المغرب : استقالات جماعية وسط عمال ميناء طنجة رفضا لنقل معدات حربية للكيان الصهيوني    وزير الاتصال يشرف السبت المقبل بورقلة على اللقاء الجهوي الثالث للصحفيين والإعلاميين    المغرب: حقوقيون يعربون عن قلقهم البالغ إزاء تدهور الأوضاع في البلاد    كأس الجزائر لكرة السلة 2025: نادي سطاوالي يفوز على شباب الدار البيضاء (83-60) ويبلغ ربع النهائي    الرابطة الاولى موبيليس: الكشف عن مواعيد الجولات الثلاث المقبلة وكذلك اللقاءات المتأخرة    رئيس الجمهورية يلتقي بممثلي المجتمع المدني لولاية بشار    اليوم العالمي للملكية الفكرية: التأكيد على مواصلة تطوير المنظومة التشريعية والتنظيمية لتشجيع الابداع والابتكار    معسكر : إبراز أهمية الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة في الحفاظ على التراث الثقافي وتثمينه    ندوة تاريخية مخلدة للذكرى ال70 لمشاركة وفد جبهة التحرير الوطني في مؤتمر "باندونغ"    غزّة تغرق في الدماء    صندوق النقد يخفض توقعاته    شايب يترأس الوفد الجزائري    250 شركة أوروبية مهتمة بالاستثمار في الجزائر    الصناعة العسكرية.. آفاق واعدة    توقيف 38 تاجر مخدرات خلال أسبوع    عُنف الكرة على طاولة الحكومة    وزير الثقافة يُعزّي أسرة بادي لالة    بلمهدي يحثّ على التجنّد    تيميمون : لقاء تفاعلي بين الفائزين في برنامج ''جيل سياحة''    معالجة النفايات: توقيع اتفاقية شراكة بين الوكالة الوطنية للنفايات و شركة "سيال"    البليدة: تنظيم الطبعة الرابعة لجولة الأطلس البليدي الراجلة الخميس القادم    صحة : الجزائر لديها كل الإمكانيات لضمان التكفل الجيد بالمصابين بالحروق    السيد عطاف يستقبل بهلسنكي من قبل الرئيس الفنلندي    مالية: تعميم رقمنة قطاع الضرائب في غضون سنتين    تصفيات كأس العالم لإناث أقل من 17 سنة: المنتخب الوطني يواصل التحضير لمباراة نيجيريا غدا الجمعة    معرض أوساكا 2025 : تخصيص مسار بالجناح الوطني لإبراز التراث المادي واللامادي للجزائر    الجزائر تجدد التزامها الثابت بدعم حقوق الشعب الفلسطيني    وفاة المجاهد عضو جيش التحرير الوطني خماياس أمة    أمطار رعدية ورياح على العديد من ولايات الوطن    المسيلة : حجز أزيد من 17 ألف قرص من المؤثرات العقلية    اختتام الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية    تعليمات لإنجاح العملية وضمان المراقبة الصحية    3آلاف مليار لتهيئة وادي الرغاية    مناقشة تشغيل مصنع إنتاج السيارات    23 قتيلا في قصف لقوات "الدعم السريع" بالفاشر    جهود مستعجلة لإنقاذ خط "ترامواي" قسنطينة    145 مؤسسة فندقية تدخل الخدمة في 2025    إشراك المرأة أكثر في الدفاع عن المواقف المبدئية للجزائر    محرز يواصل التألق مع الأهلي ويؤكد جاهزيته لودية السويد    بن زية قد يبقى مع كاراباخ الأذربيجاني لهذا السبب    بيتكوفيتش فاجأني وأريد إثبات نفسي في المنتخب    حج 2025: برمجة فتح الرحلات عبر "البوابة الجزائرية للحج" وتطبيق "ركب الحجيج"    "شباب موسكو" يحتفلون بموسيقاهم في عرض مبهر بأوبرا الجزائر    الكسكسي الجزائري.. ثراء أبهر لجان التحكيم    تجارب محترفة في خدمة المواهب الشابة    حياة النشطاء مهدّدة والاحتلال المغربي يصعّد من القمع    تقاطع المسارات الفكرية بجامعة "جيلالي اليابس"    البطولة السعودية : محرز يتوج بجائزة أفضل هدف في الأسبوع    هدّاف بالفطرة..