يعد المجاهد لحرش الهاشمي بن جلول البالغ من العمر 87 سنة أحد أبطال الثورة التحريرية المظفرة الذين خلدوا أسماءهم في سجل الكفاح ضد المستعمر الفرنسي الغاشم بمنطقة غرداية, وفق ما علم لدى مديرية المجاهدين وذوي الحقوق لولاية غرداية. وقد ولد المجاهد لحرش سنة 1938 بمدينة متليلي (جنوبغرداية) ونشأ وترعرع في أسرة ثورية عرفت بالعلم والسمعة الطيبة, حيث تلقى ما تيسر من القرآن الكريم وأحكامه الشرعية, مثلما أفاد به ل /وأج أفراد عائلته. وفي بداية حياته, اشتغل بتربية الإبل والمواشي بوادي متليلي إلى غاية التحاقه بالثورة التحريرية في الفاتح من مايو 1957, أين التقى بثلة من مجاهدي جيش التحرير الوطني, أمثال الصادق محجوب ومحمد الخرنق وبوطبة الشيخ وقرمة بوجمعة وشحم محمد وعبد الرحمان بحبح, الذين قدموا من عدة مناطق من الجنوب الشرقي للبلاد, على غرار القرارة والمنيعة وورقلة, للمساهمة في الثورة ومواجهة المستعمر الفرنسي بالمنطقة, حسب ما ورد في أبحاث ودراسات أكاديمية. وشارك المجاهد في معارك عديدة ضد قوات الاستعمار بمتليلي, منها اشتباكات ساقية موسى بقيادة رفيقه المجاهد قرمة بوجمعة, ومعركة أفران الكبرى في أغسطس 1957, ثم انتقل إلى الولاية الخامسة التاريخية ناحية البيض, حيث خاض معارك أخرى, أبرزها معركة جبل لحمير (نوفمبر 1959), والتي استشهد فيها عدد من المجاهدين, مثلما أشير إليه. وبعد مشاركته في معركة واد بالوح التي جرت وقائعها بمنطقة بريان بتاريخ 24 أغسطس 1958 واستشهد فيها عبد الرحمان بحبح, اشتبك المجاهد لحرش رفقة عدد من المجاهدين مع سرية لجيش الاستعمار الفرنسي متمركزة عند مدخل المدينة, حيث نصبوا كمينا مباغتا ليلا, ملحقين بالعدو خسائرا فادحة, وكان الانتصار انتقاما لاستشهاد رفيقهم عبد الرحمان بحبح في معركة واد بالوح, كما روى نجله لحرش جمال. وأضاف المصدر أن معركة تمداغسين التي وقعت في منطقة القمقومة سنة 1960 بمتليلي, وشارك فيها المجاهد لحرش مع رفقاء السلاح شحم محمد وبوعبدلي وبوعامر محمد والطيب الكوطي وبن شعاعة قادة, كانت آخر معركة يخوضها. وشكلت المعركة ملحمة ضارية بين جيش التحرير الوطني والجنود الفرنسيين, سقط خلالها عدد من المجاهدين في ميدان الشرف, وألقي القبض على المجاهد لحرش واقتيد إلى معتقل ''كامورا'' بقصر البوخاري بالمدية, ليتعرض لأبشع أنواع التعذيب, ثم نقل إلى سجن الشفة بالبليدة وحكم عليه بالإعدام قبل أن يفرج عنه بعد إعلان وقف إطلاق النار. وبعد الاستقلال, كلفه العقيد محمد شعباني, رفقة مجموعة من المجاهدين, بمهمة جمع سلاح جيش التحرير الوطني بالمنطقة, ثم اشتغل موظفا بإحدى الشركات الى غاية إحالته على التقاعد سنة 1987.