أبرز المتدخلون خلال المائدة المستديرة حول التحديات الأمنية في منطقة البحر المتوسط الغربي, يوم السبت, ضرورة إزالة العراقيل أمام التعاون المشترك في مجال مكافحة التطرف والارهاب, مؤكدين على أهمية الأمن كعنصر محرك للتنمية في المنطقة. وأوضح المتدخلون -خلال المائدة المستديرة التي نظمت على هامش أشغال الاجتماع السابع رفيع المستوى للبرلمانات الوطنية في منتدى حوار غرب المتوسط (5+5), تحت عنوان "البحر المتوسط الغربي: تعزيز تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة", بالمركز الدولي للمحاضرات بالعاصمة- أن عدم الاستقرار أدى الى التطرف والارهاب اللذان يشكلان الانشغال الأمني الأول لدول المنطقة, مبرزين ضرورة إزالة العراقيل التي تعيق التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب والآفات ذات الصلة, "لأن الأمن عنصر محرك للتنمية ولا يمكن التقدم دون أمن مشترك". وفي هذا السياق, قال المستشار الرئيسي لمكافحة الارهاب في الجمعية البرلمانية للبحر الابيض المتوسط, جون بول لابورد, "إن دول غرب المتوسط بذلت جهودا لاعتماد قرارات الأممالمتحدة, إلا أن هناك مشاكل على مستوى التعاون, لأن كل طرف يفكر في أن الطرف الثاني لا يقوم بما ينبغي, وهذا يفرض إيجاد حلول جماعية, والبرلمان هو المكان الذي توجد فيه تعبئة أشمل حول الامن والقضاء الجنائي". وتطرق لابورد, إلى مسألة التجريم المزدوج, وعدم توافق التشريعات القضائية, مشيرا إلى عقوبة الإعدام مثلا المطبقة في دول وملغاة في دول أخرى, إلى جانب التعاون القضائي ومبدأ السيادة وغيرها.. كما أثار المستشار, موضوع الهجرة وعودة المقاتلين الأجانب إلى بلدانهم بعد انهزام تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وسوريا, وتكوين الأئمة لتفادي خطاب التطرف, داعيا إلى ضرورة إيجاد حل للعراقيل التي تعيق التعاون. وحدة المصير تفرض التعاون في مجالات القضاء و مكافحة الإرهاب وتحقيقالتنمية المستدامة اعتبر البرلمانيون الجزائريون, يرأسهم نائب رئيس الجمعية البرلمانية للبحر الابيض المتوسط, الطاهر كليل, ممثلا عن رئيسي غرفتي البرلمان الجزائري, أن " الفقر يمكن أن يؤدي إلى الانحراف والتطرف ومنه الإرهاب العابر للقارات والثقافات والديانات", وأشاروا إلى ان "أي دولة كانت لا يمكن أن تكون آمنة في وسط غير آمن أو مكتفية في وسط يملأه الفقر, ولهذا لابد من التعاون مادياومعنويا لمواجهة الجريمة بأنواعها بما فيها الإرهاب". كما شددوا على ضرورة توحيد المفاهيم للوصول إلى استراتيجية مشتركة تمكن من مواجهة التحديات في المنطقة, وتعزيز التنمية الاقتصادية المستدامة التي من خلالها يمكن تحقيق التطور والازدهار, وحل النزاعات في المنطقة عن طريق الحوار كليبيا ومالي, ومحاربة "القرارات الاستفزازية والتي ترهن الامن والاستقرار" مثلما هو الحال بالنسبة لفلسطين. وفي ذات الإطار, أكد الوفد المغربي المشارك في الاجتماع, على أن "وحدة المصير تفرض على دول المنطقة التعاون لمكافحة الظواهر الجديدة", مشيرا إلى أن تدهور الامن في ليبيا ودول الساحل ينعكس على باقي الدول ولهذا لابد من تعزيز التعاون القضائي والجنائي. من جانبها, ركزت البرتغال ممثلة في البرلمانية, غابرييلا كانافيلاس, على عدد أرامل وأطفال الإرهابيين الذي بلغ أكثر من مليون, وأكدت على ضرورة التكفل بهم, مشيرة إلى أن التشريعات في بعض الدول تدينهم, ولهذا يسعون للجوء إلى دول أخرى حيث يحميهم القانون لإيجاد بيئة مناسبة لهم. وفي السياق ذاته, اعتبر مساعد رئيس البرلمان التونسي, بدر الدين عبد الكافي, أن شبكة الانترنيت ساعدت التنظيمات الإرهابية على تجنيد عدد كبير من الشباب ولابد من مواجهة هذا المشكل, من خلال تحقيق التنمية المستدامة, و حث على "تصحيح المشهد الاعلامي في تعاطيه مع مسألة الإرهاب". وعن مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف, شدد ممثل الوفد الإيطالي, البرلماني فرانسيسكو ماريا أموروسو, على ضرورة عدم ترك المجال لانتشار الإرهابيين من خلال تكثيف الجهود والتعاون المشترك والعمل الجماعي, والاطلاع على الاسباب العميقة لهذه الظاهرة. ودعا أموروسو, وزراء خارجية دول غرب المتوسط الذين سيجتمعون غدا, الى ايجاد نهج وحلول مشتركة وبصفة جماعية لتحديد آلية تسير مهام غرب المتوسط وتوحد جهود المنطقة. من جهتها, اعتبرت البرلمانية الفرنسية, ساندرين مورش, أنه "من المهم جدا محاربة الإرهاب في مصدره, وهو ما تعتمده السياسة الفرنسية بانتشار الجيش الفرنسي في عدة مناطق نزاع" كما قالت. كما أبرزت أهمية الوقاية من التطرف عبر التربية والثقافة, إلى جانب متابعة تحركات الإرهابيين وتحويل الاموال وتبادل المعلومات الاستخباراتية, وشددت على ضرورة إيلاء الشباب -كعنصر مشترك بين دول المتوسط "عناية خاصة". يشار إلى أن أشغال الاجتماع السابع رفيع المستوى للبرلمانات الوطنية في منتدى حوار غرب المتوسط (5+5), تحت عنوان "البحر المتوسط الغربي: تعزيز تنمية اقتصادية واجتماعية شاملة ومستدامة لمواجهة التحديات المشتركة في المنطقة", التي انطلقت, اليوم, بالمركز الدولي للمحاضرات بالعاصمة, ستشهد تنظيم عدة موائد مستديرة حول التحديات الامنية, الاقتصادية والاجتماعية في منطقة البحر المتوسط الغربي.