أمين شياخة يخطف الأنظار ويريح بيتكوفيتش    رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية    عصاد: الكتابة والنشر ركيزتان أساسيتان في ترقية اللغة الأمازيغية    تحدي "البراسيتامول" خطر قاتل    صناعة صيدلانية: رقمنة القطاع ستضمن وفرة الأدوية و ضبط تسويقها    هذه مقاصد سورة النازعات ..    هذه وصايا النبي الكريم للمرأة المسلمة..    ما هو العذاب الهون؟    كفارة الغيبة    بالصبر يُزهر النصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نساء و أطفال من بين الضحايا
نشر في النصر يوم 11 - 02 - 2014

مقتل 77 شخصا في تحطم طائرة عسكرية بجبل فرطاس قرب عين مليلة
تحطمت ظهر أمس طائرة نقل عسكرية من طراز هيركيل سي 130 على قمة جبل فرطاس القريب من قرية بيرعقلة ببلدية أولاد قاسم دائرة عين مليلة في ولاية أم البواقي. و خلف الحادث 77 قتيلا هم كل ركاب الطائرة الذين نجا منهم واحد فقط و طاقمها المتكون من أربعة أفراد، و من المرجح أن تكون رداءة الأحوال الجوية، التي وصفها بيان لوزارة الدفاع الوطني بالصعبة جدا و البرق و تساقط الثلوج في المنطقة وراء الحادث، و قال البيان أنه تم تشكيل لجنة تحقيق و ايفادها إلى المنطقة قصد تحديد الأسباب التي كانت وراء هذا السقوط، معلنا عن تنقل الفريق نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي لمعاينة الحادث.
روبورتاج: عمر شابي
الطائرة أقلعت من تمنراست و توقفت بورقلة قبل أن تواصل رحلتها نحو قسنطينة، و كان على متنها 74 راكبا من جنود و ضباط الجيش الوطني الشعبي و بعض أفراد عائلاتهم، و ذكر مصدر من الحماية المدنية أن عدد الضحايا الذين تم العثور عليهم بلغ حتى مساء أمس 77 شخصا من بينهم نساء و أطفال، و قد نجا راكب واحد من بين الذين كانوا على متن الطائرة تم نقله الى المستشفى العسكري بن بعطوش بقسنطينة، و لم يتأكد العدد النهائي لركاب الطائرة بعد لكون بعض المسجلين على رحلتها قد نزلوا بمطار ورقلة، كما صعد آخرون على متنها في منتصف طريق رحلتها.
مصالح الجيش الوطني الشعبي بإقليم الناحية العسكرية الخامسة شرعت في عمليات البحث و الانقاذ، مدعومة بعناصر كبيرة من قوات الدرك الوطني و الحماية المدنية، لكن الوصول إلى مكان الحادث لم يكن سهلا و هو ما أعاق عمليات الإنقاذ و إجلاء الجثث التي تم تكديسها على قمة جبل فرطاس، التي غطتها الثلوج، بينما تناثرت أجزاء من الطائرة المتحطمة على مساحة تقارب الهكتار و من حين لآخر يقوم رجال الحماية المدنية بإنتشال جثة من تحت ركام الطائرة، بينما كان الدركيون يطاردون العشرات من السكان قدموا من عين مليلة و أولاد قاسم و قسنطينة للمساعدة في عمليات الانقاذ، أو للإطلاع فضولا.
الطريق بين عين مليلة و أولاد قاسم صارت زوال أمس صفا متراصا من السيارات و العربات و تشق سيارات الإسعاف بصعوبة طريقها نحو بير عقلة أين أقيم مركز متقدم للإسعاف من طرف الجيش الوطني الشعبي، و بصعوبة كبيرة و بفضل الالتصاق بسيارة إسعاف اجتهد الدركيون في شق طريق لها تمكنا من العبور وسط بلدة أولاد قاسم الصغيرة، لنجد أمامنا بعدها صفا آخر من السيارات تجتاز طريقا مهترئا في الاتجاهين و قد زادت الأمطار و الثلوج من سوء حالة الطريق، و أجبرنا في نهايته قرب بير عقلة على مواصلة المسير على الأقدام لمسافة تزيد عن الثلاثة كيلومترات وسط أشجار غابية كثيفة و منحدرات سحيقة تغطيها الثلوج و نباتات الديس و كان اجتيازها قد أثنى الكثيرين عن مواصلة الصعود إلى قمة جبل فرطاس الذي يعني الأصلع.
