شكل موضوع تفعيل التنمية المحلية محور زيارة الوزير الأول عبد العزيز جراد يوم السبت لولاية الجلفة التي دشن بها العديد من المشاريع الاقتصادية والاجتماعية. واستهل السيد جراد زيارته بتدشين سوق جهوي للخضر والفواكه بمدينة عين وسارة (100 كلم شمال عاصمة ولاية الجلفة) بهدف خلق فضاءات تجارية كبرى. ولدى تدشينه لهذا المرفق الهام الذي سيغطي تسع ولايات مجاورة في احتياجاتها للخضر والفواكه, أكد الوزير الأول على الأهمية التي يكتسيها هذا الفضاء التجاري, ملحا على ضرورة التنسيق بين الاسواق الجهوية المنجزة عبر الوطن لضمان توازن في تموين السوق بمختلف المنتجات و تفادي كلا من الكساد او الندرة. كما أكد السيد جراد - الذي كان مرفوقا بكل من وزيري الداخلية و الجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود, والصحة والسكان وإصلاح المستشفيات, عبد الرحمن بن بوزيد - على أهمية ضمان تسيير هذا المرفق بطريقة عقلانية تستعمل فيها آليات الرقمنة قائلا : أن "انجاز الهياكل والمنشآت وحده يبقى غير كاف بقدر ما نحتاج إلى تسيير عصري ورقمي لهذه المنشآت". ويتربع هذا السوق الجهوي, الذي أنجز بالمخرج الغربي لمدينة عين وسارة, على مساحة تناهز 15 هكتارا ويحوي 87 مربعا تجاريا وخصص لإنجازه غلاف مالي بقيمة 8ر1 مليار دج. وبالمنطقة الصناعية لعين وسارة, أشرف السيد جراد على تدشين وحدة صناعية خاصة لتحويل الورق الصحي حيث ثمن الدور الذي ستلعبه هذه الوحدة في دعم الصناعة التحويلية من حيث تلبية حاجيات السوق الوطنية بمنتجات يمكن تصنيعها محليا وكذا تقليص فاتورة العملة الصعبة الناتجة عن الاستيراد. وقال السيد جراد بالمناسبة ,"نحن في الحكومة نعمل على تشجيع الصناعات المتوسطة والصغيرة (..). الجزائر تحوز على كفاءات تأهلها لذلك", لافتا إلى الاستراتيجية الوطنية لترقية الصناعات الصغيرة من حاملي المشاريع من الشباب, إذ "تدعمهم الحكومة في خطواتهم الأولى للوصول إلى تأسيس شركات كبرى". كما ألح الوزير الاول على ضرورة التوجه نحو السوق الإفريقية لما تتوفر عليه من مكانة اقتصادية, داعيا هذه الوحدة إلى ضرورة ضمان تكوين الكفاءات الشابة للتحكم في التكنولوجيا الحديثة وتشجيع العلاقة بين المستثمرين الصناعيين ووزارة التكوين المهني لتسريع إدماج الكفاءات في سوق العمل, كاشفا عن تدابير ستتخذ لأجل تنظيم المناطق الصناعية لتكون وجهة للمستثمرين الحقيقيين. من جهة أخرى, تفقد الوزير الأول مستشفى بلدية البيرين (60 سريرا) المنتهية أشغاله. اقرأ أيضا : الاستفتاء على الدستور: الشعب الجزائري سيسطر" ملحمة عظيمة في سبيل الوطن" وعقب استماعه لشروحات مفصلة حول وضعية القطاع الصحي بولاية الجلفة من حيث المنشآت والمشاريع الجاري انجازها, أكد أن إنعاش القطاع الصحي يشكل "أولوية الأولويات,لاسيما وأن جائحة كورونا كشفت عن ضعف التسيير الصحي, مما يستدعي إعادة النظر في ذلك لتحسين الخدمة الصحية العمومية". وعقب اطلاعه على المؤشرات الصحية للولاية, تعهد الوزير الأول بتحسين الخدمات الصحية لسكانها قائلا: "سنوفر للولاية