احتياطات الجزائر من الغاز الصخري لا تقل أهمية عما هو موجود في الولاياتالمتحدة أكد وزير الطاقة و المناجم يوسف يوسفي أن احتياطات الجزائر من الغاز الصخري كبيرة و هامة،و هي لا تقل إن لم تكن أهم مما هو موجود في الولاياتالمتحدة، مضيفا أن الدراسات متواصلة لتحديد بدقة هذه الاحتياطات و أن التجارب الأولية ستكون قبل نهاية السنة الجارية ببعض الأحواض المنتشرة في منطقة عين صالح و التي من بينها حوضا لحنات و تيديكيلت و التي ستكون نموذجية قبل تعميم التجربة على باقي مناطق الوطن . قال وزير الطاقة و المناجم يوسف يوسفي في كلمته التي ألقاها خلال افتتاحه أمس لأشغال الجمعية الجزائرية للصناعة الغازية بقصر المؤتمرات بوهران حول الغازات الصخرية و التي شارك فيها 300 إطار و مختص و باحث من عدة دول خاصة أمريكا ،أن الغاز الطبيعي سيبقى الخيار الأول في الجزائر خلال القرن ال 21 ،حيث ستواصل الجزائر جهودها من أجل تحسين تقنيات الإنتاج و الاسترجاع، و كذا ربط مناطق الإنتاج بمناطق الاستهلاك في إطار سياسة الدولة لربط أكبر عدد من السكان بالغاز الطبيعي، مع الاستمرار في تطوير تقنيات تمييع الغاز و شبكات نقله . من جهة أخرى طرح الخبراء و الباحثين انشغالات حول المخاطر البيئية المتوقعة عند بداية استغلال الغازات الصخرية، كون التجارب الأوروبية أثبتث أن الانشقاق الهيدروليكي لطبقات الأرض يتسبب في تلوث المياه الموجهة للاستهلاك، و يؤثر سلبا على المياه الجوفية و حتى على المكونات الطبيعية المحيطة بالأحواض المستغلة مما أدى بفرنسا و كندا مثلا لتوقيف المشاريع و إلغائها، بينما لا زالت الغازات الصخرية في أمريكا تشكل 50 بالمائة من الطاقة الغازية المستهلكة بعد تجربة 10 سنوات و هي الدولة الرائدة في هذا المجال . و حول هذا الموضوع، أوضح السيد عطار عبد المجيد نائب رئيس الجمعية الجزائرية للصناعة الغازية التي يرأسها الرئيس المدير العام لسوناطراك محمد زرقين الذي لم يحضر الأشغال أمس، أنه من غير ممكن للجزائر أن تبقى بعيدة عن الأحداث و التطور التكنولوجي و أن تجربة الغاز الصخري هي في مرحلة الدراسة و ستبدأ مرحلة الاستغلال التجريبي في بعض الأحواض حتى "نتمكن من التعرف أكثر على المخاطر الناجمة عن الانشقاق الهيديروليكي ". و هون السيد عطار من التخوفات حول هذا الانشقاق و قال أن التكنولوجيا الحديثة من شأنها ضمان التحكم الجيد في هذه الآثار الجانبية المحتملة، و أن الانشقاق موجود منذ عشرات السنين في تجارب الغاز التقليدي و النفط و لا داعي لإثارة التخوفات بالنسبة للغاز الصخري، خاصة و أن القوانين المتعلقة بحماية البيئة و طرق الاستغلال موجودة أيضا و تحدد مجالات التدخل. و أعلن السيد توامي محي الدين و هو مدير تقني بسوناطراك، أن الشراكة في إنجاز هذا المشروع منحصرة حاليا على شركة "إيني" الإيطالية و يمكن توسيعها بعد انتهاء الدراسات و التجارب الأولية، مشيرا إلى أن هذه الدراسات تكفلت بها سوناطراك في بعض الجوانب التي تعتبرها إستراتيجية بالنسبة لها بينما شاركت مكاتب دراسات أجنبية في جوانب أخرى من هذه الدراسات التي ستسمح بإنشاء بنك معلومات يتم على ضوء معطياته التعامل مع هذه المشاريع .و أضاف ذات المسؤول أن "استغلال الغاز الصخري سيكون بعد أكثر من 20 سنة و ليس غدا. و في ذات الإطار أوضح أن التكلفة المرتفعة التي تعتبر عائقا اليوم سواء للاستغلال ستنخفض بعد 20 سنة ، و من ثمة يجب أن يكون لدينا رؤى مستقبلية و كل مرحلة نعطيها الأهمية الخاصة بها بالتوازي مع المراحل الأخرى ،و تقدير الأغلفة المالية سابق لأوانه في ظل عدم اكتمال الدراسات و تجميع كل المعطيات".