مشهد مأساوي لطائرة هيركيل تحيط بها الجثث فوق الجبل
عند سفح الجبل كانت بعض سيارات الإسعاف و سيارات الدرك قد سارت مسافة غير يسيرة وسط حقول بدا زرعها يخرج من التراب و هناك وجدنا ملازما أول حاول أن يثنينا عن مهمتنا و قال ان الطريق بعيد و صعب و لا يمكن الوصول إليه، مشيرا أن كل المعلومات التي ستقدم للصحافة سوف تصدر من قيادة الناحية العسكرية الخامسة بقسنطينة.
في تلك الأثناء كان البعض من الشبان يغامرون بالتوغل في الجبل و أشار لنا دركي أن الطريق الموصل إلى مكان الحادث يمر عبر الوادي السحيق بين المرتفعات الشاهقة التي يتجاوز علو قمتها الألف متر، و هناك سقطت الطائرة التي كانت تسير من الجنوب نحو الشمال و قد ارتطمت بقمة الجبل، بعد فقدان الاتصال بها في حدود الساعة الحادية عشر و 37 دقيقة لحظة دخولها عين مليلة.
كان الضباب يغطي قمة الجبل و سار باتجاهنا ملتحيان يحملان سرير انقاذ، قال أحدهما أنه جاء بحثا عن الأجر و الثواب و ليساعد في عملية الإنقاذ، تتبعناهما وسط الأحراش و سقط أحد الملتحيين مرارا في الطريق، و جدنا شابا من أهل المنطقة قال أنه يعرف بالضبط مكان سقوط الطائرة و تبعناه قبل أن نفقد أثره وسط الغابة لنجده بعد برهة و نتعرف عليه من القشابية التي كان يرتديها، صار دليلنا لبرهة، ثم التحق بنا آخرون أو التحقنا بهم، فالسير في الجبل في يوم عاصف و الثلج يغطي المكان يجعلك تفقد الاتجاهات و لا تدري إلى أي ناحية تتجه، و أشار عدد من العائدين نزولا أنه لا يمكننا الوصول إلى الطائرة المحطمة، بينما قال آخرون أنهم وصلوا و شاهدوها وراء قمة الجبل و قد منعهم عناصر الدرك من أخذ الصور لمكان الحادث من خلال الهواتف النقالة. تشجعنا بقول شبان أن المكان قريب و أن ما بقي من الطريق أقل مما قطعناه، فواصلنا السير.
بعد تسلق عدد من الصخور و بفضل مساعدات الأشخاص المرافقين و بواسطة الحبال ظهرت مؤخرة طائرة "الهيركيل سي 130" المحطمة و بدت كأنها تعانق قمة جبل فرطاس التي كانت مغطاة بالثلوج و قد توسدته بينما لا يزال الدخان منبعثا من بعض النقاط و أحيط مكان الحادث بشريط بلاستيكي أصفر عليه عبارة الدرك الوطني يمنع الدخول إليه، كانت مؤخرة الطائرة تحمل عبارات "7 تي دوبل في أش أم" و الرقم 4919 بينما تحطمت بقيتها كلية و بقي العلم الجزائري في دائرة مرسوما على الجانب الأيمن من الطائرة يشير انها طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية الجزائرية، من حين لآخر كانت تنبعث أصوات ارتطام حادة كلما قام عناصر فرق البحث و الإنقاذ بتقليب جزء من الهيكل المعدني للطائرة بحثا عن الضحايا، و قد تحلق عناصر فرق الانقاذ و الفضوليين حول مواقد للنار اشعلوها في نباتات يابسة و في حزم نبات الديس، هم يترقبون صدور الأوامر بالبدء في نقل الجثث التي تفحم بعضها و صفت في مكان تحطم مقدمة الطائرة التي لا يكاد جناحاها القويان يتميزان من بين الركام و الرماد و كانت "توربينة" كبيرة قد انفصلت عن بقية أجزاء الطائرة و سقطت بالقرب من خط حاجز الدرك البلاستيكي.
