بعث الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، السعيد عبادو، برقية تعزية الى عائلة الفقيد علي كافي أكد فيها أن المرحوم كان "منذ ريعان شبابه مفعما بحب الوطن والغيرة على مصيره إبان الاحتلال الفرنسي وبعد الاستقلال". وأضاف السيد عبادو أن المرحوم الذي توفي بجنيف (سويسرا) امس الثلاثاء عن عمر يناهز 85 سنة "قاده حبه لوطنه مبكرا للإقبال على أحضان العلم والمعرفة طالبا بمدرسة الكتانية بقسنطينة ثم بجامعة الزيتونة بتونس". و ذكر في هذا الشأن بأن مواهب هذه الشخصية الوطنية "برزت في التفاعل مع الأحداث التي كانت تشهدها البلدان المغاربية خاصة الجزائروتونس وما ترتب عنها إثر انتهاء الحرب العالمية الثانية من مقاومة ضد الاحتلال الفرنسي". ومن "أهم تلك الاحداث" ذكر السيد عبادو ب"مظاهرات الثامن ماي 1945 في كل من سطيف وخراطة وقالمة والتي واجهتها إدارة الاحتلال بأبشع وسائل الفتك اذ سقط على إثرها أزيد من 45 ألف شهيد". و استطرد الامين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين بأن تلك "الحصيلة المؤلمة" كان لها "أثر عميق في نفس الفقيد إذ دفعته لمقاسمة أقرانه من الرعيل الأول من المناضلين اليقين بأن الاستعمار الفرنسي لا يفهم إلا لغة الرصاص التي خاطب بها الجماهير الجزائرية المسالمة". وأشار السيد عبادو الى أن تلك "القناعة" كانت "مقدمة لانخراط (المرحوم) في كل النشاطات النضالية ضمن الحركة الوطنية والتي قادت الى إنطلاق شرارة ثورة الفاتح نوفمبر1954" مذكرا بأن الفقيد كان يومها من بين "الأوائل الذين التحقوا بكتائب المجاهدين على مستوى الشمال القسنطيني الى جانب كوكبة من القادة التاريخيين الذين كان لهم شرف توجيه مسار الثورة عبر تلك المنطقة". وتابع الامين العام للمنظمة مستذكرا المسار التاريخي للفقيد بحيث أشار الى أنه على إثر "استشهاد العقيدين ديدوش مراد وزيغود يوسف و انتقال المرحوم بن طوبال الى تونس تحمل الرئيس كافي مسؤولية قيادة الولاية الثانية التاريخية والمشاركة في مؤتمر الصومام سنة 1956". وأضاف ان "عضويته" في مجلس الثورة الجزائرية "اقتضت الانتقال الى تونس ومواصلة مشواره الجهادي الى أن تم استرجاع السيادة الوطنية سنة 1962 فواصل الفقيد مهامه كسفير للجزائر في عدة بلدان عربية". من جانب آخر أشار السيد عبادو الى أنه أمام "خطورة الاحداث" التي عرفتها الجزائر خلال التسعينات أجمع المجاهدون على انتخابه أمينا عاما للمنظمة الوطنية للمجاهدين سنة 1990 . غير أن تفاعلات الاحداث— يضيف السيد عبادو— "قادت الرئيس الشاذلي بن جديد رحمه الله الى الاستقالة سنة 1992 فوجدت البلاد نفسها أمام مقتضيات تشكيل مجلس أعلى للدولة بقيادة الرئيس الراحل محمد بوضياف فكان الفقيد أحد أعضاء المجلس". وعلى إثر اغتيال الرئيس بوضياف "تحمل المرحوم كافي مسؤولية قيادة هذا المجلس سنة 1992 وهو يدرك خطورة هذه المهمة الوطنية النبيلة وما يفرضه الواجب الوطني من ضرورة استكمال عهدة هذا المجلس نهاية سنة 1994". وذكر السيد عبادو أنه "بتولي الرئيس اليمين زروال رئاسة الدولة عاد الرئيس علي كافي الى منظمة المجاهدين لمواصلة مهامه كأمين عام الى ان تم انعقاد المؤتمر التاسع سنة 1997 فآثر الفقيد الانسحاب من الساحة السياسية والتفرغ للقراءة والكتابة".