عرفت الطبعة الأولى من مهرجان "القراءة في احتفال" التي تقام بساحة الكيتاني بباب الواد (مدينة الجزائر) حضورا كبيرا من الأطفال الشغوفين بالقراءة أو بالنشاطات الثقافية والترفيهية و التربوية على حد سواء. و حسب تقديرات المشرفين على هذه الطبعة التي افتتحت في 15 من الشهر الجاري و تدوم إلى غاية ال30 منه يصل عدد الأطفال المشاركين في مختلف الفعاليات و الورشات يوميا إلى 500 طفل تقريبا. واعتبر هؤلاء المنظمون أن الهدف من هذا المهرجان الذي يستهدف الأطفال من سن ال6 إلى 13 هو "إثارة و تشجيع المطالعة و القراءة لدى الطفل كونها تشكل عنصرا أساسيا في تكوين شخصيته". و قد وضعت كافة الإمكانيات البشرية والمادية لإنجاح هذا المهرجان الثقافي المشجع للمطالعة لدى الطفل حيث تم توفير ما لا يقل عن ألف كتاب في كل التخصصات سواء العلمية أو التاريخية أو الدينية أو القصص الخيالية أو الواقعية أو الأساطير عبر مكتبات متنقلة إضافة إلى ضمان تأطير جيد للأطفال في مجمل الورشات. وتجري فعاليات هذا المهرجان الذي تم ترسيمه هذه السنة في كل من ولايات البليدة و البويرة و بومرداس و تيبازة و تيزي وزو بالتوازي مع ولاية الجزائر العاصمة حيث برمجت بالمناسبة عدة ورشات ونشاطات ثقافية حول المطالعة. وحول هذه الورشات أشارت السيدة ليندة رزوق رئيسة قسم التنشيط الثقافي بمديرية الثقافة لولاية الجزائر و عضو في المهرجان إلى أنها تضم كلا من المطالعة و الكتابة و القصص و الأشغال اليدوية و الرسم و مسرح الأطفال (التهريج والعرائس). وسيتم -- حسب ذات المتحدثة -- عرض الإنتاجات الإبداعية لهؤلاء الأطفال من كتابات و رسومات و منحوتات و مسرحيات و غيرها في معرض و حفل سيتم تنظيمهما بمناسبة اختتام هذه التظاهرة و يتم توزيع جوائز على الثلاثة المتفوقين من كل ورشة. كما سيتم أيضا -- حسب ذات المصدر -- إنجاز كتاب مدون لاعمال الأطفال المشاركين في ورشة الكتابة إضافة إلى ترجمة هذه النصوص إلى رسومات ينسجها خيال الأطفال المشاركين في ورشة الرسم. وبغرض تقريب الكتاب اكثر فأكثر من الطفل تم وضع جناح لبيع الكتب و القصص الخاصة بالطفل أشرفت عليه المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية حيث يتم بيع مختلف الإصدارات بأسعار تتراوح ما بين 30 إلى 100 دينار. و من جانبهم عبر العديد من الأطفال عن ابتهاجهم بتمضية هذه الفترة في الاستمتاع و قضاء وقت ممتع و مميز والاستفادة من المطالعة و التعلم حيث ذكرت "آية" ببراءة الأطفال أن الاستمتاع بالعطلة الصيفية لا يكون على شاطئ البحر فحسب بل بتعلم أشياء جديدة ممتعة و مسلية و ربط علاقات وصداقات جديدة مع أطفال من بلديات أخرى جاؤوا لنفس الغرض و هو التعلم. أما الطفل محمد من ورشة الأشغال اليدوية فقد أشار إلى أنه جاء في البداية بدافع الفضول إلا أن هذا الأخير تحول إلى شغف يومي يدفعه إلى العودة من شاطئ البحر قبل موعد افتتاح أبواب المهرجان من أجل إتمام ما بدأ في صناعته و هو عبارة عن موقد تقليدي جزائري (النافخ) و طليه بمختلف الألوان و ذلك حتى يكون جاهزا لعرضه يوم اختتام التظاهرة. أما الأولياء فقد اجمعوا على انهم لم يكونوا يتوقعون ردة الفعل الجميلة هذه لدى أبنائهم فيما يخص المطالعة و التعلم حيث أكدت إحدى السيدات أنها تحضر ابنتها يوميا و بإلحاح كبير منها بغرض إتمام كتاب "عبقرية محمد" الذي اكتشفته منذ أيام لدى زيارتها للمهرجان مؤكدة أن عدم سفرها وعائلتها الصغيرة لقضاء العطلة بسبب الظروف المادية الصعبة لم يمنعها البتة ولا ابنتها من الخروج و الاستمتاع كل مساء.