مالت الشمس نحو المغيب و علمنا ان طريق نزول الجبل شاق كصعوده أو أكثر فشرعنا في مغادرة المكان نبحث عن موقع قدم آمن لأرجلنا و رافقنا شابان تعرض أحدهما للسقوط ثلاث مرات بينما كانت أقدامنا تزل كلما وجدت تحتها نبتة مبللة أو صخرة تغطيها التربة اللزجة و تمسكنا بالنباتات التي منعت تدحرجنا القاسي و بعد مسيرة ساعتين عدنا إلى سفح جبل فرطاس.
تواصلت عمليات البحث، عن الضحايا الى غاية حلول الظلام و منعت السلطات العسكرية كل شخص من الوصول إلى مكان الحادث و من مركز بيرعقلة المتقدم حيث تتواجد عشرات سيارات الإسعاف تم توجيه العشرات من رجال الدرك و الحماية المدنية نحو قمة جبل فرطاس مع غروب الشمس تحسبا للقيام بعملية نقل الجثث لمسافة تزيد عن الكيلومترين حملا على الأكتاف و البلوغ بها الى مكان تسمح فيه الظروف الطبيعية و المناخية و التضاريس باستخدام سيارات الإسعاف. في مركز بير عقلة وجدنا الملازم الأول الذي حاول منعنا في البداية من الوصول إلى مكان سقوط الطائرة و كنا بصدد البحث عن مقهى للتقليل من شدة التعب و الإنهاك الذي نال منا، بينما كان الضباط من القادة العسكريين و السلطات المدنية يترقبون وصول نائب وزير الدفاع الوطني الفريق أحمد قايد صالح إلى مكان الحادث وفق ما تم الاعلان عنه، و كانت طائرات هيليكوبتر عسكرية تطوف بالمكان دون توقف و كادت إحداها أن تحط في مكان قريب من خزان ماء ببير عقلة، لكنها عاودت الصعود في الجو مشعلة أضواء حمراء.
عملية انتشال الجثث استمرت إلى وقت متأخر
مشاهد مرعبة على سفح جبل فرطاس و هبّة تضامنية كان الموت أسرع منها
تحول جبل فرطاس الذي شهد حادثة سقوط الطائرة المأساوية إلى محج لمواطنين يعرضون المساعدة إلى جانب عناصر الجيش والدرك والحماية المدنية. وكان الجميع يأمل في إنقاذ أرواح كان الموت أسرع إلى قطفها. وقد وقفت النصر على مشاهد تقشعر لها الأبدان لجثث متفحمة، في اجواء حزينة اجمل فيها الهبة التضامنية للمواطنين منهم طبيبة جراحة غامرت وصعدت المسالك الوعرة دون ان يدعوها احد إلى ذلك. كل ذلك رغم الطوق الامني الذي ضرب حول المنطقة.
واستنجدت الحماية المدنية لولاية ام البواقي بوحدات من سبع ولايات شرقية انتشرت في محيط الحادث منذ منتصف نهار أمس أين أقامت ذات الوحدات مركزا عمليا للقيادة يبعد بنحو 1 كلم عن مكان تحطم الطائرة وبالتحديد على مستوى دوار بئر عقلة، كل الوحدات المتدخلة أزيد من 50 سيارة إسعاف ونحو 30 عربة متنقلة وساهمت بشكل كبير في البحث عن أشلاء الضحايا التي تناثرت فوق مرتفعات جبل فرطاس .
وتدخل أعوان الشرطة العلمية التابعين للقيادة الجهوية للدرك الوطني أين باشروا تحقيقات مكثفة بغية الوصول إلى أسباب وملابسات تحطم الطائرة، وفرضوا بذلك طوقا أمنيا في محيط الحادث ومنعوا كل المواطنين الذين تنقلوا بكثافة من التقرب من محيط الحطام الذي تناثر في أمكان متفرقة من قمة جبل فرطاس، الشرطة العملية وبحسب ما وقفنا عليه رفعت عينات من الجثث التي تفحمت والتي لم يحدد بعد عددها كما رفعت عينات من حطام الطائرة في أكياس بلاستيكية وحولت بعدها للمخبر العلمي المتخصص، كما حل فريق من الخبراء الأمنيين الذي باشر عمله بالزي المدني والتقط صورا للطائرة المحطمة ودقق في طبيعة الإصابات التي تعرض لها الجنود، وكشفت مصادر النصر الأمنية بأن وزارة الدفاع أمرت بفتح تحقيق موسع في الحادثة وأسبابها التي لم تتضح بعد وتم ربطها بطبيعة الأجواء المناخية التي غطت المرتفع العالي والذي يكون سببا في تحطم الطائرة.
