انطلقت اليوم الأربعاء بمدينة الأبيض سيدي الشيخ (أقصى جنوب ولاية البيض) التظاهرة التراثية ركب سيدي الشيخ أو ما يعرف "بوعدة" سيدي الشيخ وسط حضور جماهيري مميز. ويعرف هذا الحدث السنوي المنتظم من طرف زاوية سيدي الشيخ نسبة إلى مؤسسها سيدي عبد القادر بن محمد بن سليمان بن أبي سماحة من ذات المنطقة (1533-1616) المعروف بسيدي الشيخ، إقبالا كبيرا للجمهور وهي العادة التي دأب عليها سكان المنطقة وزوارها من داخل وخارج الوطن لإحياء وتذكر مناقب هذا الولي الصالح الذي يحتل مكانة كبيرة لدى زوار هذا الركب ويعد أحد رموز وأعلام ولاية البيض و مؤسس الطريقة الصوفية الشيخية و أحد رموز الجهاد والمقاومة الشعبية ضد الاستعمار الإسباني آنذاك. وتشهد هذه التظاهرة التقليدية التي تدوم ثلاثة أيام، زيارة ضريح هذا الولي الصالح والانطلاق في استعراضات الفروسية وألعاب الفنتازيا وطلقات البارود وترديد الأقوال المأثورة من طرف الفرسان وما يطلق عليها اسم "العلفة" وذلك على مستوى الساحة المحاذية للزاوية المسماة بساحة "الفرعة". كما سيتم بدءا من أمسية اليوم وبمناسبة هذه التظاهرة المصنفة ضمن التراث العالمي اللامادي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسيكو" منذ سنة 2013، إلقاء محاضرات فكرية حول" الجانب التاريخي والروحي للطريقة الشيخية وبعدها الجهادي وإبراز قيم التحرر فيها" من تنشيط أساتذة جامعيين وشيوخ زوايا وذلك على مستوى ملحق المركز الثقافي الإسلامي بالأبيض سيدي الشيخ. وينتظم في هذا المرفق الثقافي أيضا معرض للصور والمخطوطات التاريخية حول تاريخ وتراث منطقة الأبيض سيدي الشيخ من طرف القائمين على المركز بالتنسيق مع جمعيات محلية تعنى بتاريخ وتراث المنطقة. ويقام بالمناسبة معرض خاص بالصناعات التقليدية التي تشتهر بها المنطقة إضافة إلى عرض مجموعة من الصور والفيديوهات المتعلقة بمختلف المتاحات السياحية التي تشتهر بها الأبيض سيدي الشيخ وولاية البيض عموما قصد التعريف والترويج الثقافي والسياحي لها وذلك من تنظيم المديرية الولائية للسياحة والصناعات التقليدية. وسيتم عقب صلاة العصر من يوم غد الخميس على مستوى مقر الزاوية الشيخية الانطلاق في قراءة وترتيل القرآن الكريم وختمه جماعيا من طرف مريدي وطلبة وشيوخ الزاوية فيما يسمى "بالسلكة" وهي العادة المتوارثة عبر الأجيال، بالإضافة إلى ترديد للأذكار والابتهالات من طرف مريدي هذه الطريقة الصوفية وقراءة قصيدة "الياقوتة" التي نظمها هذا الولي الصالح. وأكد شيخ الزاوية الشيخية الحاج العربي آل سيدي الشيخ، ل/وأج/، أن هذا المناسبة السنوية التي "تعرف حضورا كبيرا للزوار تأتي في إطار إحياء و تذكر مناقب وخصال الوالي الصالح سيدي الشيخ، كما تعد فرصة لإحياء تراث وتاريخ المنطقة من أجل المحافظة عليه، إضافة إلى ما يمتاز به هذا الركب من إطعام الزوار وعابري السبيل والإصلاح بين المتخاصمين وغيرها من المظاهر الحميدة لهذا الحدث". كما يعد ركب سيدي الشيخ أيضا فرصة مواتية للكثير من التجار والحرفين من داخل وخارج منطقة سيدي الشيخ للترويج وبيع منتجاتهم تزامنا والإقبال الكبير للزوار.