تابعنا أنا وحماري ما قيل في نشرة الأخبار حول زيارة حكومتنا الموقرة إلى إيران وانتظرنا بفارغ الصبر أنا وهو أن يعلن عن مجال الاتفاقيات التي تمت بين الطرفين·· وما أن تم الأمر حتى نهق حماري عاليا وقال·· لقد أصبت بخيبة أمل كبيرة·· اتفاقيات في الفلاحة والصحة والتعليم والرياضة؟ ضحكت من كلامه وقهقهت قهقهة سمعها الغاشي وقلت ماذا كنت تنتظر أيها الحمار·· اتفاقيات في ماذا؟ قال صارخا·· أنت علابالك وأنا علابالي·· قلت له·· صحيح أنك حمار·· وصحيح أيضا أنك تحلم أحلام اليقظة·· قال مستنكرا كلامي·· كل الحكومة تنقلت إلى هناك من أجل هذا وفقط؟ أنا أفكاري ذهبت إلى بعيد·· بعيد·· قلت له وأنا مازلت أواصل قهقهاتي العبثية·· ما تفكر فيه يا حماري لن يحصل حتى لو نوّر الملح·· تعرف ما معني أن ينوّر الملح؟ أحلم على قدك ودع النووي والصواريخ لأصحابها·· تحت مستوانا لم يرتفع عن التفكير في كيفية سد البالوعات·· ومعضلتنا الحقيقية هي البالوعات والحليب والخبز وغيرها من عظائم الأمور·· أما ما تفكر فيه ما يزال يفصلنا عنه سنوات ضوئية كثيرة·· نهق من جديد وهو يحوقل ويبسمل وقال·· خاب أملي·· متى يمكننا أن نرفع الرأس مثل بقية الناس·· قلت له·· فكر في نظرية البالوعات وسوف تنسى النووي ومشتقاته··