اصطدام عنيف يشطر الطائرة إلى نصفين وألسنة اللهب تأتي على جثث للضحايا
ما وقفنا عليه ميدانيا بعد وصولنا لمكان تحطم الطائرة ذات 120 مقعد كان عنيفا وذلك ما يترجمه مشهد حطام الطائرة التي انشطرت إلى نصفين في الوقت الذي تناثرت فيه أجزاء المروحية الأمامية في أمكان متفرقة، وإن كان الجانب الخلفي للطائرة بقي سليما غير أن قوة الصدمة تسببت في احتراق أجزاء من الهيكل المحطم وهو ما كان سببا في انتقال ألسنة اللهب لجثث الضحايا التي تناثرت هي الأخرى في أماكن غير متباعدة بمكان وقوع الحادث، والملاحظ كذلك هو أن الكثير من الضحايا الذين قضوا في الحادث يرتدون الزي العسكري وهو ما أرجعته مصادر النصر إلى أنهم كانوا في تربص بتمنراست ليتم بعدها نقلهم في محطة أولى باتجاه ورقلة ومن بعدها المحطة التي لم يكتب لها الوصول إلى قسنطينة وكشفت ذات المصادر بأن الطائرة كانت ستقلع بعد قسنطينة باتجاه مطار بوفاريك بالبليدة.
الثلوج والفضوليون يعرقلون عملية الإنقاذ ومواطنون ينقلون جثث الضحايا
و تسبب عشرات الفضوليين من سكان ولاية أم البواقي والولايات المجاورة لها إضافة إلى كميات الثلوج المتساقطة على مرتفعات جبل فرطاس بأولاد قاسم في عرقلة عملية الإنقاذ وإخراج الجثث من بين حطام الطائرة، وخلفت المركبات التي تحمل لوحات ترقيم لولايات متفرقة طوابير طويلة على طول الطريق المؤدي لأولاد قاسم ودوار بئر عقلة ووجد عناصر الدرك صعوبة كبيرة في تنظيم حركة المركبات وتخفيف الازدحام الحاصل، ووجدت معهم سيارات الإسعاف صعوبة كبرى في اختراق طوابير مركبات الفضوليين باتجاه مكان الحادث، الذي عرف إقبالا كبيرا للمواطنين من مختلف الأعمار والذين حاول الكثير منهم التقاط صور للمشاهد المأساوية ، وتسببت الثلوج والمرتفعات الوعرة في غياب المسالك في تعطيل عملية إخراج الجثث من ساعة تحطم الطائرة في حدود الحادية عشرة صباحا حتى الثامنة ونصف ليلا.
مروحيات لتحويل جثث القتلى ناحية المستشفى العسكري بقسنطينة
تشير معطيات رسمية كشفت عنها قيادة المركز العملي للحماية المدنية الذي نصب غير بعيد عن الحادث بأن الحصيلة النهائية وصلت إلى 75 قتيل لجنود من أعمار ورتب مختلفة بينهم 3 أفراد يرجح أنهم من عائلة واحدة لقائد الأركان بالناحية العسكرية السادسة الجنرال "صواب مفتاح" هذا في الوقت الذي نجا فيه شخص وهو جندي أصيب بجروح متفاوتة الخطورة ونقل للمستشفى العسكري بقسنطينة، وكشفت مصادر متطابقة أن قائد الرحلة هو الطيار "بن بوزيد علي باي" في العقد الرابع من العمر وهو المنحدر من عين البيضاء بأم البواقي والقاطن بعنابة، الناحية العسكرية الخامسة سارعت هي الأخرى إلى تسخير عديد المروحيات لنقل جثث الضحايا باتجاه مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى العسكري.
