تتواصل المعارك بين القوات الاثيوبية ومقاتلي "جبهة تحرير شعب تيغراي" التي أعلنت تقدمها نحو العاصمة اديس ابابا, وسط دعوات دولية لرعاياها في البلاد إلى المغادرة "في أقرب وقت". وفيما تقترب المعارك أكثر فأكثر نحو أديس أبابا, بحسب وسائل إعلام محلية, أكدت السلطات الاثيوبية أن ما يعلنه المتمردون من تقدم عسكري وتهديد وشيك للعاصمة أديس أبابا "مبالغ فيه". يأتي ذلك في وقت يبذل المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الإفريقي, جيفري فيلتمان, ونظيره الإفريقي, الرئيس النيجيري السابق أولوسيغون أوباسانغو, جهودا حثيثة في محاولة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار. وقال فيلتمان إن "طرفي الصراع في إثيوبيا يتحدثان مع بلاده عن بدء عملية سلام", وطالب الحكومة الإثيوبية ب"وقف الهجمات وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين", كما دعا جبهة تيغراي الى "وقف تقدمها باتجاه العاصمة أديس أبابا". و أضاف المبعوث الامريكي -في تصريحات صحفية عقب عودته أمس الثلاثاء من زيارته لإثيوبيا- إن "التقدم نحو دفع جميع أطراف الصراع الإثيوبي لمفاوضات لوقف إطلاق النار مهدد بمخاطر التصعيد العسكري". و أوضح أن رئيس الوزراء الإثيوبي, آبي أحمد, وجبهة تحرير شعب تيغراي "يعتقدان على ما يبدو أن كلا منهما على وشك تحقيق نصر عسكري". وفي أعقاب هذه المساعي الدبلوماسية لوقف التصعيد بين طرفي النزاع, أرخى رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد ب"ظلال من الشك حول احتمالات التوصل لحل سلمي", مع إعلانه أنه "سيتوجه إلى ساحة المعركة, لقيادة جنوده الذين يقاتلون جبهة تحرير شعب تيغراي", داعيا المواطنين "لحمل السلاح". وقال آبي أحمد في بيان نشره على حسابه في "تويتر" : "اعتبارا من الثلاثاء سأتوجه إلى الجبهة لقيادة قواتنا المسلحة". و أوضح ان "الأعداء التاريخيين لا يريدون لإثيوبيا أن تنمو", مؤكدا أن "ما يحدث مؤامرة لإخضاع الأفارقة و استعمارهم من جديد". كما دعت عمدة العاصمة أديس أبابا, أدانيتش أبابي, الإثيوبيين في داخل وخارج البلاد للمشاركة في حملة الدفاع عن الوطن بكافة الوسائل. وناشدت وزارة الخارجية الإثيوبية الدول الافريقية كافة ل"دعم أديس أبابا في الحرب بإقليم تيغراي, ومنع أي ضغوط أجنبية عليها". وفي السياق, قال المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية, دينا مفتي, إن "ما يجري في الشمال الإثيوبي هو مؤامرة لإذلال جميع الأفارقة وفرض شكل جديد من الاستعمار". دول غربية تطالب رعاياها بالمغادرة يأتي ذلك في وقت تحتدم المعارك حاليا بين القوات الإثيوبية و "جبهة تحرير شعب تيغراي" والمتحالفين معها في مدينتي شورابيت ودبرسينا, على بعد 218 كيلومتر شمال العاصمة الإثيوبية, وفقا لتقارير صحفية. ودفعت الحكومة المركزية في أديس أبابا بقوات وعتاد عسكري لتعزيز قواعد الجيش في محيط مدينتي شورابيت ودبرسينا في إقليم أمهرة, بحسب المصادر. و رجحت التقارير سقوط مدينة دبربرهان التي تبعد ب130 كلم فقط عن العاصمة أديس أبابا, في يد قوات "جبهة تحرير شعب تيغراي" خلال الساعات المقبلة. وذكر حساب "تيغراي بالعربي" على موقع "تويتر" بأن مدينة دبربرهان "أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بعد تقدم القوات المتحالفة وعددها 9 على 4 محاور". وذكرت التقارير أنه "في الجبهة الخامسة المتجهة غربا سوف تلتقي قوات تيغراي قريبا بأكبر جبهة لقوات جبهة "تحرير أورومو" المتمركزة في منطقة أوروميا المحيطة بأديس أبابا. وبسبب الوضع الامني الخطير, طلبت الأممالمتحدة, بحسب وثيقة داخلية لأجهزة الأمن التابعة لها, إجلاء عائلات الموظفين الدوليين من إثيوبيا في أجل أقصاه 25 نوفمبر 2021. وكانت دول أخرى من بينها الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة قد وجهت تحذيرات مماثلة لرعاياها في الأسابيع القليلة الماضية, وسحبت في الوقت ذاته موظفين غير أساسيين. وفي 4 نوفمبر 2020, اندلعت اشتباكات في إقليم تيغراي بين الجيش الإثيوبي و "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي", بعدما دخلت القوات الحكومية الإقليم, ردا على هجوم استهدف قاعدة للجيش. وفي أعقاب معارك طاحنة, أعلن آبي أحمد النصر في 28 نوفمبر من العام الماضي, لكن مقاتلي الجبهة ما لبثوا أن استعادوا في يونيو السيطرة على القسم الأكبر من تيغراي قبل أن يتقدموا نحو منطقتي عفر و أمهرة المجاورتين. وتسبب الصراع في تشريد مئات الآلاف, وفرار أكثر من 60 ألف شخص إلى السودان, وفق مراقبين.