النجم بوغبا بلاعب أرسنال قندوزي ذو الأصول المغربية. تصدر واجهات كبرى الصحف ودي بروين أطنب في الثناء عليه وحظي عوار بعد ليلة الأبطال بإشادة عالمية، أين أثنت عليه الصحافة الفرنسية والانجليزية بإسهاب، ومنحته تنقيطا عاليا 9/10، كما تصدر واجهات كبرى الصحف في فرنسا، وهو ما اعتبره بعض المختصون بمثابة عامل محفز لاختيار فرنسا على حساب الخضر، على اعتبار أن الأهداف الرياضية للاعب قد ازدادت مقارنة بما كان عليه الحال سابقا، ولو أن هناك من قالها وأعادها بأنه لا خوف من تضييع موهبة بحجم عوار الذي حسم موقفه قبل عدة أشهر، بفضل عائلته ونجم الريال كريم بن زيمة الذي يعد صديقا مقربا لحسام وقد حذره من اختيار فرنسا في عدة مناسبات. علما وأن نجم المان سيتي جدي بروين أطنب في الثناء على عوار وقال في تصريحات صحفية بعد نهاية اللقاء بأنه تفاجأ بموهبة حسام، وأردف قائلا: « لست متابعا للدوري الفرنسي، ولكن اليوم اكتشفت لاعبا رائعا في وسط الميدان وهو حسام عوار الذي صنع الفارق بفردياته وكان وراء تأهل ناديه ليون للدور نصف النهائي».