كل الشروط لتحسين الخدمات الصحية المقدمة للسكان وسنواصل تدريجيا في إعادة استغلال كل المستشفيات والعيادات في مناطق الظل وكل القرى", ملحا على ضرورة تدعيم القطاع بالولاية بالتأطير البشري اللازم كما هو الحال للأطقم الطبية والقابلات. وفي الوقت الذي أكد على أهمية الحفاظ على مكتسبات القطاع من منشآت ووسائل, ذكر السيد جراد أن "برنامج رئيس الجمهورية يولي اهتماما بالغا للقطاع الصحي, لاسيما بمناطق الظل". كما أشرف الوزير الأول على مراسم وضع حجر أساس لمشروع إنجاز مركز لمكافحة السرطان بالمخرج الشرقي لمدينة الجلفة وذلك باقة استيعاب 120 سرير, مؤكدا أن هذا الأخير "يدخل في إطار التزامات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون", مضيفا أنه اتخذ هذا القرار لمكانة الجلفة الإستراتيجية والمركزية وبالتالي ستستفيد عدة ولايات من هذا الانجاز. وأضاف قائلا: "كل ما نتمناه الإسراع في الأشغال واحترام آجال الانجاز لبناء جيد تتوفر فيه كل الشروط لتجسيد مستشفى عصري". ولدى تلقيه شروحات وافية عن هذا المشروع الذي لا طالما شكل مطلبا ملحا لسكان الولاية, قال السيد جراد أن "هذا الصرح سيعد من مكتسبات الجزائر بصفة عامة وقطاع الصحة بصفة خاصة". ورصد لهذا المرفق العام ما يربو عن 5ر4 مليار دج وأوكلت أشغاله في صفقة بالتراضي لمؤسسة كوسيدار العمومية فرع البناء لخبرتها في مجال الإنجازات الكبرى. ولدى تدشنينه لمدرسة الحرف للأشغال العمومية, أكد السيد جراد أن التكوين في هذه المدارس "أمر ضروري", لافتا إلى أن هذه المدرسة "ستعطي الفرصة للشباب للتكوين في ميدان الأشغال العمومية حتى يساهموا في انجاز المشاريع محليا ووطنيا", آمرا الشروع في الانطلاق في الجانب البيداغوجي تدريجيا وتقليص الاعتماد على الكفاءات الأجنبية, مغتنما الفرصة ليشيد بعلاقات الصداقة والتعاون التي تجمع الجزائر بجمهورية الصين الشعبية التي أنجزت هذا المرفق التكويني. وقد أنجزت المدرسة على مساحة 2000 متر مربع بالقطب الحضري الجديد بحي بربيح, وفق نمط معماري عصري في إطار تقوية الصداقة الجزائريةالصينية - إنجاز الطريق السريع شمال جنوب. كما تتوفر على قاعات تدريس بطاقة إستيعاب 250 مقعد بيداغوجي. من جانب آخر, أكد الوزير الاول, خلال استماعه لانشغالات سكان مناطق الظل ببلدية سيدي بايزيد أن "الدولة بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لديها النية الصادقة والإرادة في التغيير" مبرزا أن رئيس الجمهورية "يولي أهمية قصوى لتنمية مناطق الظل لأنه يعرف جيدا الجزائر العميقة وهذه المناطق ووضعية سكانها نظرا لمساره المهني بالعديد من ولايات ودوائر البلاد". كما وعد السيد جراد بتلبية "كافة الاحتياجات التنموية" لمناطق الظل بالجلفة من خلال توفير النقل والكهرباء والغاز والخدمات الصحية للسكان. وبعدما ذكر السيد جراد ب" تراكمات الماضي" دعا مواطني هذه المناطق الى ضرورة "النظر الى المستقبل". و اختتم السيد جراد زيارته لولاية الجلفة بلقاء مع فعاليات المجتمع المدني بالولاية و نزوله ضيفا على الاذاعة المحلية.