أكد ممثل جبهة البوليساريو في أوروبا والإتحاد الأوروبي, أبي بشرايا البشير, أن تشكيل المجموعة البرلمانية "السلام للشعب الصحراوي", يندرج في إطار سياق إيجابي جدا وفرص واعدة للقضية الصحراوية خلال هذه السنة والسنة القادمة وخاصة فيما يتعلق بقرارات محكمة العدل الأوروبية المتوقعة وما يتم الحديث عنه الآن بخصوص تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة من أجل إستئناف عملية التسوية من جديدة على أسس أكثر وضوح. ونقلت وكالة الأنباء الصحراوية (واص) عن بشرايا البشير, الذي اشرف اليوم الخميس على مراسم الإعلان الرسمي عن المجموعة البرلمانية الأوربية "السلام للشعب الصحراوي" التي جرت بمقر البرلمان الأوروبي بستراسبورغ أن تشكيل هذه الأخيرة في الظرف الراهن يعد "حدثا هاما في مسار كفاح الشعب الصحراوي, تضع من خلاله المجموعة على عاتقها تحميل أوروبا مسؤوليتها تجاه شعبنا, ومواكبة كفاحه العادل في سياق دعم العمل الدبلوماسي الذي تقوده جبهة البوليساريو والحكومة الصحراوية والشعب الصحراوي عموما". وأضاف أبي بشرايا البشير, أن أوروبا في السنوات الأخيرة, لاسيما منذ صدور قرارات محكمة العدل الأوروبية سنة 2016 و 2018 وبسبب مواقف بعض البلدان النافذة داخل هذا التكتل القاري, أصبحت تتجه تدريجيا إلى أن تكون جزاء من المشكل في قضية الصحراء الغربية بدلا من أن تكون مساهما في الجهود المبذولة من أجل الوصول إلى الحل النهائي الذي يتماشى مع الشرعية والقانون الدولية كما تنص عليه قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة. الدبلوماسي الصحراوي, أشار كذلك إلى أن الشعب الصحراوي على موعد مع قرار آخر جديد من قبل محكمة العدل الأوروبية في الطعون التي تقدمت بها جبهة البوليساريو مؤخرا ضد الإتفاقيات المبرمة بين الإتحاد الأوروبي والمغرب التي تشمل الصحراء الغربية المحتلة, موضحا أن هذا من شأنه أن "يفتح فرص عمل كبيرة على مستوى أوروبا, لاسيما لهذه المجموعة البرلمانية من أجل التعبير بإسم المواطنين والمستهلكين الأوروبيين عن موقف آخر مغاير ومخالف للموقف المعلن عنه من قبل مجلس الإتحاد والمفوضية الأوروبيين". من جهة أخرى, قال عضو الأمانة الوطنية لجبهة للبوليساريو, أبي بشرايا البشير, أنه وبالرغم من التحديات المطروحة, خاصة على مستوى الغطرسة والتعنت المغربي الذي يتغذى من إنعدام الإرادة السياسية من قبل مجلس الأمن الدولي في ممارسة الضغوط الكافية من تنظيم إستفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية, والدور السلبي لبعض الأطراف, "يظل هناك سياق إيجابي جدا وفرص واعدة خلال هذه السنة و كذلك في 2021, تحديدا فيما يتعلق بقرارات المحكمة المتوقعة وما يتم الحديث عنه الآن بخصوص تعيين مبعوث شخصي جديد للأمين العام للأمم المتحدة من أجل استئناف عملية التسوية من جديدة على أسس أكثر وضوح, خاصة عقب الشروط التي قدمتها جبهة البوليساريو إلى الأممالمتحدة لضمانها من أجل إسترجاع ثقة الشعب الصحراوي المفقودة. من جانب أخر شدد الديبلوماسي الصحراوي, على أهمية مخرجات ورسالة المؤتمر ال15 للبوليساريو المنعقد شهر ديسمبر الماضي ببلدة تيفاريتي المحررة, والموقف الحازم المعبر عنه بإجماع من قبل الشعب الصحراوي الذي ضاق ذرعا بسبب التماطل وعدم قدرة المجتمع الدولي الوفاء بإلتزاماته. وأكد أن هذا الموقف "يعطي دفعا معنويا للمتضامنين مع الشعب الصحراوي, بما فيها المجموعة البرلمانية لخوض غمار التضامن خلال السنوات القادمة على أرض أكثر صلابة وثقة", خاصة ونحن على مشارف تخليد الذكرى الخمسين لإنتفاضة الزملة التاريخية وهي مناسبة لتعمل المجموعة على تذكير إسبانيا بمسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب الصحراوي. واحتضن البرلمان الأوروبي اليوم جلسة للإعلان عن المولود الجديد بحضور عدد كبير من النواب الذين عبروا على "استمرارهم في مرافقة الشعب الصحراوي في كفاحه المشروع من أجل الحرية والاستقلال, وكذا المساهمة في تسليط الضوء على نضاله الشرعي وما يعانيه الصحراويون نتيجة استمرار النظام المغربي فرض احتلاله غير الشرعي على أجزاء من أراضي الجمهورية الصحراوية والنهب الممنهج لموارده الطبيعية بتواطؤ مع بعض البلدان الأجنبية, لاسيما الأعضاء في الإتحاد الأوروبي". وستلعب المجموعة البرلمانية التي يترأسها, خواكيم شوستر, النائب عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني ,على مستوى البرلمان الأوروبي للتصدي لمختلف الأساليب غير القانونية التي تقودها بعض الأطراف في الوقوف أمام مسار التسوية ألأممي والتأثير على الجهود المبذولة من أجل إنهاء النزاع في الصحراء الغربية ومعاناة الشعب الصحراوي التي طال أمدها.