مسؤولون وقيادات بارزة في مسرح الحادث
وقد توافد عدد كبير من المسؤولين والقيادات العسكرية من مختلف النواحي على مكان الحادث، وجندت مجموعة الدرك كافة الوحدات بنحو 1500 دركي الذين سارعوا بمعية عناصر من الجيش إلى الانتشار بكثافة في محيط الحادث وعلى مستوى مركز القيادة العملي.
الطائرة الثالثة التي تتحطم فوق أجواء الولاية الرابعة خلال العشرية الأخيرة
تشير كرونولوجيا الأرقام إلى أن طائرة "هيركيل c130" التي تحطمت أمس هي الثالثة في العشرية الأخيرة بعد طائرة الميراج الفرنسية التي تحطمت مطلع شهر ديسمبر من سنة 2006 فوق مرتفعات جبل لخضر بين هنشير تومغني وعين كرشة إضافة إلى تحطم طائرة عسكرية خلال السنوات الثلاث الماضية غير بعيد على القاعدة العسكرية ببئر رقعة.
أحمد ذيب
الرئيس بوتفليقة يعلن عن حداد وطني لثلاثة أيام
سقوط الطائرة يوم حزين فجع فيه الشعب الجزائري في ثلة من خيرة أبنائه
وصف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة تحطم الطائرة العسكرية أمس الثلاثاء بأم البواقي بيوم حزين فجع فيه الشعب الجزائري "بفقد ثلة من خيرة أبنائه"
وفي برقية تعزية وجهها إلى نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح و إلى كافة عائلات ضحايا الحادث قال الرئيس بوتفليقة: "تلقيت ببالغ الأسى و الألم النبأ المفزع بتحطم طائرة عسكرية تقل على متنها عددا من أفراد جيشنا الوطني الشعبي رفقة أسرهم في رحلة عادية بولاية أم البواقي"
واستطرد "و إنه ليوم حزين فجع فيه الشعب الجزائري بفقد ثلة من خيرة أبنائه وهم يحلمون بالعودة إلى ديارهم يحذوهم الأمل بلقاء أهلهم و ذويهم حيث ينعمون بالأمن و الاستقرار غير عالمين بما يخبئه لهم القدر الذي شاء أن تنتهي بهم رحلتهم في منتصف الطريق و يسيرهم في رحلة أخرى لا عودة منها و لا مآب و أضاف يقول رئيس الدولة "إنها إرداة الله الذي شملت رحمته العالمين نسأله أن يتغمدهم برحمته و أن ينزلهم منزل صدق مع الشهداء و الصديقين في جنات النعيم و حسن أؤلئك رفيقا".
وجاء في البرقية أيضا: "و إذ نتقاسم جميعا الأسى و الألم نعرب لأسر الضحايا ولذويهم و للجيش الوطني الشعبي عن تعازينا الحارة و مواساتنا الخالصة داعين الله جل و علا أن ينزل في قلوبنا صبرا جميلا و يعوضنا فيهم خيرا كثيرا و أن يوفي لنا على الصبر أجرا عظيما "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".
من جهة أخرى أوضح رئيس الجمهورية قائلا: "لقد اعتدنا على الأجواء التي تخرقها بعض الأوساط قبيل كل استحقاقات لكن هذه المرة وصل التكالب إلى حد لم يصله بلدنا منذ الاستقلال، فكانت محاولة المساس بوحدة الجيش الوطني الشعبي و التعرض لما من شأنه أن يهز الاستقرار في البلاد و عصمتها لدى الأمم، لا يحق لأحد مهما تعالت المسؤوليات أن يعرض الجيش الوطني الشعبي و المؤسسات الدستورية الأخرى إلى البلبلة.
و أشار إلى أن الجنود الذين سقطوا اليوم إثر تحطم الطائرة العسكرية هم شهداء الواجب، لذا نعلن حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من غد الأربعاء 12 فيفري 2014، و سيكون يوم الجمعة يوم ترحم بإذن الله على أرواحهم الطاهرة عبر سائر التراب الوطني و في جميع مساجد الجمهورية.
و ختم الرئيس بوتفليقة برقيته بالآية الكريمة "و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.