السينما أرجعتني إلى بلدي افتكت الممثلة الجزائرية لامية محيوت جائزة أحسن أداء نسائي عن دور»سارة» الذي تقمصته في فيلم «شبكة العنكبوت» للمخرج إيدير سعودي، خلال المهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي «إسني بوراغ» في طبعته الثامنة الذي جرت فعالياته مؤخرا بأغادير في المغرب، حيث فازت بالجائزة عن أدائها وحضورها المتميّز في الفيلم،مما جعل الأنظار تلتفت إليها وتنتقيها لجنة التحكيم من بين العديد من الوجوه السينمائية التي شاركت في الأفلام المتنافسة. في لقائها مع النّصر قالت لامية، بأن ّ تتويجها جاء بعد سنوات طويلة من المثابرة والجهد المتواصل،معربة عن سعادتها بفوزها الذي لم تكن تتوقعه، ومؤكدة بأن هذه الجائزة منحتها ثقة كبيرة في نفسها، إلا أنها في الوقت ذاته تلقى على عاتقها مسؤولية كبيرة ،مما يجعلها تفكر جيدا في خطواتها الفنية القادمة و في اختيارها للأدوار. و أرجعت الفضل في نجاحها إلى عائلتها التي وقفت إلى جانبها لتشجيعها ومهدت لها الطريق لاحتراف السينما، والتمثيل خاصة شقيقتها سليمة التي تهدي لها فوزها. و اعتبرت محدّثتنا حصولها على الجائزة نقلة نوعية مهمة في حياتها الفنية، و حافزا لإبراز قدراتها في الأعمال القادمة ،لقد كانت هذه الجائزة بالنسبة إليها حلما لم تصدق نفسها لدى تحققه ، إلاّ عندما تلقت التهاني هاتفيا من طرف لجنة التحكيم، ومن أقاربها لأنها لم تحضر المهرجان لإنشغالها الكبير في تلك الفترة بأعمالها الفنية بالجزائر. الجدير بالذكر أن لامية محيوت تألقت في السينما، انطلاقا من مقر إقامتها بفرنسا التي هاجرت إليها رفقة عائلتها في سن الثامنة ،أي في منتصف التسعينيات، ولقيت تشجيعا كبيرا من طرف أسرتها ،مما ساهم في تشكيل موهبتها وتنميتها تدريجيا.تلقت تكوينا في السينما والمسرح بإحدى المعاهد الفرنسية،و شاركت في أول عمل سينمائي بالأمازيغية سنة 2007 في الفيلم الطويل «ثنايي يما» أو «قالت لي أمي» الذي تقمصت فيه دور «دودوش» ،الفتاة المغتربة التي تتزوج من ابن عمها في الجزائر،وقد لقي ذلك الفيلم الذي بثته القناة الرابعة بالتلفزيون الجزائري ،استحسانا كبيرا من طرف المشاهدين، ومنه كانت الانطلاقة الكبيرة لشق طريق النجاح . في سنة 2012عادت لامية إلى مسقط رأسها الأربعاء ناث إيراثن، لتستقر نهائيا في أرض الوطن رفقة زوجها، لأن السينما كما قالت: «جذبتني أكثر إلى بلدي الأم». من بين الأعمال التي شاركت فيها ،ذكرت لامية سلسلتي «ثينفيفث 1 « و «ثينفيفث 2» التي بثتهما القناة الرابعة في شهر رمضان 2013 و 2014 على التوالي ، وفيلم «شبكة العنكبوت» الذي تحصلت فيه على جائزة أحسن أداء نسائي ، كما كانت لها تجربة أخرى باللغة العربية بمشاركتها في فيلم «معاناة امرأة» للمخرج عمار تريباش، و اعتبرتها رائعة جدا ،حيث تمكنت من التعرف على العديد من الشخصيات الفنية. و عن الأدوار التي تميل إليها أكثر، أوضحت لامية بأنّ كلّ الأدوار المركبة والدقيقة و الصعبة التي تتطلب منها جهدا كبيرا تستهويها، ولن تقتنع بغير ذلك. و عن رأيها حول حاضر ومستقبل الفن الأمازيغي، شبّهت لامية محيوت هذا الأخير بالطفل الصغير الذي بدأ في مرحلة النمو ، فهو في تطور مستمر ،مشيرة إلى أنّ هناك اهتماما كبيرا من طرف الأجانب بالفن الأمازيغي الذي يشق طريقه نحو العالمية، من خلال المهرجانات الدولية المختلفة، التي تهدف أساسا إلى إبراز التحولات الثقافية في المجتمعات وترقيتها. أمّا عن مشاريعها المستقبلية ،فأوضحت بأنّها تلقت العديد من الاقتراحات ، وهي الآن بصدد الاطلاع على أحد السيناريوهات ، كما أنّها منشغلة حاليا في تصوير الفيلم الطويل « صرخة الصمت» للمخرج يوسف عمران الذي سيكون جاهزا السنة المقبلة ، لقد تقمصت فيه دور المرأة المناضلة، وهو دور صعب للغاية حسبها لدرجة أنها تجد صعوبة كبيرة للعودة إلى شخصيتها الطبيعية خارج التصوير ،فهي تتقمّص جيدا دورها وتعيش تلك الشخصية طيلة مدّة التصوير.