أكد وزير التربية الوطنية محمد الصغير سعداوي اليوم الاثنين على أهمية تحيين البرامج التعليمية والتكوينية لفصول محو الأمية بإدماج الوسائل الرقمية. وذكر الوزير في كلمة له قرأها نيابة عنه مدير الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار زين العابدين علي خلال مراسم إحياء اليوم العالمي لمحو الأمية المصادف ل 8 سبتمبر والتي احتضنتها ولاية تلمسان تحت شعار "تعزيز محو الأمية في العصر الرقمي" "سنعمل على تحيين البرامج التعليمية والتكوينية بما يسمح بإدماج الوسائل الرقمية والتكنولوجية الحديثة في عملية التعلم دون التفريط في الأساليب المنهجية الأصلية التي اثبتت نجاعتها وبما يضمن توازنا تربويا فعالا يخدم العملية التعليمية". وأشار إلى أن "تحيين البرامج لن يكون منعزلا عن السياق الوطني بل سيتم بما يراعي البعد الهوياتية والثقافي للجزائر وخصوصا ملف الذاكرة الوطنية الذي يعد من الملفات السيادية التي وجب ان تنعكس في محتويات التكوين والتعليم حفاظا على الثوابت وترسيخا للانتماء الوطني لدى كل المتعلمين خاصة فئة الكبار". وأبرز السيد سعداوي "سنعمل بكل جهد على إضفاء الديناميكية اللازمة لتفعيل الاستراتيجية الوطنية لمحو الأمية والسعي نحو تحول رقمي جاد, وسنعمل بكل التزام وفق الرؤية الاستشرافية لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون الذي جعل من التحول الرقمي أحد الركائز الأساسية لبناء الجزائر". كما "سنسعى إلى تعزيز الشراكة والتعاون مع مختلف القطاعات الحكومبة ذات الصلة ومع فعاليات المجتمع المدني لا سيما القطاعات الممثلة في مجلس التوجيه لدى الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار باعتبار أن العمل التشاركي هو السبيل الأمثل لتحقيق أهداف محو الأمية بشكل شامل و فعال", يضيف وزير التربية الوطنية. وذكر أن "الجزائر حققت بفضل الإرادتين السياسية والمجتمعية نتائج جد مشرفة ضمن البرنامج الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار حيث تم تسجيل انخفاض ملحوظ في نسبة الأمية والتي بلغت 7ر4 من المائة وهو إنجاز مستحق يحسب لكل من ساهم وعمل بإخلاص في هذا الميدان". وأكد أن التكريم الأخير الذي حاز عليه الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار من منظمة اليونسكو هي شهادة دولية "تعكس حجم الجهود الجبارة التي تبذلها الجزائر في هذا المجال والتي أصبحت نموذجا يقتدى به في العديد من الدول وبفضل العزيمة والتخطيط والانفتاح على الشراكات والتقنيات الحديثة بالمرافقة المجتمعية, سنتمكن من خفض نسبة الأمية بشكل أكبر وبلوغ هدفنا المتمثل في مجتمع متعلم وواعي خالي من الأمية ومتصل بالمعرفة والتكنولوجيا". ومن جهته, أبرز مدير الديوان الوطني لمحو الامية وتعليم الكبار زين العابدين علي للصحافة أنه سيتم تحيين كل الاتفاقيات التي أمضاها الديوان سابقا مع إبرام اتفاقيات أخرى مع قطاعات حكومية للرفع من أداء المستوى التعليمي لفئة الكبار. وللإشارة تضمنت هذه المراسم, التي شهدت حضور ممثلي ملحقات الديوان المذكور لعدة ولايات, عرض شريط وثائقي حول جهود الدولة في مجال محو الأمية وتقديم محاضرة بعنوان "تعزيز محو الأمية في ظل التحول الرقمي مع الحفاظ على الذاكرة و القيم الوطنية" إلى جانب تقديم عروض تتعلق بالتطبيق الاحصائي الخاص بفصول محو الأمية وتجربة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار في مجال الرقمنة وتنظيم معارض للصناعة التقليدية و نشاطات خاصة بمتعلمات بفصول محو الامية بتلمسان. كما تم بالمناسبة أيضا إمضاء اتفاقية ما بين الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار والاتحاد الوطني لذوي الإعاقة الجزائريين وتحيين اتفاقية مع الجمعية الوطنية" اقرأ", وتكريم المتعلمات المتفوقات في فصول محو الأمية والمعلمات اللواتي حققن نتائج إيجابية في مجال تعليم الكبار.