واصل الاحتلال الصهيوني يوم السبت عدوانه واسع النطاق على مناطق متفرقة من الضفة الغربيةالمحتلة، تخللته اقتحامات وهدم واعتداءات استهدفت مدينة طولكرم ومخيميها، إلى جانب مدينة جنين ومخيمها، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم، ضمن سياسة ممنهجة تهدف إلى التهجير وتغيير الواقع الجغرافي. ففي طولكرم، ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، أن العدوان الصهيوني على المدينة ومخيميها دخل يومه ال153، مترافقا مع حصار خانق وانتشار عسكري واسع وعمليات مداهمة وإطلاق نار طالت مناطق السوق وشارع نابلس ومحيط المخيمين. وشهد مخيم طولكرم ومخيم نور شمس خلال الأسابيع الأخيرة هدم عشرات المباني، في إطار خطة الاحتلال لهدم 106 منشآت بزعم فتح طرق، ما أدى إلى تدمير أكثر من 500 منزل وتهجير آلاف العائلات الفلسطينية. وأغلقت قوات الاحتلال مداخل المدينة، لا سيما حاجز عناب، وأقامت حواجز طيارة، فيما حولت شارع نابلس إلى ثكنة عسكرية بعد الاستيلاء على منازل في المنطقة. كما امتدت الاقتحامات إلى بلدات عنبتا وبلعا وعتيل ودير الغصون، ترافقت مع تفتيش للمركبات وانتشار مكثف للطائرات الاستطلاعية. وفي جنين، يستمر العدوان لليوم ال159، حيث تخلله تفجير منزل في مخيم جنين وهدم واسع طال مئات المنازل، وأسفر عن عشرات الشهداء والمصابين، في إطار خطة لهدم نحو 95 منزلا. كما شهدت مناطق عقابا وباقة الحطب والعروب والفوار ودير قديس وترمسعيا وكفر مالك اقتحامات متفرقة، رافقتها مداهمات ومحاصرة مناطق سكنية وتجارية. وفي محافظة رام الله، طالت الاقتحامات قرى دير قديس وترمسعيا وكفر مالك، حيث داهمت قوات الاحتلال محلات تجارية، وصادرت تسجيلات كاميرات مراقبة، ونصبت حواجز عسكرية على الطرقات بين القرى، في وقت شهدت فيه هذه المناطق مؤخرا سقوط شهداء وجرحى برصاص الاحتلال والمستوطنين. وفي موازاة التصعيد العسكري، واصل المستوطنون اعتداءاتهم المنظمة بحق المواطنين الفلسطينيين في مختلف المناطق، حيث أضرموا النيران في أراض زراعية ببلدة يبرود شرق رام الله، ما تسبب بحرائق واسعة التهمت مساحات مزروعة بأشجار الزيتون. كما هاجموا منازل في قرية تل جنوب غرب نابلس، بحماية من قوات الاحتلال، واندلعت إثر ذلك مواجهات تخللها إطلاق رصاص حي وقنابل غاز. وفي الأغوار الشمالية، اضطرت عدة عائلات فلسطينية إلى تفكيك مساكنها والرحيل من خربة سمرة بفعل تصاعد اعتداءات المستوطنين وتهديداتهم المتواصلة، لتنضم إلى موجات تهجير سابقة طالت عشرات العائلات من تجمعات رعوية أخرى. وفي أريحا، اقتحم مستوطنون تجمع شلال العوجا، ورعوا مواشيهم بين المنازل، كما لاحقوا مركبة تحمل أعلافا في تجمع عرب المليحات، ووجهوا تهديدات لصاحبها، في محاولة واضحة لترويع السكان وإجبارهم على الرحيل. تأتي هذه الاعتداءات في سياق متصاعد، حيث وثقت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أكثر من 400 اعتداء نفذه المستوطنون خلال شهر مايو الماضي، وتنوعت بين هجمات مسلحة وتخريب ممتلكات واقتلاع أشجار وتجريف أراض، ضمن سياسة هدفت إلى تقويض الوجود الفلسطيني وفرض السيطرة على الأرض بقوة الاحتلال. وتواصل قوات الاحتلال الصهيوني تصعيدها في مختلف مناطق الضفة الغربية، بالتزامن مع حرب الإبادة التي تشنها ضد سكان قطاع غزة. وخلفت الإبادة أكثر من 188 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود, إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.