عبر المرصد الاورومتوسطي لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ لارتفاع وتيرة حالات الوفاة في صفوف المسنين في قطاع غزة, نتيجة الجوع و سوء التكفل الطبي, ناهيك عن استمرار الاحتلال في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين بالقطاع المنكوب منذ السابع أكتوبر المنصرم. وقال المرصد, في بيان له تداولته وسائل الاعلام الفلسطينية اليوم الاحد, أن فريقه يسجل و "بشكل شبه يومي حالات الاستشهاد في صفوف المسنين, نتيجة جرائم التجويع والحرمان من العلاج التي يرتكبها الاحتلال في القطاع على نحو منهجي وواسع النطاق, خاصة في مدينة غزة وشمالها". وأكد المرصد الحقوقي أن "أغلب هذه الحالات لا تصل إلى المستشفيات التي تعمل بشكل جزئي في شمال غزة, نظرا لصعوبة الوصول وخطورة الحركة في ظل هجمات جيش الاحتلال المتواصلة, وبالتالي تستشهد ويجري دفنها بجوار منازلها أو في المقابر المؤقتة المنتشرة في القطاع, والتي تجاوز عددها حتى الآن 140 مقبرة". وأبرز الأورومتوسطي أن الحصيلة المباشرة للهجوم الصهيوني قد ارتفعت إلى أكثر من 40 ألف شهيد, نحو 92% منهم من المدنيين, ونحو 7% منهم من كبار السن, وذلك في غضون خمسة أشهر منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية. كما أكد أن آلاف الضحايا سقطوا ولم يوثقوا في المستشفيات كونهم ضحايا غير مباشرين, نتيجة الجوع وسوء التغذية وغياب الرعاية الصحية. وأشار الأورومتوسطي في ذات البيان إلى أن "عدد المسنين (أكثر من 60 عاما) يبلغ 107 آلاف شخص وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني لعام 2023, بما يمثل نحو 5% من سكان قطاع غزة". وأوضح المصدر أن المسنين النازحين بين حوالي 2 مليون نازح كانوا عرضة أيضا لمعاناة إضافية نتيجة حالتهم الصحية, التي زادت سوءًا مع البرد الشديد, وقلة الغذاء والمياه الصالحة للشرب, وعدم توفر أماكن ملائمة للنوم, وعدم توفر العلاج أو الرعاية والأدوات الصحية والأجهزة الطبية المساندة. وشدد الأورومتوسطي على أن حالة التجويع التي وصلت إلى حد المجاعة وسوء التغذية الحاد, وارتفاع أعداد الوفيات بسبب الجوع والجفاف، وبخاصة بين الأطفال والأطفال الرضع، تتطلب تحركات عاجلة من المجتمع الدولي لضمان الوقف الفوري لإطلاق النار والعدوان، وإدخال المساعدات الإنسانية على نحو سريع وفعال, وتوفير رعاية صحية لائقة ومستعجلة خاصة للفئات الهشة. كما طالب بتشكيل ضغط دولي فوري على الاحتلال الصهيوني , من اجل و قف الابادة الجماعية في حق المدنيين العزل, بما في ذلك سياسة التجويع و رفع الحصار بشكل كامل على القطاع الذي يتخبط في كارثة انسانية غير مسبوقة.